أصدر الكتاب والفنانون والصحفيون السوريون في »رابطة الكتاب السوريين« و «تجمع فناني ومبدعي سوريا لأجل الحرية«، و »رابطة الصحفيين السوريين« بيانًا موجهًا للقوي الشعبية العربية المعبرة عن الضمائر الحية الباقية في شعوبنا العربية، مطالبين أن تتجاوزوا العجز والخذلان العربيين وتنهضوا للقيام بواجبكم الأخلاقي نحو شعبنا السوري المكافح لأجل الحرية الذي يتعرض للإبادة اليومية. وطالب البيان الشعوب العربية بالتظاهر في الشوارع لنصرة الشعب السوري الذبيح علي يد الطغاة الحاكمة من آل الأسد وعصاباتهم التي تقوم بجرائم الإبادة علي مسمع ومرأي العالم أجمع من دون أن يهتز لأفعالها المزلزلة ضمير عربي أو عالمي، مطالبين بمساندة الشعب السوري من خلال عمل مباشر يترجم إلي أفعال، مثل دعم ومساندة بالدواء وإمكانات الصمود المختلفة لأهلنا في الداخل السوري، وبالتواصل مع اللاجئين السوريين الذين بلغ عددهم داخل وخارج سوريا حوالي مليونين ونصف المليون بين نازح ولاجئ ومشرد، يقدر عدد الموجودين منهم في مخيمات دول الجوار، خصوصا الأردن، تركيا، لبنان، العراق حوالي نصف المليون نسمة، وعدد المسجل منهم في قوائم اللجوء حوالي 340 ألف نسمة. كذلك عن طريق دعوة النقابات والجامعات والمدارس ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة إلي الإضراب والتظاهر وتوجيه رسائل إلي الحكومات العربية للضغط عليها بهدف دفعها إلي التحرك بصورة جدية لوقف المذبحة في سوريا. وتوجيه الرسائل إلي الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومختلف المنظمات العربية والدولية المعنية ومطالبتها بفتح تحقيق دولي بالمذابح التي يرتكبها النظام وسوق القتلة إلي المحاكم الدولية، استنكار غياب الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية عن الساحة السورية غيابا مريبا، ودعوتها إلي الاضطلاع بدورها والقيام بواجبها الإنساني والأخلاقي والعملي نحو المدنيين السوريين. ففي الوقت الذي استعمل فيه الروس الفيتو ثلاث مرات ضد حماية شعبنا من الموت، مول النظام الإيراني الحرب علي شعبنا بصورة كاملة، بما في ذلك المبالغ التي يطلبها الروس ثمنا للسلاح والدعم الدبلوماسي، ولم يخف النظام الإيراني عزمه علي إخضاع الشعب السوري بأي ثمن، كما يفعل مع شعبه نفسه، وكل يوم يصل رسله ومبعوثوه إلي دمشق حاملين رسائل الدعم للنظام والتهديد والوعيد للشعب السوري، وخلاصة الخطاب الإيراني: ممنوع علي السوريين الخلاص من نظام الأسد، »لن نسمح بسقوط الأسد«. والواقع أن الحكام الإيرانيين الذين يحتلون إرادة ثلاث عواصم عربية هي: بغداد، بيروت، دمشق، إنما باتوا يديرون بأنفسهم آلة القتل في سوريا، ليمنعوا إفلات عاصمتنا العريقة دمشق من منظومة الحلف الإيراني، وهو ما يعني انفراط عقد الاحتلال السياسي لهذه العواصم المشرقية، وهروب ورقة فلسطين، وانكفاء إيران بالتالي إلي جغرافيتها، وخروجها بصورة نهائية من قواعدها المطلة علي المتوسط. ذا ما يفسر شراسة المعركة الإيرانية - الأسدية ضد الشعب السوري، وتجاوز الجريمة كل الحدود، بحيث أصبح القتل بالجملة والإعدامات الجماعية في العاصمة دمشق، وصارت أسماء البلدات السورية أسماء لمجازر جماعية مروعة فاقت ببشاعتها مجازر الإسرائيليين بحق شعبنا الفلسطيني. وفي الوقت الذي ندي فيه سياسة إيران الرسمية نحو سوريا لا ننسي أن نتوجه نحو ثورة الشباب الإيراني ومعها الحركة الخضراء في إيران، حركة الشعب الإيراني الحرّ مطالبين إخوتنا هؤلاء في النضال من أجل الحرية أن تتحركوا نصرة للشعب السوري وفي ذلك نصرة لمبادئهم النبيلة وإنسانيتكم. نريد مواقف منكم.. علي الأرض، مظاهرات في الشوارع تضامنا مع شعبنا وانتصارا لقضيتنا المشتركة. يمكنكم أن تتحركوا داخل إيران وخارجها ضد مشاركة الخامنئية في الجريمة السورية. قولوا لحكومتكم غير الشرعية وللعالم: كف كفي قتلا باسم الإيرانيين. ليس باسمنا ترتكب الجرائم في سوريا أيها القتلة. من قلوبنا المجروحة والمحروقة نقول لكم كفي صمتا وخذلانا أيها العرب . كفي صمتا وخذلانا للسوريين الثائرين لأجل الحرية، فهم يقاتلون اليوم في الخندق المتقدم دفاعا عن حريتهم ووجودكم أيها العرب بإزاء عدو لئيم شريك موضوعي للعدو الإسرائيلي هو العدو الإيراني ممثلا بدولة خامنئي الذي يعمل منذ سنوات طويلة علي تحويل سوريا إلي دولة ذيلية ملحقة بإيران الدولة الاستبدادية ذات المشروع القومي - الديني المعادي للديمقراطية. ومن بين الشخصيات التي وقعت البيان: صادق جلال العظم، فارس الحلو، أسامة محمد، نوري الجراح، جودت سعيد، فرج بيرقدار، عصام العطار، سمر يزبك، صبحي حديدي، سلامة كيلة، سميح شقير، لينا الطيبي، عامر مطر، غالية قباني، مفيد نجم، خلدون الشمعة، لويز عبد الكريم، جورج صبرة، رشا عمران، حسام الدين محمد، وبشير البكر.