كتبت - ريهام مازن: هي.. شخصية مرحة وتصل إلى قلبك فور بدأ الحديث معها، متميزة، مثقفة وخبيرة في العلاقات الدولية على مستوى رفيع، لديها حنكة سياسية عالية تعرف توظيفها لخدمة قضايا المرأة في العالم، تقول أن هذا المنصب هو الأول في العالم، الذي استحدثه الرئيس باراك أوباما نبعا من إيمانه العميق وإهتمامه بقضايا المرأة التي لا يمكن فصلها عن السياسة على حد قوله .. هي.. السفير المتجول، سفير شئون المرأة على الصعيد الدولي فيما يتصل بالسياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية، ميلان فيرفير، في حديث خاص لجريدة الأهرام. "المساواة بين الجنسين هي التحدي الأكبر بالنسبة لي على صعيد هذا المنصب سواء في الولاياتالمتحدة أو على مستوى العالم".. بهذه الجملة اختتمت ميلان فيرفير، حديثها مع الأهرام. وقالت: "نحن نعرف أنه في أي بلد في العالم لا توجد مساواة بين الرجال والنساء، علما بأن المساواة بين الجنسين أمر حيوي وحاسم لرخاء الشعوب، ورفاهيتها".
تقول ميلان فيرفير: "إن قرار الرئيس أوباما، بإنشاء مثل هذا المنصب (سفير لقضايا المرأة على الصعيد الدولي.. حيث تعني بالأنشطة المتصلة بالنهوض بالأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية للمرأة حول العالم) يعد الأول في الولاياتالمتحدة، ويعكس الأهمية الكبرى لهذه القضايا بالنسبة للرئيس الأمريكي وإدارته.. "وكنت أعرف أنه جزء من دوافعه لإنشاء هذا المنصب الجديد، هو إدراك أن منح هذا المنصب في وزارة الخارجية الأمريكية، يعني أنه من واجبنا أن نحتضن العالم، ونقوم بمعالجة التحديات التي تواجهنا سواء كانت لها أبعاد إقتصادية، أو أمنية مع الحكومات الأخرى أو مع الصحة العالمية أو مع أي عدد من القضايا، إلا إذا كنا حقا مهتمين بالمرأة في هذه العملية ككل.. فلا يمكن لأي بلد أن ينهض إذا ترك نصف شعبه في الوراء.
وعن لقاءها بالسيدة الفاضلة سوزان مبارك، تقول السفيرة ميلان فيرفير: "لقد اجتمعت بالسيدة الرائعة سوزان مبارك، وإنه لمن حسن حظي أنني تعرفت بالسيدة الفاضلة، فلقد عملت معها منذ سنوات طويلة، عندما كانت وزيرة الخارجية الحالية هيلاري كلينتون، السيدة الأولى للولايات المتحدة ، فكانت تجمعهما صداقة وعلاقات وثيقة.. وعملت منذ ذلك الحين مع السيدة الفاضلة سوزان مبارك بشكل وثيق، من خلال المنظمات غير الحكومية والتي كنت قد شاركت في تأسيس إحداها، ومع حركة سوزان مبارك للمرأة من أجل السلام". وتضيف: "السيدة سوزان مبارك رائدة في مجال مكافحة الاتجار بالبشر.. وأكدت لي أن مصر ستتخذ إجراء بشأن قانون لمكافحة الاتجار بالبشر.. كما كانت السيدة سوزان مبارك رائدة بشأن قضايا السياسة العامة على مدى سنوات عديدة، كما أنها دائما مشجعة للغاية للاستماع إليها.. كما أنالسيدة سوزان مبارك أكدت لي أنها سترعى حدثا عالميا في القاهرة مع نهاية هذا العام، وسيركز على قضية الاتجار بالبشر.. وكان لقاءي بالسيدة سوزان مبارك لطيف جدا، وكان لدينا نقاش في غاية الأهمية".
وتحدثت فيرفير عن التطور و التغيير الذي شهدته بشأن وضع المرأة المصرية، وقالت: "لقد تأثرت للغاية من التقدم الذي رأيته في عدد من القضايا الصعبة، كزواج الأطفال على سبيل المثال والإهتمام الأكبر و الاستراتيجي بهذه القضايا.. و نجاح قضية ختان الإناث.. والاستمرار في إيجاد سبل إبداعية لتحسين الفرص الاقتصادية للمرأة المصرية، كما أنني رأيت أيضا عددا من البرامج الهادفة في أسوان، مثل مؤتمر القمة لجمعية سيدات الأعمال المصرية الراعية لرواد الأعمال للمرأة في العالم الإسلامي، من أجل تعزيز مشاركة المرأة الاقتصادية ولا سيما في تنامي المشروعات الصغيرة و متوسطة الحجم".
وعن الشراكة التي قامت السفيرة فيرفير بتوقيعها منذ أيام بين الولاياتالمتحدة ومصر وأفغانستان.. قالت فيرفير: "لقد بدأت الفكرة عندما التقيت مع نائب وزير الخارجية، وفاء بسيم في واشنطن، وعقدنا اجتماعا وتم إثارة قضية أفغانستان.. وتحدثت عما يمكننا القيام به معا، لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، وما يعنيه تحسن وضع المرأة في بلادهم.. إذ أن صحة الأم من أكبر التحديات هناك، إذ أن أفغانستان تحتل ثاني أعلى معدل وفيات الأمهات في العالم، واتفقنا على دعمنا لتدريب مجموعة من القابلات الأفغانيات إلى مصر. لاكتساب مهارات كبيرة في التعلم وتعزيز قدراتهن، ثم العودة إلى أفغانستان لإفادة مجتمعهن".
وللسفيرة فيرفير موقف من مكافحة العنف ضد النساء والفتيات في ضوء فهمها لمصر والعالم كله.. وقالت: "هذه هي أحد القضايا التي أهتم بها، فهي فهي تؤثر على كل بلد". وأشارت فيرفير إلى لقاءها مع فريق المجلس القومي للمرأة، حيث أشادت بنشاط المجلس برئاسة السيدة الفاضلة سوزان مبارك للنهوض بأوضاع المرأة المصرية، كما أن المجلس يبذل جهودا لمواجهة العنف والقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة". وبسؤالها عن أشكال العنف ضد المرأة في الولاياتالمتحدة، تقول ميلان فيرفير: "في بلدي، استغرقنا سنوات لنستطيع التغلب على هذه المشكلة، وتغلبنا عليها بالفعل عام 1994 حيث استصدر قانون العنف ضد المرأة، وقمنا بإنفاذ القانون جنبا إلى جنب مع مجتمع الأعمال مع الاعتراف بأن العنف المنزلي يمثل مشكلة خطيرة يمكن أن يؤدي لجرائم أكبر من ذلك".
وسألتها هل تقومين بالضغط من أجل النهوض بالمرأة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في جميع أنحاء العالم .. تقول: "في الحقيقة ليس هذا دوري، و ليست وظيفتي الذهاب إلى بلدان أخرى ، لنقول لهم ما يجب القيام به ، لقد جئت لدعم هذا النوع من الجهود التي تبذل وتقدم للمرأة.. ودورنا هو دعم مثل هذه الجهود قدر استطاعتنا وذلك وفقا لما يطلب منا من تعاون".
وفيما يتعلق بحقوق الإجهاض، التي أثارت جدلا داخل المجتمع الأمريكي مؤخرا.. ترى فيرفير أنها قضية صعبة للغاية في كثير من الأحيان، وهي قضية لا تخلو من الجهود على جميع الأطراف، وذلك في محاولة للتصدي لها.."نحن نجتهد لخفض أعداد حالات الإجهاض، لأننا نعتقد أن الأسرة ووصول المرأة إلى الرعاية الصحية المستمرة في غاية الأهمية..كما أن مبادرة الصحة العالمية للرئيس أوباما هي أبرز مثال للحفاظ على صحة الأسرة".