يعد الاتصال والتواصل بأبناء الوطن في الخارج هدفا أساسيا من أهداف الهيئة العامة للاستعلامات التي تعمل جاهدة علي تحقيقه منذ تأسيسها عام1954, حيث يعد التواصل مع أبناء الوطن في الخارج أحد مهامها الأساسية وفقا لما نص عليه قرار تأسيسها. والذي يتضمن تزويد أبناء مصر والدول الصديقة والمبعوثين في الخارج بالمعلومات والمواد الإعلامية, بما يعينهم علي التعريف باتجاهات دولتهم ونواحي التقدم فيها ومجابهة الدعاية المضادة. وفي هذا الحوار مع السفير محمد بدر الدين زايد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات نصل إلي الهدف والرسالة ومنابر التواصل مع أبناء مصر في الخارج, خاصة بعد أن انضمت الهيئة إلي رئاسة الجمهورية وتم إصدار الدورية الفصلية ال32 مجلة أبناء الوطن في الخارج. كيف يتم التواصل مع أبناء مصر في الخارج؟ لأن أبناء مصر في الخارج يمثلون قلبها النابض وسفراءها في الخارج, فكان لابد من تعميق وتوثيق العلاقات معهم ومع وطنهم الأم, وكان ذلك من خلال الإدارة العامة للاتصال بأبناء الوطن بالخارج التي أنشأتها الهيئة العامة للاستعلامات منذ ميلادها عام1954م, وتضم هذه الإدارة ثلاث إدارات متفرعة منها, الأولي للاتصال بأبناء الوطن في الأمريكتين وكندا, والثانية للاتصال بهم في أوروبا, والثالثة للتواصل معهم في آسيا وأفريقيا وأستراليا. وتقوم هذه الإدارة العامة بإمدادهم بكل إصدارات الهيئة العامة للاستعلامات الورقية والألكترونية في شتي المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, بالإضافة إلي إصدار مجلة دورية بعنوان مجلة أبناء الوطن في الخارج. ماذا عن المشكلات التي يتعرض لها المصريون في الخارج؟ تتلقي الإدارة شكاوي واستفسارات المصريين في الخارج وتسعي إلي إيجاد حلول لها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية مثل الدفاع والداخلية والتأمينات والصحة والتربية والتعليم وغيرها. كيف يتم تجميع هؤلاء المصريين خارجيا؟ يتم تجميعهم من خلال تنظيم مهرجانات أو إقامة يوم عن مصر في مختلف المجتمعات بدول المهجر وإمدادهم بكل المواد الإعلامية الورقية والألكترونية والصور, علاوة علي حرص الإدارة العامة علي المشاركة في المؤتمرات الخاصة بالمصريين المقيمين في الخارج والتي تعقد في مصر ويحضرها العديد من العلماء المصريين بالخارج للاستفادة من الخبرات والمقترحات واستثمارها لخدمة المجتمع المصري. هل هناك مصريون بالخارج متميزون يتم تسليط الضوء عليهم من قبلكم؟ نعم.. وذلك تقديرا لجهودهم وليكونوا مثالا يحتذي به, بل تنشر جهودهم في مجلة أبناء الوطن. كيف تتواصلون إعلاميا معهم؟ تم وضع خطط لربط الجاليات المصرية في الخارج من المبعوثين والمغتربين بوطنهم الأم, علاوة علي أن هناك إشرافا علي تدعيم صحافة المصريين بالخارج بالوسائل الإعلامية والحرص علي إمدادهم بأهم أخبار مصر الجارية فور حدوثها, خاصة بعد أن أفرزت ثورة25 يناير مناخا للحرية ينعم به كل المصريين, فرأت الإدارة العامة تطوير أدوات التواصل معهم بما يتناسب مع المرحلة الجديدة وتعظيم الاستفادة من التطورات المتلاحقة في تكنولوجيا المعلومات. ما هي الأدوات التي تستخدمونها في التواصل معهم؟ من خلال ثلاثة منابر, الأول الحرص علي تقديم صورة مشرفة عن مصر ولأبنائها في الخارج من خلال مجلة أبناء الوطن في الخارج التي تتضمن أبوابا متنوعة سياسية واقتصادية وسياحية وتاريخية وثقافية وغيرها, كما تضم بابا خاصا ببريد المغتربين للتواصل معهم والرد علي استفساراتهم وحل مشكلاتهم, وتحرص علي استعراض كل ما هو جديد بشأن القوانين واللوائح الخاصة بالجمارك والاستثمار والتجنيد والتيسيرات الممنوحة في المجالات المختلفة, كما تعتني بنشر قضايا المصريين في الخارج وقصص نجاحاتهم وأبحاثهم ودراساتهم تقديرا لجهودهم. اللغة عامل رئيسي في التواصل معهم.. فهل يكون باللغة الأم؟ حرصا منا علي التواصل معهم خاصة مع الجيلين الثاني والثالث, تتضمن المجلة مجموعة من الموضوعات المترجمة باللغتين الإنجليزية والفرنسية, وتصلهم عن طريق البريد المباشر من خلال القنصليات المصرية والمكاتب الإعلامية بالخارج. كما بادرت الهيئة بإنشاء منبر ثان وهو صفحة أبناء الوطن علي شبكة الإنترنت علي موقع الهيئة لنقل كل ما يدور في تلك اللحظات الفارقة, وسوف يتم إطلاقها باللغتين الإنجليزية والفرنسية مستقبلا للتواصل مع أبناء الجيلين الثاني والثالث. هل يتم التواصل مع كل المصريين في الخارج؟ حرصا علي تقديم الخدمة لأكبر عدد من أبنائنا في الخارج, تم تأسيس قاعدة بيانات خاصة بهم في الخارج تحوي الاسم والعنوان والبريد الألكتروني ويتم تحديثها أولا بأول للتواصل معهم, وبل وتلقي كل ما يرغبون في نشره سواء بصفحة الإدارة علي شبكة الإنترنت أو مجلة أبناء الوطن في الخارج. لماذا تحرصون علي المشاركة في المؤتمرات التي تنظم خصيصا للمصريين المقيمين في الخارج؟ لإبراز صورة مصر القديمة والحديثة للعالم الخارجي والحرص علي ربط المغتربين بوطنهم الأم تشارك الهيئة في فعاليات هذه المؤتمرات وفي مقدمتها المؤتمرات التي تنظمها وزارة القوي العاملة والهجرة وتتولي فيها الهيئة المشاركة في اللجان التحضيرية باعتبارها عضوا منظما في المؤتمر وإقامة مركز إعلامي يضم جميع إصدارات الهيئة ويتم توزيعها علي المصريين في الخارج أثناء المؤتمر, وإجراء مقابلات مع المصريين لنشرها علي صفحات المجلة, بالإضافة إلي توزيع استمارات تعارف تعدها الهيئة لتوزيعها علي المشاركين للتوسع في تحديث قاعدة البيانات الخاصة بهم والتعرف علي مقترحاتهم لتطوير الأداء وتلبية رغباتهم. وماذا يريد المصريون بالخارج؟ طبقا لكتاباتهم التي سطروها بأقلامهم, والتي تم نشرها في مجلة أبناء الوطن ال23 يمثلون درع مصر القوية في شتي المجالات ولا يمكن أن يستهان بهم, فهم من الطبقة العاملة والمنتجة والمثقفة والمحولة للأموال التي تحول لمصر لزيادة الدخل القومي للبلاد, فهم كما تقول المصرية المغتربة الدكتورة جيهان جادو في باريس, كل مصري مغترب يحمل معه آمالا عريقة بمستقبل مزدهر لبلده رافعا بيديه علمها, ورغم كل البعد لم يستطع أن ينسلخ عن كيانه المصري, ورغم كل البعد لم تنقطع الصلة ببلدهم بل لديهم العزم والإصرار علي رفع اسم بلدهم عاليا بكل فخر وكبرياء, بل دائما ما يسألون أنفسهم هل نحن مقصرون نحو بلدنا الأم؟ وهل نحن أصبحنا مجرد ممول للأموال؟ هل نظل المحرك والدافع الاقتصادي لمصر فقط؟ هل أصبح دورنا كمصريين خارج البلاد منحصرا في كلمة مستثمر أم أن علينا واجبات أخري تجاه الوطن؟. ومثال آخر لهؤلاء المصريين ومنهم الدكتور صالح شمس الدين إسماعيل مصري مغترب في فيينا يطرح من خلالنا ما تعانيه معظم الجاليات المصرية بالخارج من مشكلة عدم وجود مجلس عام يمثلها.