حصار المحكمة الدستورية العليا يدل علي أننا نحيا في فوضي لا مثيل لها, وأن افتقاد الأمن والطمأنينة قد بلغ أقصي درجاته وأصبح إرهاب القضاء وترويع القضاة مسلكا عاديا ولا غبار عليه حتي إن وزيري العدل والداخلية لم يحركا ساكنا ولم يعيرا الأمر أدني اهتمام. ولو حدث ذلك في أي دولة في العالم لتزلزلت أركان الدولة وسقطت الحكومة بأكملها, وصدق المتنبي عندما وصف مصر بأنها كم فيها من مضحكات, ولكنه ضحك كالبكاء. لأن فض الاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات حول مبني المحكمة فورا بات أمرا ضروريا لكي يتمكن قضاتها من أداء رسالتهم, وتجريم أي مظاهرات حول المحاكم, وإلا فليتم إغلاق المحاكم كلها بأيدي القضاة أنفسهم.. فاليوم قد تمت محاصرة المحكمة الدستورية العليا, وغدا ستتم محاصرة محكمة النقض, وبعد غد محاكم الاستئناف.. وهلم جرا, فما أسهل علي كل بلطجي ومسجل خطر حتي لا يصدر حكم بإدانته ومعاقبته أن يجمع صحبة من أصدقائه والتجمهر حول المحكمة ويمنع العمل بها.. أليس كذلك؟ مستشار نبيل صليب عوض الله - رئيس محكمة استئناف الإسماعيلية