طالما أن النفوس المريضة بشهوة السلطة والمال تحكم إعلامنا فلا ننتظر خير أو عدلا من حكم إعلامنا على مصر ، فكبوة الإعلام المصري تكمن في خلطته السحرية بالمال السياسي بدعوة مزيفة لحماية الوطن والحقيقة حماية المصالح وإنما هي إستمرارا لمسلسل السلب والنهب والأغراض الدنيئة فتحول لفرق تضليل تنفذ أدوارها المنوط بها لتقسيم البلاد وإستخدام موجات السباب والشتائم لتحطيم كل أركان المجتمع فمن يريد مشاهدة سباب سلطات الدولة فليشاهد هذه القنوات وسارت رسالة الإعلام السب لكل من هب ودب ولا توقير لأي مصري عندهم ، بينما رسالة الإعلام الحقيقية تقوم على عرض وجهات النظر المتباينة دون تحيز أو تمييز أما تبني وجهة نظر واحدة كالأعور مما جعل الإنفلات الإعلامي أشد فتكا وخطرا على الدولة وإستقرارها من الإنفلات الأمني وبعد ان فقد الإعلام المصداقية وميثاق وشرف المهنة وسار همهم الوقيعة بين الشعب وترويج الأكاذيب وشحن وبث العداء بين أطياف المجتمع وتحولت أبواق الإعلاميين من المهنية إلى الفوضوية والغوغائية لتستقر في مستنقع البلطجة الإعلامية وأسفل الأسفلين وأرزل الأرزلين . منذ فترة ليست ببعيدة قررت الحكومة البريطانية إعطاء إعلامها مهلة 6 أشهر ليعيد هيكلتة والعمل بصياغة جديدة تحافظ على قيم المجتمع بعد أن تسبب في مشكلات كبيرة في كل النواحي لبريطانيا ونحن لدينا اقوي مما تقوله بريطانيا وكل دول العالم مجتمعة حيث يقول رب العزة جل في علاه في مطلع سورة القلم ( ن والقلم وما يسطرون ) وقال الرسول صلي الله عليه وسلم ( إن الكلمة لتخرج من فم الرجل لا يلقي لها بالا فتهوي به في نار جهنم سبعين خريفا ) وقد تكررت هذه التوجهات السماوية في كل الديانات والكتب ومع كل الرسل والأنبياء وسار تطهير الإعلام مطلبا ملحا بعد ان افسد علينا حياتنا وبيوتنا ولا يأتي علي مصر إلا بالخراب والدمار وإشعال الفتن . منذ اسبوعان على قناة الجزيرة مصر فاجأنا احد الكتاب المنتمين للتيار الليبرالي بكلام غريب وهو رجل معروف ولكنه نطق كذبا وجورا حيث قال أن الإعلام الذي يعرض وجهة نظر واحدة دون عرض وجهة النظر المعارضة هو اعلام متحرر وهذه هي حرية الإعلام في نظر هذا الكاتب الذي كنا نحترمه عندما كان يتكلم عن الحريات والحقوق ثم استطرد بأن تناول الوجهتان بشكل محايد في نظره فاشية فلا أدري اي فاشية يتكلم عنها هذا الرجل وكيف اصبح كاتبا فهو ليس أهلا للمهنة المقدسه ويذكرني بالرجل الأعور الذي يري بعين واحدة ، ومنذ ايام قليلة فوجئنا بالمرتبات الضخمة التي يتقاضاها بعض هؤلاء الإعلاميين وتبلغ مئات اللاف من الجنيهات فإذا كانت هذه رواتبهم التي يتقاضوها من رجال الأعمال أصحاب القنوات الفضائة وتأتي المشاهدة الكبيرة لبرامجهم بسبب الإفراط والتهكم والتطاول على كل شئ ولزيادة فرص الإعلان بها فتحقق إيرادات عالية وأقوي دليل على أن هذه القنوات لا تعرف الحيادية من خلال تغطيتهم الإعلامية فنجد مؤتمرات لا يشاركون وأخري يهرولون لها مسرعين وهذه هي الفاشية بوجهها القبيح ونجد هذه المنهج في جميع قنوات رجال الأعمال سواء الليبرالية أو الدينية ، وهذا الزحف الإعلامي المشبوه الذي جند كل طاقاته وحشد قواته لغرض واحد وهو سقوط مصر تحت قبضتهم فيحركون الشعب كيفما يشاءون ونسيوا أنهم من تراب وسيعودون للتراب وستبلي عظامهم ولن تنال ذكراهم إحتراما أو تقديرا وربما العكس . حاولت أن اكون متأدبا بقدر المستطاع إلا أنني لم استطع الصبر كثيرا فقد تحطمت كرامة وعزة وأخلاقيات المصريين الطيبة على أيدي هؤلاء الإعلاميين القلة والمتشدقين بالقيم وبسبب الهدم المستمر لأهداف الرسالة الإعلامية الموقرة وهدم كل قيم الشعب بمعول الإعلام وهوجة التضليل المستمرة للشعب وإستغلال نسبة الأمية المرتفعة ، فلم اتخيل ان يتحول اعلامنا من صفوة المفكرين إلى بقايا فكرية وإبتذال مهني والدليل هو ثبات الوجوه وكأنه مقررا على المشاهدين والحقيقة ان مانشاهده هو مسخ اعلامي لا يمت للإعلام بصله وأجندتهم هي نشر الفوضي والسبب معلوم لأننا مازلنا في خضم المؤامرات وعودة ظهور البلطجية المسلحين على الساحة وظهور قيادات الفساد والمتورطين في الجرائم ضد الشعب ويكفي استغرابا أن الجهات الأمنية لديها سجلات بأسماء وعناوين البلطجية القتلة والمأجورين والمطلوبين في أحكاما قضائية وهاربين من العدالة ولا يقل عددهم عن 450 الف بلطجي يتسببون في كل أزمات الإنفلات الأمني في البلاد ويبدو أن فئة جديدة إنضمت لصفوف البلطجية ولن تتستر وراء جرائمها بالماركات العالمية من الملابس الثمينة وإن تلونت وتحولت بسرعة الريح والبرق والمطلوب قيام جهة أو مؤسسة محايدة بتقييم الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ومن يتبين سقوطه من الهاوية لعدم إلتزامه بميثاق الشرف المهني يستبعد عن العمل الإعلامي وفي النهاية التاريخ يسجل لهم وسجلات التاريخ لا تُمحى وستٌخلد ذكراهم كبقع سوداء منتنة على ثوب مصر في تلك الحقبه التاريخيه التى نرجو من الله ان تمر بسلام .