كشفت أحدث دراسة أجرتها المنظمة الدولية للهجرة(IOM) عن أن200 ألف مصري غادروا ليبيا إلي مصر حتي الآن, و أن غالبيتهم من الذكور غير المتزوجين وتتراوح أعمارهم بين20 إلي30 عاما, وأن الكثير منهم ترك الممتلكات والوثائق والمدخرات, وأنهم تعرضوا بشكل أو بآخر لأنواع من العنف خلال محاولتهم الخروج من ليبيا. وقالت الدراسة التي أجريت بصورة عشوائية علي1283 مصريا كانوا مقيمين في ليبيا أثناء نقل المهاجرين من تونس ومصراته في ليبيا إلي مصر إن1048 مصريا(75%) ينوون البقاء في مصر, بينما عبر185 عاملا(13%) منهم عن رغبتهم في العودة إلي ليبيا. وأكد175(12%) رغبتهم في البحث عن عمل خارج مصر. عرض الدراسة: هيثم سعد الدين 75% منهم ينوي البقاء في مصر بينما عبر13% عن رغبتهم في العودة إلي ليبيا 61% منهم كانوا يحولون مبلغا لا يزيد علي ألف جنيه مصري شهريا كما أكدت الدراسة أن61% من المهاجرين كانوا يحولون مبلغا لا يزيد علي ألف جنيه شهريا, وأن86%(1121) من المشاركين في الدراسة أكدوا أن معظم التحويلات المالية كانت تتم عبر الأصدقاء والزملاء إلي مصر. وأوضحت الدراسة أن غالبية المهاجرين كانوا يعيلون أزواجهم وأولادهم, وصرح معظم المشاركين أنهم الجهة الوحيدة التي تساهم اقتصاديا في دعم أسرهم. كما أوضحت الدراسة أن المرأة لا تمثل سوي8.2% من مجموع المهاجرين التي شملتها الدراسة حيث تكون المرأة أقل عرضة للهجرة بسبب القيم العائلية والاجتماعية والثقافية. وعلي الرغم من أن اندماج المهاجرين العائدين مع مجتمعاتهم صعب في كثير من الأحيان لأنه غالبا ما تكون مجتمعات العودة تعاني من نسبة عالية من البطالة, إلا أن الشباب يجدون سبلا للعمل في السوق غير الرسمية. بالطبع هناك فئة تعاني أكثر من غيرها وهم الذين تصل أعمارهم إلي40 عاما ويصعب عليه إيجاد عمل مناسب. ويستند التحليل في الدراسة علي فرضية أن موطن العودة هو الموطن الأصلي, ولكن البيانات في حد ذاتها لا تؤكد تلك المعلومة. وغالبا ما تكون مواطن العودة واقعة في منطقة دلتا النيل(664, نصف عدد المشاركين) ومنطقة الصعيد(414). ولم يحدد الاستبيان فيما إذا كانت الوجهات إلي مناطق ريفية أو حضرية, مع ذلك يمكن للمرء أن نفترض استنادا إلي وجهات المقصودة ومن طبيعة المستوي التعليمي والوظيفي أن هناك نسبة عالية من المهاجرين من أصول ريفية. وتبين أن حوالي نصف عدد عينة المسح(637 أو49%) حاصلين علي تعليم ثانوي أو تقني. يليه356 أو27% عرفوا أنفسهم بأنهم يعرفون القراءة والكتابة, أو بالأحري قادرون علي القراءة والكتابة دون تحصيل المزيد من التعليم, وأن37% أي487 من المجموع الكلي للمشاركين في المسح عمل في قطاع البناء خلال فترة وجودهم في ليبيا, بينما عمل252 أو19% في قطاع الزراعة وصيد الأسماك, و13.5%(178) في الصناعة و13%(171) في التجارة. وبالنسبة للمنصب الوظيفي, عرف حوالي44%(584) من المشاركين عن أنفسهم بمصطلح عامل أو يشغل وظيفة لا تحتاج إلي مؤهلات. أما الحرفيون(16% أو221) والفنيون(12% أو160) والمزارعون(13% أو172) يليهم العمال بعدد أقل. وتلقي أكثر من نصف المشاركين أو حتي51% منهم راتبا شهريا لا يزيد عن1000 جنيه(380) منهم حصل علي أقل من500 جنيه شهريا و(336) حصل علي ما بين500 و1000 جنيه شهريا. عدد كبير منهم أبلغوا عن فقدان للأوراق والمستندات خلال خروجهم من ليبيا. دخل(533 أو40%) منهم مع جوازات سفر دون تأشيرة دخول أو تصريح عمل, و206(17.7%) دخل بتأشيرة سياحية,(7) دخلوا ببطاقاتهم المصرية و(42) من دون أي نوع من الوثائق. وكانت الخيارات الأكثر شيوعا بين المهاجرين المشاركين حول النشاط الاقتصادي الذي يرغبون في مزاولته مستقبلا تدور حول العمل الحر في مجال الأعمال والتجارة903( أو70%) منهم يرغبون في تطوير نشاط مختلف عما كان يزاولونه في ليبيا وطلب835( أو7,63%) الحصول علي الدعم لبدء الأعمال التجارية و257( أو19.6%) طلبوا المساعدة في العثور علي وظيفة وطلب6 أشخاص( أو0.6%) فقط الحصول علي تسهيلات للهجرة إلي أماكن أخري. يبدو أن الاهتمام في تحصيل المزيد من التدريب والتعليم كان منخفضا, كما كان قلقهم منحصرا في الحصول علي دخل ذاتي. ويبلغ عدد السيدات37 من الذين شاركوا في المسح يبلغ متوسط عمر السيدة26.6( يتراوح عمر غالبتهن بين20-30 عاما), وغالبية السيدات حاصلات علي التعليم الفني الثانوي37.8% منهن, بينما16% لديهن شهادات جامعية, وبالباقي إما أميات(9), أو أنهين التعليم الابتدائي(5) أو التعليم المتوسط(3) وغالبية السيدات يعملن في الحرف اليدوية(7) منهن, أو كعاملات بدون تأهيل(11), ولا يتجاوز راتبهن الشهري500 جنيه مصري. كما أن غالبية هؤلاء السيدات عليهن إعالة أنفسهن دون أي دعم مالي من أسرهن, حتي وإن كانت أرباحهن لا تكفي, إلا أنهم يعمدن إلي دعم أطفالهم, وأزواجهن, وحتي أقاربهن.(5) فقط من السيدات اللواتي شملهن المسح قالوا بأنهن ربات بيوت في صحبة أزواجهن. واعتادت تلك السيدات علي إرسال التحويلات المالية عبر الأصدقاء والمصريين من المسافرين بصورة رئيسية(19), والقليل منهن كن يستخدمن الوسترن يونيون(2), والتحويلات المصرفية(2), أو حتي يحملن معهن مدخراتهن حينما يسافرن في أوقات العطل(3). بالنسبة لحوالي(20) سيدة منهن, لم تكن التحويلات المالية الشهرية تتجاوز500 جنيه مصري لأن دخلهن المالي لا يسمح علي كل حال, هناك(8) سيدات كن يحولن بين1000-2000 جنيه مصري شهريا. وتقول الدراسة: فقط(6) من أصل37 دخلن البلد وهم يحملن تصريح عمل وتأشيرة, وواحدة منهن دخلت من خلال دعوة زوجها لها, ومعظمهن أي(17) دخلن ليبيا دون تأشيرة إقامة أو عمل, و(4) آخريات لا يملكن أي وثائق, و(9) دخلن بتأشيرة سياحية, وعندما سألناهن عن نيتهن في الهجرة,36 عبرن عن رغبتهن في البقاء في مصر, وواحدة رغبت في العودة إلي ليبيا, وبصورة مشابهة للطابع العام, غالبيتهن واجهن ظروفا مؤلمة أثناء محاولتهن الخروج من ليبيا, و(9) تعرضن للسرقة, و(8)اضطررن للهرب, و(12) تعرضن للهجوم, و(3) جرحن, و(3) شهدن عمليات قتل. معظمهن خلفن وراءهن ممتلكاتهن مثل المفروشات والسيارات, وأجهزة الكمبيوتر, وأجهزة التليفزيون, وغيره. كما ترك العديد منهن أوراقه الثبوتية مثل شهادة الميلاد(2), وجواز السفر(4), وشهادات تعليمية(3), وعقود عمل(5), وسندات ملكية(3), والبطاقات الشخصية المصرية(6) جميعهن تركن مدخراتهن(16) خلفن أقل من2000 جنيه مصري, و(4) حوالي2000-5000 جنيه مصري, و(10) حوالي5000-10000 جنيه مصري, و(5) أكثر من10000 جنيه مصري. وعبرت217 امرأة من أصل37 عن رغبتها في الحصول علي دعم البدء بمشاريع تجارية في مصر,(3) يرغبن في متابعة التحصيل العلمية ليكن مؤهلات للحصول علي وظائف معينة, و(6) يرغبن في المساعدة للحصول علي أي عمل كان. وكشفت الدراسة أيضا عن أن أيا من المهاجرين العائدين لم يتلقي أي دعم يذكر علي الرغم من أن البعض قد تلقي دعما من خلال الأسرة والمعارف بالإضافة إلي أن الدعم الصحي الذي كانوا يتلقونه خلال إقامتهم في ليبيا لم يعد قائما خاصة بين الذين فقدوا أوراقهم الثبوتية(جوازات السفر, والبطاقات الشخصي...) مما زاد من صعوبة الحصول علي أي دعم من نوع آخر. ووفقا لتقرير المنظمة الدولية للهجرة فإن وزارة القوي العاملة والهجرة قدمت مساعدات إسكانية لمن لا يملك مأوي من العائدين في الفيوم. وبالفعل صرح المشاركون بأن50% من المهاجرين العائدين إلي تلك المحافظة تم استقبالهم في احد تلك المراكز.