رسالة دبي: سعد سلطان ثمانية أيام قضتها' دبي' في رحاب فعاليات الدورة التاسعة لمهرجانها السينمائي الدولي التي أسفرت- من ضمن ما أسفرت- عن فوز مستحق للإنتاج' الخليجي العالمي' بنصف جوائز المهرجان تقريبا. من خلال' الإنتاج الإماراتي السعودي مع دول أوروبية وعربية شريك في نصف جوائز المهر العربي الروائي, وجائزة دبي اكسبو2020, فضلا عن ثلاث جوائز مخصصة أصلا للسينما الإمارتية' في مسابقة' المهر الاماراتي', فهل الفوز هنا مقصود ومخطط له؟ الإجابة: نعم وهناك ظواهر إيجابية أخري تتعلق بسوق دبي السينمائي الذي أنجزالعديد من الصفقات والشراكات مع مؤسسات عالمية بعشرات الملايين'الخليج وبالأخص الإمارات التي تعتبر عنصرا مشتركا في كل هذه الشراكات التي عقدت رغم أن المشاركين كانوا يتحدثون34 لغة مختلفة, وهو الأمر الذي يعني أن' دبي' هي الفائز الأول لا الأفلام ولاالنجوم. وهنا يبرز سؤال آخر هل حقق المهرجان- الذي يعد في تركيبته الادارية كانه نموذج دولة مصغرة عائدا ماديا واستثماريا مثلما يتم التخطيط والتريتب له منذ دورته الأولي؟. الإجابة أيضا وبالأرقام: نعم هذه هي الأهداف العظمي للمهرجان وهي باختصار: أولا: تخليد السينما الخليجية وإلصاقها بركب السينما العالمي, ثانيا: عن الاستثمار المادي لتحقيق عائد ملحوظ, ثالثا: ملتقي فعلي لثقافات العالم, والأهداف الثلاثة تؤديها باقتدار ثلاثة رءوس نشطة' استطاعوا من خلال تسع دورات أن يصلوا بمهرجان دبي إلي حجم دولة سينمائية في المنطقة العربية. وتبدأ القصة حينما قررت حكومة دبي عام2004 تنظيم مهرجان سينمائي, أصدرت تكليفا لعبد الحميد جمعة الذي كان يشغل آنذاك نائب مدير المنطقة الحرة لمدينة دبي للاعلام, والذي استطاع تحقيق ما كلف به وما أضافه علي نفسه من مهام وأعباء فبحسب الأرقام ضمن161 فيلما من أنحاء العالم تم عرضها في هذه الدورة, فضلا عن17 فيلما خليجيا وهذا يعني ان الهدف بدفع السينما الخليجية الي الامام.. قد تحقق وهو ما أعقبه الفوز بجوائز- هذا العام وغيره لتندمج السينما الخليجية في مسار السينما العالمية, ويعني ذلك النجاح في المنافسة عالميا, إضافة إلي أن الصندوق الخاص بدعم السيناريوهات والمشاريع السينمائية العربية الجديدة مول هذا العام50 فيلما عربيا تمويلا كاملا, ونأمل أن تواصل هذه الأفلام حصد الجوائز في مهرجانات أخري. يجدر الإشارة إلي أن المهرجان الذي اعتمد في دوراته الأولي علي التمويل الحكومي تحول الآن- من خلال الرعاة العالميين- إلي مؤسسة قادرة علي تحمل التزاماتها المادية, والأهم والأقوي أن المهرجان نظم هذا العام فعاليات خيرية مع مؤسسة' دبي للعطاء', ومؤسسة' أوكسفام العالمية' والتي سعي من خلالها إلي جمع2 مليون دولار بهدف إنشاء14 مدرسة إقليمية في منطقة الخليج, و10 مدارس في باكستان. أما الرجل الثاني في دولة مهرجان دبي فهو' مسعود أمر اللة' المدير الفني والمسؤل كاملا عن العملية الفنية للمهرجان, والذي قال بحماس صادق: أحارب منذ سنوات بأن يكون في الإمارات أكثر من مهرجان' وهو نفسه مازال يهديء من حرب تكسير العظام بين أبو ظبي ودبي. امر اللة' أسند إلي نجمه الأوسكار' كيت بلانشيت' هذه الدورة بأن تكون عضوا في لجنة تحكيم جائزة خاصة لسينمائي الخليج قيمتها100 الف دولار دعما للهدف الأدبي للمهرجان وهو تواصل وتعميق مفهوم تلاقي الثقافات, وليس أقدر علي تحقيق ذلك- كما يري أمر الله- سوي بالسينما. اما الاسم الثالث في المهرجان'شيفاني بانديا'المديرة الإدارية للمهرجان والتي تشرف علي سوق دبي السينمائي فتقول: إذا كانت الأفلام هي قلب وروح المهرجان فإن سوق دبي السينمائي هو المحرك الذي ينتج الطاقة, ويمول بالبرامج الاقتصادية والشراكات مع المؤسسات العالمية بهدف تحقيق عائد مادي من شأنة القفز بالمهرجان من مجرد ساحة لعرض الأفلام الي جهة إنتاج عالمية, السوق قدمت الدعم لأكثر من170 فيلما للمخرجين العرب, ودورة هذا العام- كما تري شيفاني- حقق السوق زيادة عن العام الماضي, ومن شأن ذلك أن نوسع خريطة تمويلنا للمشاريع السينمائية العربية الصغري والكبري.