منذ قيام الثورة لم تتوقف نغمة تطهير الإعلام وزادت حدتها خلال الأيام الأخيرة بمرابطة الآلاف من التيارات الإسلامية أمام مدينة الإنتاج الإعلامي هذا الصرح الذي تعتز به في ظل المنافسة الإعلامية الشرسة في المنطقة وإذا كانت الأصوات والأبواق المطالبة بذلك تهدف الي ترهيب الإعلامين خاصة ممن يعملون في الفضائيات التي تطرح رؤي مختلفة عن رؤاهم فهم واهمون لأن حرية الإعلام هي مطلب للمجتمع ككل وليس للإعلاميين فقط وإذا سلمنا بصحة ما يطلبون فكيف يتم تنفيذ التطهير وماهي آلياته وخطوات تحقيقه أم أنه مجرد شعار للترهيب والتخويف ومن ليس معي فهو ضدي وهذا التحقيق يوضح ما نريد: يقول د.فاروق أبو زيد أن مفهوم تطهير الإعلام هو مفهوم سياسي وليس مهنيا بمعني أن هناك قوة سياسية تتخيل أن كل من يعارضها فهو ضدها والتطهير شعار سياسي القصد منه إرهاب وسائل الإعلام والضغط علي الإعلاميين بغرض استقطابهم لصالح أغراضهم ولابد هنا أن تنتهي شماعة توجيه التهم للإعلام كلما حدث فشل أو خطأ في قرار وليس هناك مانع من التطهير إذا كان هناك أخطاء معينة فيجب تصويبها بالقانون وكل التيارات تمتلك وسائل إعلام تعبر عنها بانحياز واضح فلما إطلاق الشعارات دون أسانيد حقيقية. وتقول د.صباح السقاري عضو مؤسس بحزب الحرية والعدالة إن هناك انفلاتا واضحا في بعض وسائل الإعلام تسئ الي مؤسسات الدولة والي رمزها الرئيس محمد مرسي وتشويه صورة فصيل بعينه والإعلام يمتلك أدوات التأثير القوية سواء بالهدم أو البناء وتطهير الإعلام لا يعني علي الإطلاق تكميم الأفواه فأنا مع حرية الإعلام ومع عدم حبس أي إعلامي ولكن في نفس الوقت نريد إعلاما يبني ولا يهدم ويقدم الحقيقة مجردة وصحيحة وأنا مع انتقاد رئيس الجمهورية في سياساته وليس في شخصه, ونحن في حزب الحرية والعدالة لسنا ملائكة ونتقبل النقد بصدر رحب. وتطهير الإعلام أو تقويمه يأتي من وجهة نظري من خلال وضع ميثاق شرف يلتزم به الجميع وتوقيع غرامة مالية كبيرة علي كل قناة تبث خبرا غير صحيحا وأن يراعي كل أعلامي ضميره تجاه وطنه لأن المشاهد أصبح علي وعي كامل بما تبثه الفضائيات, أما المظاهرة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي ما هي إلا رسالة للفضائيات بضرورة الالتزام بالموضوعية وعدم التعامل بازدواجية واحترام شخص الرئيس. ويقول د.خالد حنفي عضو حزب الحرية والعدالة إن الفساد طال معظم مؤسسات الدولة في ال30 عاما الأخيرة وعلينا أن نبدأ عمليات التطهير في كل مؤسسات الدولة بما فيها الإعلام الذي يحتاج الي عمليات تأهيل وإصلاح في التناول والتركيز علي القضايا الكبري للمجتمع والبعد عن التجريح وأن يتسم الخطاب الإعلامي بالموضوعية والحياد, وعمليات التطهير تأتي من داخل المنظومة الإعلامية وأن يصحح الإعلام نفسه بنفسه أو من خلال المجلس الوطني في الدستور الجديد وأنا ضد عمليات المنع أو الضغط وهذا لم يحدث من المظاهرة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي فهي سلمية وتعبير عن الرأي فقط. ويقول الكاتب نبيل زكي إن الهدف من هذا الشعار هو إبعاد كل من يعارض الحكم الحالي والسيطرة علي كل وسائل الإعلام الحكومية وهي بالنسبة لهم مضمونة وتخويف الإعلام الخاص الذي يطرح كل القضايا بكل حرية ولكنها لا تكون علي هواهم ومن الطبيعي أن تحدث بعض التجاوزات في الأعلام في ظل مرحلة صعبة ومشاكل عديدة تواجه المجتمع وبالتالي الإعلام لا يظهر إلا حقيقة الأوضاع المتردية في ربوع الوطن. ويقول المستشار زكريا شلش رئيس محكمة إستئناف القاهرة إن التطهير ليس له نص قانوني وان ما يحدث من الأصوات المطالبة بتطهير الإعلام ما هي إلا من أناس أعطوا القانون أجازة ويحاولون تنفيذ ما يريدون بالزراع فالفضائات المصرية الخاصة في معظمها تقدم الرأي والرأي الآخر ومن لديه مظلمة أو قضية فساد ضد أي قناة أو أي أعلامي عليه أن يتقدم بشكواه للنيابة فورا ويضيف أن الدستور الجديد في المادة202 تعطي رئيس الجمهورية الحق في تعين الهيئات المستقلة ومن بينها المجلس الوطني للإعلام الذي يتولي تنظيم الصحافة وشئون البث المرئي والمسموع وبالتالي من حقه عزل أوتعين ماريد وبهذا قد ضمن قبضته علي الإعلام.