كشف تقرير البنك الدولي عن أن الكوارث الناجمة عن تغير المناخ أثرت علي50 مليون شخص في العالم العربي علي مدي30 عاما مضت, وكبدته خسائر مباشرة بلغت12 مليار دولار. بينما بلغت الخسائر غير المباشرة أضعاف ذلك. وتشير التوجهات الحديثة إلي أن المناطق الجافة تشتد جفافا بينما أصبحت السيول أكثر تواترا. وفي عام2006, أدي فيضان نهر النيل إلي وفاة600 شخص وأثر علي نحو118 ألف شخص, بينما شهد عام2008 نهاية موجة جفاف قياسية استمرت خمس سنوات في حوض نهر الأردن. ويوضح التقرير ان2010 هو أشد الأعوام حرارة عالميا علي الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في أواخر القرن التاسع عشر, ومن بين19 بلدا سجلت ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة كانت هناك خمسة بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن المتوقع ان تصل درجات الحرارة في المنطقة إلي مستويات قياسية مصحوبة بتدني معدلات هطول المطر في منطقة تمتلك أدني موارد من المياه العذبة في العالم, مما يجعل هذه الموارد الطبيعية الثمينة أكثر ندرة. ويشير التقرير الي ان المناخ الشديد الحرارة يؤثر علي موارد العيش في مختلف أنحاء المنطقة. فالأحوال المناخية الحادة يمكن ان تؤثر في نحو50 مليار دولار سنويا تدرها السياحة والزراعة اللتان تتعرضان بالفعل لضغوط هائلة بسبب المناخ.ومن شأن هذا المزيج من ارتفاع الحرارة وانخفاض هطول الأمطار وتزايد وتيرة موجات الجفاف أن يؤدي إلي قصور الزراعة وانخفاض المحصول, مما يضع سكان الريف, الذين يشكلون مايقرب من نصف سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا, تحت ضغوط متزايدة. ومن الممكن ان تتزايد الهجرة إلي المدن المكدسة بالفعل والمناطق الساحلية الضعيفة. كما أن هناك مزيدا من العواقب يمكن ان تكمن في قلب الأدوار الاجتماعية التقليدية, حيث إن الرجل في العادة هو الذي يهاجر من أجل الحصول علي وظيفة متدنية الأجر والمهارات, بينما تبقي المرأة وحدها تتحمل المسئولية عن الزراعة والمجتمع.