في لقاء عبر الفيديو كونفرنس, نظمته السفارة الأمريكية بين مجموعة من الإعلاميات في أفغانستان وأخري من مصر, للوقوف علي مساحة الحريات والحقوق للإعلاميات في كلتا الدولتين في ظل الحكم الإسلامي, شعرت أن اللقاء لم يكن حوارا بقدر ما كان صرخة قوية عبر السفارة الأمريكية من أفغانيات يعملن في حقل الإعلام تحت حكم استبدادي حول حياة المرأة الأفغانية الي جحيم. وأصبح القمع والقهر والقتل برنامجا يوميا كان آخرها مقتل مسئولة الدفاع عن حقوق النساء في أفغانستان نادية صديقي منذ أيام قليلة في ولاية قريبة من العاصمة كابول, وذلك بعد5 أشهر من اغتيال المسئولة التي كانت تشغل المنصب ذاته, دار الحديث وكانت أبرز المتحدثات باهار جويا وتعمل في قناة البي بي سي في أفغانستان قالت, منذ اندلعت الحرب في2001 ونحن نعاني أبشع أنواع العنف والاضطهاد والقمع والقتل كل يوم, ومن خلال عملي في الصحافة والإعلام تحدثت مع الكثيرات من النساء الأفغانيات وأكدن لي مخاوفهن وقلن أن عددا كبيرا من النساء سوف يرحلن من أفغانستان بعد رحيل الناتو في2014 خوفا علي حياتهن, نظرا لأن الأمن الذي توفره الحكومة الأفغانية ليس كاف علي الأطلاق. واستطردت بعد مرور11 عاما علي المعارك في وجه التمرد الذي تقوده حركة طالبان والتي أطيح بها من السلطة عام2001, هناك مخاوف لدي البعض من اندلاع حرب أهلية بعد رحيل قوات حلف شمال الأطلسي في2014, فيما آثار آخرون احتمال عودة طالبان إلي السلطة. وأوضحت أن عملية الاغتيالات الشخصية من أكثر الوسائل التي تلجأ إليها حركة طالبان ضد السلطات الأفغانية المدعومة بالحلف الأطلسي. وأضافت لا أحد يهتم بما تتعرض له المرأة الأفغانية بعد أن سجلت حالات العنف ضد النساء2300 حالة خلال العام, فلا أحد يعني بها فالحكومة الأفغانية وحركة طالبان والموروثات الثقافية البالية هم العدو الحقيقي لكل ما هو حضاري. وسألنا عن الدستور الأفغاني وهل يشمل بنود تحمي المرأة فقالت الدستور في أفغانستان يعطينا حقوقنا وحرياتنا, لكن الأمر لا يخرج عن الكتب فالقوانين المنصفة للمرأة هي مجرد حبر علي ورق لا تفعل ولا تطبق علي الإطلاق. أما الواقع فهو الذي يستخدم فيه الرجل الدين لصالحه ويعتبره أداة في يده لتحقيق أغراضه.المسألة أبعد ما تكون عن الإسلام, والأمر برمته يرجع لتسلط الرجل من ناحية وإلي العادات والتقاليد والثقافات الموروثة التي تفرق بين الرجل والمرأة من ناحية أخري, ونحن نطالب ممثلي المجتمع المدني والناشطين والحقوقيين في أفغانستان بتحسين وضع المرأة. ولم يختلف رأي الإعلامية الأفغانية زهرة نابي بشبكة تليفزيون أريانا عن زميلتها حيث تري أن المرأة مهمشة وبعيدة تماما عن الحياة السياسية فهي تكتب في مختلف المجالات الصحفية ولكن في حدود وتحت سقف من القمع والتهديد, كما أن الحجاب فرض عليها من أجل السماح لها بالخروج إلي العمل. عندما سألناها عن النساء في البرلمان وتعليم المرأة وتقلدها مناصب كانت إجابتها حقا مفاجأة قالت: المرأة في أفغانستان غير متعلمة.. العائلة هي التي تمنع الفتاة من التعليم فالأم هي من تمنع بناتها من الذهاب إلي المدرسة, فالمشكلة في أفغانستان كبيرة للغاية ونحتاج إلي20 سنة لخروج من هذا الوضع. وعن البرلمان قالت إن عدد النساء في البرلمان لا يتجاوزن10 سيدات, أي5% فقط من مجمل أعضاء البرلمان, أحيانا يصل تسلط الرجل إلي أن يمنع زوجته من التصويت في الانتخابات. أما روكسار عزامي فهي الصحفية الوحيدة من المجموعة الصحفية في أفغانستان التي أعطتنا بصيصا من أمل ينذر بانفراجة قريبة لأوضاع المرأة في أفغانستان قالت إن هناك تغيير, في أوضاع المرأة للأحسن وأن هناك القليل من حرية الصحافة والإعلام في كابول والتي بدأت المرأة تتمتع ببعض منها. وأضافت أن الحركات النسائية في الدفاع عن حقوق المرأة بدأت منذ عشر سنوات وتنبه لها البعض مؤخرا وأنهت حديثها لن نتوقف عن الدفاع عن حرياتنا المنتهكة وحقوقنا المغتصبة حتي تعود المرأة الأفغانية كما كانت... ونحن كصحفيات وإعلاميات نتحمل العبء الأكبر لتحرير المرأة من قبضة السلطات وحركة طالبان التي نخشي عودتها مجددا.