يستحق عام2012 لقب عام التحرش عن جدارة, ويمكن اعتباره العام الذي شهدت فيه مصر تحول التحرش الجنسي بالنساء إلي وباء اجتماعي وتجاوز حدوده الأقليمية إلي العالمية, فقد احتلت مصر المركز الثاني بعد أفغانستان وفقا لتصنيف إحدي الصحف الأمريكية التي يتعرض فيها الأمريكيين للتحرش الجنسي في الأماكن العامة, ووجهت عدة دول أوروبية التحذير لرعاياها من التعرض للتحرش في مصر. وبالرغم أن التحرش الجنسي ليس جديدا علي مصر لكنه كان فرديا وجماعيا في الأعياد, وكانت الإحصائيات الرسمية تؤكد أن89% من نساء مصر يتعرضن له و83% من الأجنبيات اللاتي زرن مصر تم التحرش بهن, لكن بقي الأمر محتملا وموسميا تتحدث عنه الصحف مع كعك وخروف العيد حتي جاء2012 لينطلق به إلي العالمية بعد أن تعرضت ثلاث صحفيات أجنبيات هن الفرنسية سونيا دريدي مراسلة قناة فرانس24, ولارا كوجان مراسلة سي بي إس التي انقض عليها003 رجل( وفقا لروايتها في ميدان التحرير) وكارولين سينز مراسلة فرانس برس التي وصفت ما تعرضت له من جانب صبية في الرابعة عشر وآخرين بأنه' إغتصاب كامل بالأيدي'.. وهكذا أصبحت مصر رسميا بلد المتحرشين.. التحرش كان أيضا سلاحا تم استخدامه لتطفيش الثائرات من ميدان التحرير, فكان يتم بشكل ممنهج ضد من تطأ قدميها ميدان التحرير, وخرجت مسيرة نسائية تندد به ونشرت الصحف الأجنبية خرائط مفصلة للأماكن الأكثر تحرشا في مصر, وأصبحت سيرتنا علي كل لسان. 2012 شهد أكبر عدد للجمعيات التطوعية ضد التحرش' إمسك متحرش',' اتحرش بالمتحرش', و'ميدان آمن للجميع', و'ثورة بنات', و'من حق المصرية تعييد بالحرية', وإفضح المتحرش, وإحنا شباب ضد التحرش, وإحترم نفسك.. ولأول مرة ظهرت أيضا علي الفيس بوك نصائح للفتيات لطريقة التعامل مع المتحرشين, وطريقة تصنيع قنبلة يدوية بدائية من سبراي الفلفل الأسود, ونصح آخرون' بالصويت والتجريس' لكنها جميعا كانت محاولات محدودة عجزت عن الوقوف في وجه مارد التحرش الذي خرج من قمقمه ليطارد نساء مصر وزائراتها. هو أيضا العام الذي أصبحت فيه المصريات أكثر جرأة في الشكوي من المتحرشين, وشهد عيد الأضحي الماضي أكبر عدد من بلاغات التحرش سواء في أقسام الشرطة أو للخط الساخن للمجلس القومي للمرأة زادت علي003 بلاغ. وكان أشجع وأقوي رد فعل هو ما قامت به الشابة' دنيا عماد' التي لقنت أحدهم درسا وأوسعته ضربا وسلمته للشرطة.. مضي عام2012 بتحرشه وقلة أدبه.. نتمني ألا يكون العام الجديد أكثر تحرشا من سابقه.