الحكومة توافق على الاكتتاب في زيادة رأس مال البنك الأوروبي لإعادة الإعمار    رئيس جامعة القاهرة يبحث مع وفد مجلس الشيوخ الفرنسي سبل التعاون    بحضور وزير التعليم العالي والسفيرة الأمريكية.. استقبال الدفعات الجديدة للمنح المُقدمة من الولايات المتحدة    وزير الدفاع: التحديات الإقليمية تفرض علينا أن نكون على أهبة الاستعداد    تنظيف وتعقيم مسجد وضريح السيد البدوي استعدادًا للمولد (صور)    يحميها بحيوانات مفترسة.. محافظ الدقهلية يضبط أكبر شونة لتجميع الخردة مقامة على أملاك الدولة    استقرار أسعار الذهب عند قمة قياسية مع توقعات بمزيد من خفض الفائدة    على هامش التكنولوجيا والاستعمار    «البحث العلمي» تعلن الفائزين بالمشاركة في «تحدي العرب لإنترنت الأشياء» بالإمارات    مركز بوريا الطبي: 12 مصابا جراء القصف من لبنان خلال 24 ساعة    بيروت على حافة الهاوية.. هل يتحول لبنان إلى "غزة أخرى"؟    الصحة اللبنانية: ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني منذ صباح اليوم إلى 15 شهيدا    ماكرون يدعو إيران للعب دور إيجابي في تهدئة شاملة بالشرق الأوسط    الصحة اللبنانية: 15 شهيدًا في غارات إسرائيلية على الجنوب    النائب محمد الرشيدي: جرائم الاحتلال الإسرائيلي في لبنان تشعل فتيل الصراع بالمنطقة    مانشستر سيتي يعلن تشخيص إصابة لاعبه الإسباني رودري    رسميًا.. زد يضم نجم الأهلي قبل السوبر الأفريقي    ميكالي يستقر على إقامة معسكر لمنتخب 2005 في التوقف الدولي المقبل (خاص)    المشدد 3 سنوات ل4 متهمين ب«أحداث عنف العمرانية»    الطقس غدًا.. استفرار الأجواء الخريفية والعظمى على القاهرة تسجل 33°    أول تعليق من أسرة الطفلة «علياء» بعد مقابلة رئيس الوزراء.. ماذا قالت له؟    انخفاض معدل المصابين بالنزلات المعوية في أسوان    أحمد عزمي وأبطال مسلسل إنترفيو ضيوف «صاحبة السعادة» الأسبوع المقبل    13 مليون جنيه إجمالي إيرادات فيلم عاشق بدور العرض السينمائي    تفاصيل الحلقة ال 8 من «برغم القانون».. إيمان العاصي تعرف حقيقة زوجها    بعد 10 سنوات من رحيل خالد صالح .. سر وصية دفنه يوم الجمعة وصلاة الجنازة ب عمرو بن العاص    هيئة الدواء: 2% من الأدوية في السوق المصرية منتهية الصلاحية    وكيل صحة القليوبية يتابع سير العمل بمركز طب الأسرة في قرية نوى بشبين القناطر    «صحة المنوفية»: إدارة المتوطنة قدمت خدماتها ل20 ألفا و417 مواطنًا في مجالات الفحص والمكافحة    مع الاحتفاظ بالمصرية.. الداخلية تأذن ل21 مواطنًا التجنس بجنسية أجنبية    وزارة التموين تحصر أرصدة السكر المتبقية من البقالين    تتخطى مليار دولار.. شركة تابعة للسويدي إليكتريك تشارك في إنشاء محطة توليد كهرباء بالسعودية    مدير مركز القاهرة الدولي يقدم استخلاصات النسخة الرابعة من منتدى أسوان بقمة المستقبل    محافظ الوادي الجديد يوجه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الطلاب المتغيبين عن المدارس    رحيل مقدم برنامج سر المكان.. معلومات عن الإعلامي أيمن يوسف    عملت وشم فشلت في إزالته هل صلاتي باطلة؟.. رد حاسم من داعية (فيديو)    وزير الأشغال اللبناني يؤكد استمرار العمل بمطار بيروت    مجلس الوزراء يعقد اجتماعه الأسبوعي ويبحث الموضوعات المهمة    بينها تجاوز السرعة واستخدام الهاتف.. تحرير 31 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    وزير الصحة يستقبل ممثلي "نوفارتس" لتعزيز التعاون في تطوير الصناعات الدوائية    وفد "الصحة العالمية" يشيد بجهود الطب الوقائى فى ترصد الأمراض بالتطعيم بالإسماعيلية    ليفربول يواجه وست هام يونايتد في كأس كاراباو    نبيل الحلفاوي يدعم الأهلي قبل السوبر الأفريقي : «هديتكم للنسور الجدد الذين انضموا ليسطروا تاريخا»    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 25-9-2024 في محافظة البحيرة    القبض على عنصرين إحراميين يديران ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بالقليوبية    تكريم الإنسانية    ضبط 200 ألف علبة سجائر بقصد حجبها عن التداول بالغربية    تعديل المخططات التفصيلية لقريتين في محافظة الدقهلية    «الكولونيل» فريد مسعود    خالد جلال يناقش خطة عروض البيت الفني للمسرح ل3 شهور مقبلة    خبير سياحي: الدولة تقدم خدمات متكاملة في مشروع «التجلي الأعظم»    تشكيل ليفربول المتوقع.. 7 تغييرات.. وموقف صلاح أمام وست هام    ما أهمية نهر الليطاني في الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟    عاجل.. رد فعل حكم السوبر الأفريقي بعد طلب الزمالك استبعاده.. كيف يدير المباراة؟    هل هناك نسخ بالقرآن الكريم؟ أزهري يحسم الأمر    ما حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور    تشيلسي يكتسح بارو بخماسية نظيفة ويتأهل لثمن نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    حظك اليوم| الأربعاء 25 سبتمبر لمواليد برج الحمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القتل العشوائي يحصد أرواح الأبرياء
نشر في الأهرام اليومي يوم 24 - 12 - 2012

ثمن مروع تدفعه المجتمعات الانسانية عندما تغض الطرف عن بواكير زرع الكراهية باسم الدين , عندما تترك مؤمنا واحدا بمعتقداته المتطرفة يمتلك السلاح. فاجعة ساندي هوك.. هل تحسم الصراع بين لوبي الأسلحة والإدارة الأمريكية؟
في صباح يوم الجمعة, مثل كل يوم, ترك الأهالي أبناءهم كالعادة أمام مدرسة ساندي هوك الابتدائية في نيوتاون, قرية جميلة هادئة ومنعزلة, تبعد نحو90 ميلا من مدينة نيويورك الأمريكية.بعد نحو ساعة واحدة, لم تعد القرية كما كانت, وانتهي عهدها بالهدوء والعزلة إلي الأبد, لقد أصبحت محط أنظار العالم, عندما جاءت الأخبار المفجعة, بأن فتي في التاسعة عشر من عمره تقريبا, قد قرر في هذا الصباح تحديدا وربما بعد تناوله لوجبة الإفطار, أن يستهل يومه بإطلاق أربع رصاصات علي رأس والدته وان يكمل نشاطه بإطلاق وابل من الرصاص علي الأطفال في المدرسة المنكوبة, ليقتل20 طفلا ما بين الخامسة والعاشرة وستة من أعضاء هيئة التدريس, فيما يعد أبشع مذبحة في تاريخ الولايات المتحدة بعد مذبحة معهد فيرجينيا عام2007 والتي قتل فيها33 إنسانا.
مأساة مدرسة ساندي هووك أعادت الجدل المستمر منذ عقود حول تشديد القوانين المتعلقة ببيع الأسلحة في الولايات المتحدة الأمريكية, وكون الضحايا هذه المرة من الأطفال, فإن الجدل عندما عاد من جديد إلي الواجهة, لم يكن كما سبق, فقد أبكت الكارثة الشعب الأمريكي ورئيسه, وجعلته يواجه اختيارا معقدا. ومن المعروف أن تشريعات حيازة الأسلحة تختلف من ولاية إلي أخري, فيما تنظم السلطات الفدرالية بشكل ضيق جدا تجارة الأسلحة مما أدي إلي تعالي الأصوات المطالبة بأن تحتل هذه القضية جدول أعمال الرئيس الأمريكي باراك اوباما. وإثر هذا الحادث قام نحو160 ألف شخص بتوقيع عريضة علي الموقع الالكتروني الرسمي للبيت الأبيض خلال الأيام الماضية مطالبين الإدارة الأمريكية بالعمل علي مراقبة الأسلحة ودعت العريضة إلي المعالجة الفورية لمسألة مراقبة الأسلحة من خلال تشريع قانون في الكونجرس, خاصة وان الأرقام تؤكد أن المجتمع الأمريكي يفقد نحو68 مواطنا كل يوما بسب عدم الرقابة علي تجارة الأسلحة. ويعتبر قانون برادلي الذي اقر عام3991 بفرض التدقيق في السوابق الإجرامية والعقلية قبل بيع أي سلاح, من أهم قوانين تقييد حيازة السلاح في الولايات المتحدة إلا أن أربعين بالمائة من مبيعات الأسلحة لا يشملها القانون لأنها تجري بين أفراد علي مواقع الكترونية متخصصة, إلا انه ليس من السهولة القيام باتخاذ خطوات فعلية بوضع قوانين تنظم حمل السلاح وسط انقسام في الولايات المتحدة بين مؤيد لحمل السلاح ومعارض له بالإضافة إلي وجود لوبي أسلحة يقوم بدور كبير جدا في معارضة تقييد حيازة السلاح في الولايات المتحدة معتبرا أن هذه الإجراءات تتعارض مع الحقوق الدستورية الثابتة للمواطنين في حمل السلاح, كما أن هناك الكثير ممن يؤكدون أن حظر أنواع معينة من السلاح لن تؤدي إلي انخفاض معدل الجريمة. ولا يمكن إغفال دور الجماعات المؤيدة لحمل السلاح, في تقديم الدعم المالي للمرشحين سواء لانتخابات الكونجرس أو الانتخابات الرئاسية, إلي جانب التصويت لهؤلاء المرشحين وتتفاوت هذه المنظمات فيما بينها في حجم الدعم المالي الذي تقدمه, فالجماعات المؤيدة للحق في حمل السلاح تنفق أضعاف ما تنفقه نظيرتها الداعية لتقييد هذا الحق ويمثلها الجمعية الوطنية الأمريكية للبنادق, وملاك البنادق الأمريكيون ولجنة مواطنين من أجل حق الاحتفاظ بالسلاح ويظهر تفاوت دور لوبي السلاح الأمريكي من إدارة أمريكية إلي أخري أو بالأحري يمكن القول تتباين بين إدارة الجمهوريين والديمقراطيين فإدارة الرئيس بيل كلينتون قد نحت هذه الجماعات عن البيت الأبيض لمدة ثماني سنوات جنبا بل وقامت بتأييد حظر بيع الأسلحة الهجومية وفرض القيود علي البنادق مما جعلها تبذل قصاري جهدها لإعادة الجمهوريين لاعتلاء إدارة البيت الأبيض بعد انتهاء فترة كلينتون, فقد كان لها دور كبير في فوز جورج دبليو بوش بالرئاسة لمدة8 سنوات وكوفئت علي ذلك بإصدار سلسلة من التدابير التي عززت حقوق مالكي الأسلحة منها إصدار الكونجرس الأمريكي قانونا يحمي مصنعي الأسلحة من مسئولية العنف المرتبط بالأسلحة وسمح أيضا بإنهاء الحظر علي البنادق الهجومية شبه الآلية مما كان انتصارا لها, وتبنت إدارة بوش أيضا القيام بتعديل للدستور الأمريكي حول حق المواطنين في الاحتفاظ بالأسلحة وحملها, بالإضافة إلي رفض الكونجرس الأمريكي عام2004 تمديد قانون فيدرالي يمنع إنتاج وبيع أسلحة هجومية كان قد اقر في.1994 ويمكن القول ان حادث المدرسة قد يؤجج الصراع بين الإدارة الأمريكية وبين لوبي السلاح مرة أخري فإدارة اوباما تؤيد اتخاذ إجراءات من شأنها التصدي لحوادث إطلاق الرصاص العشوائي وخاصة بعد تصريحه إن الولايات المتحدة لا تفعل ما يكفي لحماية أطفالها, معتبرا أن المجزرة التي شاهدتها مدينة نيوتاون في ولاية كونيتيكت تمثل عنفا يفوق الوصف مؤكد انه سيسخر كل الصلاحيات التي يملكها للعمل علي منع وقوع مآس مماثلة وكانت أولي هذه الخطوات تكليف نائبه جو بايدن لترؤس فريق عمل مهمته السعي لمواجهة العنف المسلح في أمريكا.
إلي أن العديد من الأسئلة سوف تظل مطروحة طيلة الفترة المقبلة ومنها من الذي سيحسم الصراع بين كل من إدارة اوباما وبين جماعات الضغط التي تدافع عن هذه السياسات للحفاظ علي مصالحها الخاصة ؟ وهل سيظل موقف الإدارة الأمريكي ضعيفا حيال هذه القضية؟ أم سوف ينجح الرئيس في ولايته الثانية بوضع ضوابط جدية إزاء سياسات الأسلحة لمنع إراقة دماء المزيد من الأبرياء.
مذبحة أوسلو..39 قتيلا ثمن محاربة الزحف الإسلامي
ميادة العفيفي
في الساعة الثالثة والنصف تقريبا, من يوم22 يوليو2011, قرر اندريس برينج بريفييك, الشاب النرويجي, الذي كان حتي هذا اليوم شابا عاديا في نظر مجتمعه, أن يغرق بلاده في الدماء والرعب, كان مبرره الذي ظل متمسكا به حتي النهاية, هو إيمانه العميق, بضرورة تطهير مجتمعه من المسلمين والاشتراكيين.
أطلق علي نفسه لقب قائد فرسان الدفاع عن الحق, انه نموذج مروع لمدي فداحة الثمن الذي يمكن أن تدفعه المجتمعات الإنسانية عندما تغض الطرف عن بواكير زرع الكراهية باسم الدين, عندما تترك مؤمنا واحدا بمعتقداته المتطرفة, يمتلك السلاح, وقتها لا احد يمكنه أن يتوقع هول النتائج. قبل ساعات من تنفيذه هجومه الأول, نشر بريفييك,32 عاما, ملفا من1500 صفحة علي شبكة الانترنت, يستعرض خلالها بكل فخر حقه في الدفاع عن كراهيته للآخر إلي أقصي الحدود, كراهيته للمسلمين الذين يغزون أوروبا, وللاشتراكيين ووسائل الإعلام التي تنادي بحق هؤلاء في الحياة, وباحترام التعددية الثقافية في أوروبا, كان بيانا عبر فيه عن مبادئه السياسية, كتب بين احد سطوره: انتهي زمن الحوار ودقت ساعة المقاومة المسلحة, اظهر بريفييك تبنيه لأفكار من يعرفون بفرسان الحروب الصليبية, وقال انه يدرك تماما انه سيعتبر في نظر الكثيرين, أبشع وحش نازي منذ الحرب العالمية الثانية, وللأسف فقد نجح إيمان هذا الشاب بالكراهية, في أن يجعل بلاده تشهد أبشع مجزرة منذ الحرب العالمية الثانية, فقدت خلالها92 من أبنائها, منهم69 فتي لم يتجاوزوا العشرين عاما.
كتب في آخر تغريدة له علي موقع توتير شخص واحد لديه إيمان راسخ يساوي قوة مئة ألف شخص ممن يسعون وراء المصالح فقط وقد كان بريفييك هذا المؤمن, الذي خطط ببراعة للقيام منفردا بهجوم مزدوج في أوسلو, استهدف الهجوم الأول الذي نفذه في الثالثة والنصف عصرا يوم22 يوليو, مبني الحكومة في قلب العاصمة, والذي يضم مكتب رئيس الوزراء وعدة وزارات سيادية, مستخدما قنبلة تزن طنا من المتفجرات, ليخلف وراءه ثمانية قتلي والعشرات من الجرحي, وبعدها بنحو ساعتين انتقل بريفييك متخفيا في زي شرطي, لتنفيذ هجومه الثاني علي جزيرة اوتوياه التي تبعد أربعين كيلومتر عن العاصمة, ليفتح النار علي معسكر للشباب تابع لحزب العمال, مما أودي بحياة69 شابا, اغلبهم تلقي رصاصات في الرأس, كان من بين الضحايا فتاة عراقية كردية في الثامنة عشر من عمرها, كانت قد هاجرت هي وأسرتها من العراق عام1996 هربا من إرهاب صدام حسين, لكنها للأسف لم تنج من إرهاب يرتدي قناعا آخر, انه إرهاب الجماعات اليمينية شديدة التطرف في أوروبا, التي تؤمن بالعنف وتعمل علي تكوين مليشيات مسلحة, متخذة من تجارب الأحزاب الفاشية والنازية في مطلع القرن العشرين, نموذجا لها, وتعمل متخفية داخل أحزاب سياسية معلنة, لقد أصبح هاجس عدد كبير من جماعات اليمين المتطرف الأوروبي, هو غزو الإسلام والمسلمين إلي أوروبا ومحاولات تغيير هويتها, وأصبحت تلك الجماعات تركز خطابها السياسي علي ضرورة محاربة سياسات الهجرة والتعددية الثقافية ومحاربة ما تسميه الإسلام الأوروبي. المفارقة كانت أول رد فعل لوسائل الإعلام النرويجية تجاه هجمات أوسلو, عندما سارعت باتهام ما يسمي بالإرهاب الإسلامي, ولكن كانت الحقيقية المربكة, ليس فقط في النرويج ولكن في الغرب عموما, ان هؤلاء المؤمنين المتمسكين بحقهم في إرهاب الآخرين, لا يشترط أن يكونوا مسلمين, فعندما يرتبط الدين بالكراهية, وقتها لا يكون الاتهام موجها للدين, بل للكارهين.
كان بريفييك, قد بدأ التحضير لمخططاته, منذ أن كان في الثالثة والعشرين من عمره, كان قد اتخذ القرار وانتظر بصبر لحظة تنفيذه, وقام منذ عام2009 تقريبا بشراء كل م يلزمه لإعداد قنبلته دون أن يثير أي نوع من الشكوك حول نواياه, وكانت سياسات رئيس الوزراء النرويجي ينس ستولتنبرغ وحزب العمال الحاكم, قد أثارت المزيد من غضبه ودفعته إلي التسريع في تنفيذ الهجمات, خاصة أن تلك السياسات تعد من وجهة نظر اليمين المتطرف, شديدة التسامح تجاه هجرة المسلمين والأجانب.
بعد إلقاء القبض عليه من الشرطة النرويجية, خضع للفحص النفسي, وأكد بعض الخبراء انه يعاني من الفصام وجنون العظمة مثله مثل أي إرهابي, لكن بريفييك, أثناء محاكمته أصر علي انه عاقل ومسئول عن تصرفاته وانه إنسان وطني يستحق التكريم كونه أراد الحفاظ علي نقاء بلاده وتطهيرها, كما أن غروره منعه من أن يمنح ما يعتقد انه شرف تنفيذ مخططاته لآخرين.
في16 ابريل من العام الحالي, بدأت محاكمة اندريس بريفييك, بعد تسعة أشهر من جرائمه مع تهم بالإرهاب والقتل العمد, واستمرت فترة محاكمته لأكثر من شهرين, وعلق مع بدء محاكمته أنها فرصة ذهبية له لاستعراض أفكاره ودوافعه إنها فرصة لأنشر أفكاري حول العالم وفي24 من أغسطس الماضي, صدر الحكم عليه بالسجن21 عاما, علي أن يجدد السجن خمس سنوات بعد انتهاء المدة إذا ما ثبت انه ما زال يشكل خطرا علي المجتمع.
يبقي بريفييك حالة نادرة في الإرهاب الفردي, شديد التمسك بمبادئه غيور عليها, واكبر دليل علي هذا انه من النادر أن يبقي قاتل جماعي علي حياته, فغالبا ما اثبت التاريخ الحديث, أن من يرتكب مجازر القتل الجماعي, يبقي لديه من الحياء ما يمنعه من الإبقاء علي حياته وفي نهاية المهمة يقوم بالانتحار.
النازيون الجدد.. بين الجرائم العنصرية والأحزاب السياسية
هدير الزهار
مع تزايد جرائمهم في الأعوام الأخيرة فقد أصبح تواجد النازيين الجدد واقعا ملموسا ومرعبا خاصة بعد أن أصبحت هناك أحزاب تدعم أفكارهم بل تزيد من تطرفهم ويأتي علي رأسها حزب اليمين المتطرف.والنازيون الجدد يشكلون منبع الفكر النازي فهم مجموعة ممن يتخذون هتلر كقدوة لهم حيث يهدفون التخلص من المهاجرين, كما كان يتخلص من اليهود وبعد تزايد أعدادهم أصبح من السهل التعرف عليهم لاشتراكهم في اتخاذ علامة هتلر شعارا لهم كما أنهم حليقو الرءوس كما يطلق عليهم. وقد بدأ ظهورهم بقوة في ألمانيا خاصة بعد أن بدأت بعض الأحزاب السياسية التي يوجد لها نفوذ في البرلمان في دعمهم مما جعلهم يتمادون في أفعالهم العنصرية بتحريضهم علي معاداة المهاجرين من العرب والأفارقة والآسيويون والعمل علي ترحيلهم خاصة مع تقاعس دور الحكومة في محاربتهم, وقد بدأت أفكارهم في الانتشار في عدد من الدول الأوروبية ومنها النمسا, النرويج, الدنمارك, بلجيكا, هولندا, فرنسا.
خلية إن إس يو والجرائم المنظمة
بعد أن ظل أعضائها يرتكبون جرائم علي مدي7 سنوات كشفت الحكومة الألمانية عن وجود خلية إرهابية منظمة من النازيين الجدد قاموا بارتكاب10 جرائم قتل عنصرية في الفترة ما بين عامي2000 و2007 وسط إخفاق أو إهمال كبير من أجهزة الأمن الألمانية في معرفة مرتكبي الحادث طوال تلك السنوات حتي تم القبض علي أعضائها والكشف عنها في نوفمبر.2011 وقد كانت الخلية تطلق علي نفسها إن إس يو أو خلية تسفيكاو نسبة إلي المدينة التي عاشوا بها, وقد قام أعضاؤها بقتل ثمانية أتراك ومهاجرا يونانيا في الفترة من عام2000 إلي2006, بالإضافة إلي قتل شرطية ألمانية عام2007 وتنفيذ هجومين بقنابل المسامير أصيب فيهما عشرات الأتراك واليهود في مدينتي دوسلدورف وكولونيا, والسطو علي14 بنكا علي مستوي البلاد و سرقة مواد متفجرة لاستخدامها في عملياتهم. وقد تم اكتشاف ذلك التنظيم السري عقب فشل ثلاثة من أعضائه في تنفيذ سطو علي أحد البنوك مما أدي لانتحار اثنين منهما بتفجير منزلهما, بالإضافة لاستسلام العضوة اليمينية الثالثة بياتا تشابي والتي تم اعتقالها بتهمة ارتكاب عدد من الجرائم العنصرية حيث انها كانت المسئولة عن توفير مخابئ لهم للإقامة في عدة مناطق سكنية. ومن المثير للريبة أن عددا كبيرا من الجرائم التي ترتكب بدافع العنصرية وخاصة جرائم القتل منها سجلت ضد مجهول, بل ان عقب حادث مقتل الأتراك الذي أثار توترا في العلاقات بين تركيا وألمانيا اتهمت الشرطة الألمانية المافيا التركية بالوقوف وراء الحادث ولم يتم الاقتراب من قريب أو بعيد لاحتمالية وجود دوافع عنصرية وراء تلك الجرائم الأمر الذي أدي إلي خروج عدد من المظاهرات في ألمانيا تحت شعار المشكلة اسمها عنصرية, وقد دعت إليها منظمات يسارية واتحادات حقوقية لحل هيئة حماية الدستور( جهاز أمن الدولة), وللتعبير عن تضامنهم مع ضحايا الإرهاب اليميني والتنديد بتقاعس الحكومة عن القيام بواجبها تجاه القبض علي المتهمين في الحوادث العنصرية وهم يحملون صورا بجريمة للصيدلانية المصرية مروة الشربيني التي قتلت طعنا بسكين متطرف يميني في محكمة دريسدن في يوليو.2009


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.