معاريف عدي حشمونائي: أنباء سيئة للمشروع الهندسي الهائل المسمي قناة البحرين, الذي يخلق عناوين رئيسية منذ بضعة عقود, ما يفترض أن يكون التعاون الاكبر بين اسرائيل, والاردن والسلطة الفلسطينية وفي مركزه نقل المياه من البحر الاحمر الي البحر الميت, تلقي ضربة شديدة. فقد أعلن الاردن انه يمكنه أن يستثمر في المشروع الذي يسمي قناة السلام5% فقط من اصل التخطيط الأولي. هذه هي المرة الاولي التي يوضح فيها الاردن علنا أن المشروع ليس اقتصاديا وأن المواطن الاردني لن يتمكن من الايفاء بكلفة المياه التي ستحلي في اطاره, هكذا قال ام جدعون بلومبرج, مدير عام جمعية اصدقاء الكرة الارضية في اسرائيل, من المنظمات البيئية البارزة في صراعها ضد المشروع: ضاعت عشر سنوات بدلا من البحث عن بدائل حقيقية لانقاذ البحر الميت الذي انخفض مستواه في هذه السنوات15 مترا. وتكافح هذه المنظمات ضد المشروع لادعائها بانه سيلحق ضررا بيئيا غير مسبوق بالبحر الميت والعرب. حلم قناة البحرين وضعه لأول مرة الأب الروحي لإسرائيل تيودور هيرتزل في كتابه التنويلند. واقترح الربط بين البحر المتوسط والبحر الميت واستغلال فروق الارتفاع لانتاج الكهرباء. في عام1998 ظهر اقتراح حفر قناة بين البحر الاحمر والبحر الميت. وحظيت الصيغة بتأييد متحمس من شيمون بيريز, الذي كان في عام2000 وزير التعاون الاقليمي وبموافقة الحكومة الاردنية ايضا. ودمج حلا لاستقرار مستوي البحر الميت المتردي بوتيرة مقلقة مع تحلية المياه للمنطقة والتعاون لتعزيز السلام مع الاردن والفلسطينيين. في مؤتمر الكرة الارضية العالمي الذي عقد قبل عشر سنوات في ريو دي جانيرو بالبرازيل عرض روني ميلو, الذي كان في حينه وزير التعاون الاقليمي, ونظيره الاردني خطة بموجبها يقيم الاردن, الذي يعاني من أزمة مياه, منشأة تحلية في العقبة تعالج2.050 مليون كوب من مياه البحر الاحمر. وعلي طول القناة تقام مصانع هيدروالكترونية لانتاج الكهرباء. وتنقل المياه الي البحر الميت لتنقذه من الجفاف. واستثمر البنك الدولي في السنوات الاخيرة16 مليون دولار في البحوث لتقدير الجدوي الهندسية و الاقتصادية والبيئية للمشروع الذي تبلغ كلفته عدة مليارات من الدولارات أما استنتاجات البحث التي كان يفترض أن تنشر في2010 فهي عالقة. ولم يمنع هذا السياسيين من مواصلة الحلم واطلاق التصريحات. ففي يوليو من العام الحالي أعلن سيلفان شالوم, نائب رئيس الوزراء ووزير التعاون الاقليمي أن الاسرائيليين و الاردنيين والفلسطينيي أكدوا موافقتهم علي نتائج البحوث التي تقول ان المشروع ذو جدوي اقتصادية, هندسية وبيئية. ولكن في تقرير نشر قبل بضعة ايام في صحيفة جوردن تايمز المقربة من النظام الاردني, صرح لأول مرة مندوب رسمي عن الحكومة بأن المشروع سيتقلص دراماتيكيا و شرح وزير المياه والري الأردني باسم طلبة كلامه قائلا: ليس لدينا القدرة لتنفيذ المشروع بسبب كلفته. وشرحت أوساط الوزارة أنه بسبب مصاعب لإقناع المستثمرين تقرر تقسيم الاستثمار الضخم الي ثلاث مراحل, الاولي يفترض أن تبدأ هذه السنة وتنتهي في.2018 وقالوا: تبين أن كلفة المرحلة الاولي ستكون أعلي مما قدرنا وسعر المتر المكعب من المياه لن يكون مجديا للمواطن الاردني.