سوهاج من نيفين مصطفي وفي رصد للظاهرة من محافظة سوهاج وتحديدا من المدينة يقول الطفل إيبالرغم من الجهود التي تبذل من قبل بعض الجمعيات الأهلية والمجلس القومي للطفولة والأمومة وعدد آخر من الجهات المعنية سواء المحلية أو الدولية إلا أنها لم تسفر عن حل جذري وايجابي لعلاج ظاهرة أطفال الشوارع. هاب(8 سنوات) والذي رأيناه يتنقل وسط سيارات السرفيس بالمواقف لبيع المناديل سعيا لكسب بعض القروش البسيطة التي تساعده علي العيش مع والدته واخوته: انني أتمني أن احصل علي عمل آخر بدلا من اللف والدوران طوال اليوم في الشوارع. وأثناء جولتنا تجمعت حولنا بعض البنات الصغيرات اللاتي تتراوح أعمارهن بين6 و9 سنوات أملا منهن في شراء بعض الحلوي واللبان منهن ورفضن أخذ المال بدون الحصول علي الحلوي. أما عبدالسلام13 سنة فقال بكل حزن وأسي: كل يوم واحد يستوقفنا في الشارع ويسألنا عن أحوالنا وكيف نعيش ولماذا نعمل؟ ونحن لا نري أن أي حل لمشكلاتنا أو نجد أي مسئول ينتشلنا ويرحمنا من هذا العذاب, فأنا أعمل طوال النهار وأتجول في المكاتب الحكومية بين الموظفين لأبيع الجوارب وأجهزة التليفونات. وعلي الجانب الآخر أشارت نادية محمد اخصائية اجتماعية بإحدي المدارس إلي أن سوهاج باعتبارها بلدا زراعيا فإن عمالة الاطفال في الزراعة كثيرة بالنسبة للأعمار المختلفة, مما يعرضهم للإصابة بالأمراض في أثناء العمل في الحقول, لذلك فان كرامة هؤلاء الأطفال مهدرة ومستقبلهم مهدد علي المستوي الشعبي والقانوني. وأوضحت مايسة شريف بإحدي الجمعيات النسائية أن حقيقة هذه الظاهرة ترجع إلي التفكك الاسري الذي ينتج عنه انحدار الثقافة الدينية وانعدام الوازع الديني وانخفاض المستوي التعليمي والمستوي الاقتصادي وصغر سن الزواج, كما أن للبيئة دورا فعالا في ذلك, فهي المحرك العام الذي يشكل أي مجتمع ولابد ألا نغفل تفاعل دور الجمعيات الأهلية والنسائية في تقديم الخطط والمشروعات بهدف المشاركة في القضاء علي هذه الظاهرة, وذلك بمحو أمية هؤلاء الاطفال وتوفير الرعاية الصحية واعطاء قروض لأولياء الأمور لعمل مشروعات صغيرة, وتوفير التأهيل المهني لهم. من جانبه, يري السيد محسن النعماني محافظ سوهاج أن تشرد الاطفال ليس ظاهرة في الصعيد بصفة عامة وسوهاج بصفة خاصة نتيجة وجود نوع من التكافل الاجتماعي التلقائي والترابط القوي الذي مازال موجودا علي حد قوله وبذلك نكون غير معرضين لمأساة أطفال الشوارع, لكن يوجد عمالة للاطفال داخل الورش والتجول في الشوارع. وأضاف أنه برغم ذلك لابد من التوسع في إقامة الجمعيات الأهلية ومؤسسات الرعاية وتدريب الصغار علي حرف نافعة يطلبها السوق والمصانع, فالعمل أقوي وسيلة للخروج من هذا المستنقع وإعادة تأهيل الأسر المفككة التي تسهم في تخريج هؤلاء الاطفال.