في لقاء اتسم بروح المودة والترحاب الشديد, استقبل فضيلة العالم الجليل الدكتور يوسف القرضاوي وفدا صحفيا من الأهرام برئاسة الأستاذ ممدوح الولي رئيس مجلس الإدارة ونقيب الصحفيين. وأوضح فضيلة الشيخ أن خطبته بالأزهر الشريف أشاد بها العالم الإسلامي كله, وكانت تهدف إلي جمع الشمل والتهدئة داخل الوطن الحبيب, ولم تكن تهدف إلي الفرقة أو التناحر. وقال الشيخ القرضاوي: إنه يدعم الثورة السورية منذ يومها الأول, وإنها ثورة شعبية حقيقية يتعرض فيها أشقاؤنا هناك لأشد أنواع التعذيب والقتل والتنكيل علي يد النظام السوري المستبد, مشيرا إلي أن الشعب السوري كله يثمن له هذا الموقف. وأشاد القرضاوي بدور مؤسسة الأهرام التنويري علي مدي تاريخها كأقدم صحيفة في الشرق الأوسط, وأنها ديوان الحياة في مصر, لما تتميز به من مصداقية, والعمل من أجل الوحدة وليس الفرقة.. وثمن الشيخ القرضاوي زيارة وفد الأهرام له, وحرص علي تقديم نسخ من آخر كتبه بعنوان موقف الإسلام من العقل والعلم لكل الحاضرين. وتطرق اللقاء بالطبع إلي هموم الأمتين الإسلامية والعربية, وإلي الشأن الداخلي في مصر, فقال القرضاوي: إن مصر في حاجة إلي جميع أبنائها من مختلف الأحزاب والتيارات السياسية, مؤكدا أن الاختلاف في الرؤي السياسية أمر طبيعي, لأن الله سبحانه وتعالي لم يخلق البشر بفكر واحد, ورؤية واحدة, ولكن يجب ألا تكون هذه الاختلافات سببا للفرقة والتناحر بين القوي السياسية وأنصارهم, ولكن يجب أن يتعالي الجميع علي هذه الاختلافات من أجل مصلحة الوطن, والبناء, وتجاوز هذه المرحلة التي نمر بها. وأكد الشيخ أن الحوار وتبادل الأفكار والآراء السياسية بالشكل السلمي, هو الوسيلة الوحيدة لبناء مصر بعيدا عن التعصب, مشيرا إلي أن ثورات الربيع العربي جاءت لتواجه الأنظمة الفاسدة والمستبدة, وأن دعم هذه الثورات أمر واجب, وطالب المصريين بجميع انتماءاتهم بالبدء في مرحلة جديدة من البناء.