اليوم نتحدث عن نكبة فلسطين في48, وتدخل الجيش المصري في هذه الحرب بدافع القومية العربية بدلا من تورطه في الحرب العالمية الثانية مدفوعا من الطبقة الحاكمة المتعاونة مع جيوش الاحتلال الانجليزي. في مواجهة جيوش المحور علي أرض مصر, وضد مصالح شعبها, وظهور فئة مجتمعية جديدة أطلق عليها أغنياء الحرب لتزاحم الطبقة المثقفة والمتعلمة, وتعم الرأسمالية المتطفلة في هذه المرحلة, وتكون معها عناصر جديدة لفكر الدعوة الاسلامية متبلورة في جماعة( فدائيي الإخوان المسلمين), وسرعان ما تشكل منهم مجموعة دخلت في زمرة المتطوعين لمناصرة الفلسطينيين في الصراع علي الأرض.. وكانت عبئا علي القوات النظامية في حرب48 وتوابعها, وهي البداية لتكوين مجموعات فدائية سرية تحت مسمي( الكشافة) وشعارها الداخلي الجهاد.. وأصبح للجماعة الاسلامية جناح تنظيمي يتنقل بأيديولوجية الي المنطقة ومصر لتدعيم التحول من الدعوة الدينية الي الحراك السياسي, وفرض الارادة بالقوة, ومنهج التصفية للخصوم, وتنشأ الخلافات بين القيادة المؤسسة للدعوة والحراك السياسي, مما أدي الي اغتيال مؤسس الجماعة( حسن البنا).. ومازال!. ومنذ بداية الثورة العرابية, وتحول الجيش المصري بقيادته من الطبقة الأسرية الحاكمة الي الطبقة المتوسطة الحضارية والريفية المتعلمة والمثقفة بنزعاتها التحررية والاحساس بالوطنية المطلقة. والمناداة بتحرير المرأة, ونزولها لميادين العمل والتعليم بقيمه الرفيعة.. وصولا الي النقطة الفاصلة للمنطقة والعالم بأثره وهي ثورة يوليو52 في مصر, التي لم تكن انقلابا عسكريا بل كانت تعبيرا صادقا عن إرادة شعب كان يعاني تقلبات حزبية متباعدة لشرائح مجتمعية وبين الطبقة الحاكمة بالميراث, وأخري رأسمالية اقطاعية وادارية تغلبها البيروقراطية المتمكنة في مفاصل الدولة من رجال صناعة وبنوك وتجار الرأسمالية الوطنية, وغالبية فقيرة من الطبقة المطحونة( بالسخرة في الزراعة والصناعة) في تجمعات صناعية وطنية, بخلاف الطبقة المتوسطة المتجهة نحو الحداثة والتنوير الثقافي والفكري عاملة بحثا وطنيا سياسيا ودينيا معتدلا. ( للحديث بقية) [email protected] المزيد من أعمدة عبدالفتاح إبراهيم