يدخل الرئيس أوباما فترة رئاسته الثانية بحرس جديد مثير للجدل ومختلف جذريا عن فريق الفترة الأولي. فقد كان الفريق السابق حماسيا زاخرا بالعناصر المتنافسة والرؤي المتعارضة التي تثري النقاش وتوفر أفضل الاختيارات. أما الفريق الثاني فيعتمد علي الخبرات المتراكمة, والحذر والتوافق مع رؤية أوباما بشأن ما يريد تحقيقه داخليا وخارجيا. ترشيح جون كيري للخارجية وتشاك هاجل للدفاع وجون برينان لوكالة المخابرات المركزية وجاك ليو للخزانة يعيد صبغة رجال واشنطن إلي الإدارة والالتصاق بحناح اليسار الوسط في الحزب الديمقراطي باستثناء هاجل الجمهوري. الكثير قد قيل بشأن اتجاهات هاجل العدائية لإسرائيل ولكن الاختيار جاء تأكيدا لرغبة أوباما وضع حد يفصل بين الالتزام الأمريكي بأمن اسرائيل والانصياع المطلق لحكومة يمينية متشددة عاكفة علي تدمير حل الدولتين. وهناك مبررات أكبر من اسرائيل وهي اتفاق أوباما وكيري وهاجل علي أن العالم يشهد اضطرابات وتناقضات حادة, وأن الضائقة المالية الأمريكية ستعوق الحشد العسكري المنفرد لمواجهة هذه التحديات ومن ثم الحاجة إلي الخبرات المكتسبة إبان الحرب الباردة لإعادة بناء التحالفات مع أوروبا وآسيا. التحدي الأكبر سيكون البرنامج النووي الإيراني حيث يريد أوباما استنفاد كل الطرق للوصول إلي صفقة تفاوضية تحت سقف العقوبات, واستعادة قنوات للحوار الثنائي مع طهران تحت مظلة أوروبية, حتي يمكنه حشد التأييد العالمي للحل العسكري في آخر المطاف واضعا نصب عينيه مصالح أمريكا في شرق أوسط غير نووي وليس المصالح الأمنية الإسرائيلية فقط, وضرورة تحديد باب الخروج قبل الدخول في أي حرب جديدة. اختيار جاك ليو للخزانة يعكس اقتناعه بأن فرص التفاهم مع الجمهوريين علي خطة لخفض عجز الميزانية والدين العام ضئيلة وأنه لا بد من ضم الصفوف والاستعداد لمواجهة ساخنة. ما ينبغي علي أوباما أن يعيه هو أن إنجاز أهداف رئاسته الثانية لن يتحقق بتغيير الأشخاص فقط, وأن حرسا رئاسيا يفتقد إلي الجدل الداخلي يفرض عليه السعي بجدية للمشورة والمعارضة من خارجه. المزيد من أعمدة سجيني دولرماني