هذا المناخ الذي نعيشه حاليا ومايسوده من استقطاب وانقسامات في المجتمع.. مامدي تأثيره علي الاسرة المصرية ؟.. وكيف يمكن تجنب اثاره السلبية علي النشيء داخل الاسرة ؟! سألنا المختصين وكانت هذه أرائهم: د. فاطمة الشناوي استاذ الطب التفسي وخبيرة العلاقات الأسرية تؤكد ان هذا الإنقسام تأثيره بالتأكيد سلبي علي الأسرة المصرية وممكن ان يؤدي أيضا الي إنقسام في الأسرة,وتضيف رغم أننا نشجع علي تنوع الأراء وإختلافها في المجتمع ترسيخا لمبدأ الديمقراطية الذي نهفو جميعا إليه,إلا أنه من الواضح أن ذلك يستخدم بطريق خاطيء مما يسبب بالفعل شقاق في المجتمع,وعلي مستوي الأسرة أري أيضا ان يكون لكل فرد في الاسرة رأي مختلف,علامة جيدة ولكن مع مراعاة أن يفسر الوالدين للنشء أن هذا شيء طبيعي بما اننا في سنة أولي ديمقراطية,وأن هذا ما يحدث عادة عقب الثورات ولاداعي لأي انزعاج, ففي النهاية لابد أن تمرهذه الفترة بسلام دون إنشقاق أو إنقسام حتي تسير عجلة الانتاج في مناخ صحي قادر علي فهم طبيعة الامور.ويري د. عبد الله عسكر أستاذ التحليل النفسي بجامعة الزقازيق أن الأسرة المصرية همومها أكبر من السياسة حيث لديها مشكلات تتمثل في العنوسة والبطالة وتدني المستوي التعليمي والأمية ومشكلات صحية وبالتالي فالأسرة غير آمنة,ثم تأتي هذه الإنقسامات لتمثل إضافة الي مشكلاتها القائمة والمزمنة وبالتالي يصبح المستقبل ضبابي بالنسة لها.. ويستطرد أستاذ التحليل النفسي قائلا أنه رغم ان الإنقسام في المجتمع ينتج عنه انقسام في الأسرة أيضا,وهو من الأمور الطبيعية في التحول الديمقراطي بظهور الرأي والرأي الاخر,إلا أنه من المؤسف أننا نفتقد الي الحوار, والذي يستوجب وجوده بشدة في هذه المرحلة. فحينما يغيب الحوار تحل الخصومة وينتج العنف ويسبب أيضا حالة من القلق علي المستقبل,وهنا يفكر البعض في الهجرة او العزلة واللامبالاة ولذلك فالمطلوب هو الخطاب السياسي الرشيد حتي يتحقق الأمن والسلام في المجتمع.. ومطلوب من رب الأسرة أن يعمل علي تحقيق الأمان لأسرته ويكون عادلا ولا يعطي وعودا لا يستطيع الوفاء بها أو تحقيقها حتي يكون مثالا وقدوة لأبنائه في الحياة. ويبدي د. رشاد عبد اللطيف أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية بحامعة حلوان رأيه قائلا أنه من الواضح بالفعل أن المجتمع أصبح مقسما في أكثر من إتجاه, فهناك مجموعة الاخوان المسلمينومجموعة السلفيين وكذلك مجموعة الليبراليين وأيضا الإنقاذ الوطني وأخيرا مجموعة العوام والتي لاتعرف أي شيء, وهي مكمن الخطورة,فهي قد تنحاز لأي فئة دون إدراك لخطورة هذه الفئة علي المجتمع.. حتي الأسرة المصرية إنقسمت فلم تكن مثلما كانت في الماضي,وكذلك الحال لطلاب المدارس والجامعات وكافة المجتمع. وإن كان البعض يري أن هذه ظاهرة صحية ودليل علي الديمقراطية في المجتمع,إلا أنه في الحقيقة غير ذلك في مصر لأنه لا يوجد من يوضح الأمور السياسية الملتبسة علي الكثيرين في المجتمع المصري,وهنا تكمن الخطورة علي المجتمع والمستفيد الوحيد هم الراغبون في الإستحواذ علي السلطة.. ولمواجهة هذه الانقسامات في المجتمع وهذه المطالب الفئوية كما يقول استاذ تنظيم المجتمع لابد من توافرعدة مقومات أهمها الحوار المجتمعي الذي يجب أن يبدأ من الأسرة حتي لايحدث فيها إنقساما أو شرخا يهدد مكانة الام او الاب أو يحدث شرخ في العلاقات الاسرية وأن تقوم الأسرة بتوعية أبنائها بضرورة أداء كل منهم واجبه المكلف به أولا,سواء في المدرسة أو الجامعة أو في العمل وخاصة ونحن نشاهد تدهور الأوضاع الإقتصادية في مصر. ومن ناحية أخري علي القيادات أيا كان موقعها إحترام الرأي والرأي الآخر أيا كانت نتائجه سلبا أوإيجابا وأخيرا علي وسائل الاعلام, خاصة وحكومية,أن تتجنب الحشد السلبي أو الإنحياز لفريق دون الأخر,لأن ذلك يؤدي الي تفتيت المجتمع والاسرة بالإضافة الي فقدان الثقة في الاعلام ككل.