تصاعدت أمس الأصوات الشعبية والبرلمانية المنادية بتقييد حمل السلاح في الولاياتالمتحدة بعد مذبحة مدرسة ساندي هوك بمدينة نيوتاون في ولاية كونيتيكت والتي راح ضحيتها20 طفلا وستة من طاقم المدرسة عندما اطلق مسلح النيران عليهم بشكل عشوائي. وذلك في الوقت الذي عادت فيه الحياة أمس إلي مدارس نيوتاون بعد أن ظلت خاوية أربعة أيام منذ المذبحة. فقد دفعت المذبحة المروعة بعض زعماء الكونجرس البارزين, الذين كانوا يرفضون وضع قيود علي حمل الأسلحة, إلي إعادة النظر في مواقفهم, حيث أعلن زعيم الأغلبية الديمقراطية بالكونجرس السيناتور هاري ريد, والمعروف بتأييده لحرية حمل السلاح, إن النواب سيبدأون هذا الاسبوع مناقشة سبل تغيير القوانيين والثقافة, كما عدل السيناتور جو مانشين, وهو بالإضافة إلي كونه نائب فإنه صياد محترف وعضو بالرابطة الوطنية للسلاح, من موقفه أيضا مطالبا بتجديد حظر الأسلحة الهجومية. ومن جهته, أعلن جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أن إدارة الرئيس باراك أوباما ليس لديها حتي الآن أجندة محددة للتصدي للعنف المسلح, وقال كارني في مؤتمر صحفي ليس لدي سلسلة من الاقتراحات لاقدمها لكم ولكنني سأشير إلي خطاب الرئيس الذي ألقاه أمس الأول والذي أكد خلاله أن ثمة تقدم سيحدث خلال الأسابيع المقبلة. ولكن المتحدث أشار إلي أن الرئيس يدعم تمديد حظر الأسلحة الهجومية الذي انتهي سريانه عام.2004 وأكد مسئول بالبيت الأبيض أن أوباما أجري محادثات أمس الأول مع نائبه جو بايدن ووزراء التعليم و العدل و الصحة لبحث سبل الرد علي مأساة نيوتاون. وعلي الصعيد الشعبي, أظهر استطلاع أجرته وكالة أنباء رويترز ومركز إيبسوس للأبحاث أن نسبة الأمريكيين الذين يؤيدون فرض قوانين صارمة علي حيازة السلاح ارتفعت بشدة بعد حادث إطلاق النار في المدرسة الابتدائية ولاية كونيتيكت.وأظهر الاستطلاع أن نسبة الأمريكيين الذين أيدوا بشدة قوانين تتطلب التحري عن الخلفيات قبل السماح ببيع السلاح ارتفعت سبع نقاط من77% قبل الحادث إلي84% بعده.كما زادت نسبة من يؤيدون بشدة القوانين التي تحد من مبيعات الأسلحة الآلية ست نقاط من54% قبل الحادث إلي60% بعده. وفي تطور آخر, وقع أكثر من150 ألف شخص علي طلب يدعو إدارة الرئيس أوباما إلي إصدار تشريع يقيد حمل السلاح وتم نشر هذا الطلب علي موقع البيت الأبيض علي الإنترنت. وكان مئات الأمريكيين قد تظاهروا أمس الأول أمام مبني الكونجرس كابيتال هول مطالبين بهذا التشريع حتي لا تتكر مزيد من حوادث إطلاق النار العشوائي. والتزمت الرابطة الوطنية للسلاح, أكبر المنظمات الأمريكية المعنية بحقوق الأسلحة, بالصمت الشديد منذ وقوع المذبحة.فقد اختفت صفحة الرابطة علي موقع فيس بوك و لم يصدر منها أي تغريدات علي موقع تويتر, كما لم يظهر أي من أعضائها علي وسائل الإعلام. ومن ناحية أخري, عادت الدراسة في ست مدراس بمدينة نيوتاون بعد أربعة أيام من الانقطاع, إلا أن تلاميذ مدرسة ساندي هوك لم يعودوا إلي الدراسة بعد, فالمدرسة هي مسرح الجريمة ورجال الشرطة يدخلون ويخرجون ولاتزال حالة القلق والاستنفار الأمني تسيطر علي الأجواء.ونشرت الشرطة ضباطها في المدارس الست التي استأنفت الدراسة في بلدة نيوتاون في مسعي لإشاعة الأمن بين التلاميذ الذين قضي معظمهم عطلة الاسبوع في مراسم عزاء. وفي سياق متصل, بدأت نيوتاون في تشييع جنازات ضحايا المذبحة حيث شيعت أمس جثمان طفلتين يبلغا من العمر ستة سنوات وذلك بعد ساعات من دفن طفلين آخرين.