ما كل هذا الذي يحدث في سوريا حتي اليوم؟ نقترب من العامين, طوابير الجنازات الطويلة تأبي أن تودعنا, حمامات الدم تجري مدرارا. الوقاحة السياسية والإجرام للنظام خبر يومي, وسيناريوهات وفنون القتل والتنكيل والتعذيب, والقنص والاغتيالات المروعة من عصابات الرئيس وفرق الشبيحة في مسالخ وأقبية سجون آل الأسد تسيل أنهارا. ناهيك عن طوابير اللاجئين والفارين من قهر وأهوال القصف والحرق وسقوط المنازل والمباني فوق رءوس أطفالهم ونسائهم فاقت جرائم النازيين الجدد في تل أبيب. حياة أكثر من مليوني لاجئ سوري في الشتات والمنافي في برد صحراء تركيا والأردن والعراق القارس, وعلي حدود جبال ثلج لبنان ألا يوجعك أيها العربي. مشاهد البؤس وقوافل القتلي التي تعبأ في سيارات القمامة لترمي في المكبات وفضاءات الجبال والصحراء في سوريا أيها العربي.. ألا يهتز ضميرك؟ أسد جسور علي شعبه بهذه الذهنية القاتلة ألم يستحق منكم أيها العرب الصراخ والتدخل وفي المقدمة منكم الملوك والرؤساء بدلا من ثقافة النعاج, ومريدي الجامعة العربية واستمرار عجزها لوقف هذا القاتل في دمشق.. ألا تخجلون في العالم العربي من أنفسكم؟ لن يسامحكم السوري ولن يغفر لكم صمتكم وعجزكم, فالصمت عار والمداراة علي سياسة الأبارتهايد السوري كل يوم في حق إخوانكم في دمشق وحلب ودرعا والحسكة وإدلب ومعرة النعمان فضيحة تلطخ رءوسكم, وعار سيظل يطاردكم لن يشفع لكم أمام التاريخ الذي لا يكذب. كل العرب, لا أستثني أحدا منكم مسئولون, متورطون, مشاركون بشكل مباشر في التغطية علي جرائم بشار, جميعهم تباروا بالهروب إلي الأمام والاختباء بزمن الصمت والعجز أمام صاحب الحل الدموي وجزار قهر الشعب في سوريا. كيف تعيشون وتهربون من مطاردات صور الدم اليومية لاخوانكم الذين يقتلون علي مذبح الصمود والممانعة من قبل قاتل محترف وعصابته, صمتكم يفضحكم فالعار كل العار لكل عربي, فهذا نظام آيل للسقوط لا محالة, ودوام المحتال من المحال, فالرجل حقا سيلاقي نهاية تعيسة مأساوية شبيهة بنهاية القذافي, ولن يكون محظوظا ويحصل علي نهاية مبارك, أما أنتم أيها العرب.. فمتي تستقيلون من عروبتكم؟ المزيد من أعمدة أشرف العشري