وقف الشعب مذهولا ومشدوها خلال الأيام الأليمة الماضية مما شاهده من إراقة لدماء المصريين تحت دعاوي حرية التعبير في منطقة قصر الرئاسة بالاتحادية والتي اكتنفتها صراعات مريرة بين غلاة المؤيدين والمعارضين للاعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي, ولم يتوقع الشعب أن تصل الأمور الي ما آلت اليه من انقسام وفرقة وفتنة تعصف بالأمة المصرية في كل مكان, ويلقي بقية الشعب باللوم علي الجميع غير منحاز لطرف دون الآخر, ولكنه ينادي بالاستقرار والتعبير الحر عن الرأي علي مائدة الحوار وليس في الشوارع والميادين وبتحطيم الممتلكات العامة والخاصة وإراقة الدم الغالي بدون ثمن, واننا نطالب مع باقي الشعب بالوقف الفوري لجميع التظاهرات والمليونيات التي خرجت عن أهدافها ولم تعد معبرة عن الرأي وانما محرضة علي المزيد من الفوضي والانقسام وتهديد مقدرات البلاد, وعلي القوي السياسية المختلفة أن تتحمل مسئوليتها فيما يجري مع عدم التشدد في المطالب والسعي للوصول الي حلول وطنية يصل اليها كل طرف بتقديم بعض التنازلات والمرونة دون شروط مسبقة ودون اعتبار ذلك نوعا من الهزيمة أمام طرف من الأطراف المقابلة, ولكنه واجب وطني عليه القيام به في هذه المرحلة الخطيرة والابتعاد بالوطن عن صيغ التخوين والتهديد بالمزيد من العنف والتصعيد الذي لا يعاني منه سوي المواطن المصري الذي يبحث عن لقمة العيش والتي بات يحلم بها وكادت تصبح سرابا وسط مناخ الصراع الدائر علي الأرض, ولن يكون أبدا النصر في هذه المعركة الدائرة لطرف دون الآخر لأن الخطر يحدق بالجميع, وحذار من الاستقواء بالخارج أو السماح لأحد بالإدلاء بالرأي في شئوننا الداخلية لأن الحل يكمن في الداخل بتكاتف الجميع والرغبة الوطنية في صيانة البلاد والعباد والمرور من عنق الزجاجة بأقل خسائر ممكنة, وأخيرا أقول للجميع اتقوا الله في مصر. المزيد من أعمدة نهال شكري