هناك فئة من أصحاب المليارات يثيرون غيظ السفهاء منا ليس بسبب السفه في انفاق ثرواتهم رغم أنها حلال, ولكن بسبب هوان تلك الأموال عليهم لدرجة أنهم ينفقون معظمها في أعمال الخير. هؤلاء المليارديرات الأمريكيون وعلي رأسهم بيل جيتس مؤسس شركة'' مايكروسوفت'' ورجل الأعمال وارن بافيت لم يسمعوا خطيبا يقول لهم ان المال مال الله وإنهم مستخلفون فيه ومسئولون يوم القيامة عن مالهم من أين اكتسبوه وفيما أنفقوه. وبدافع انساني يتبرعون من حين لآخر بمعظم ثرواتهم وذات مرة تبرع بافيت بمبلغ48 مليار دولار واستبقي4 مليارات, ويبدو أن الحديث الشريف'' مانقص مال من صدقة'' انطبق علي بافيت ورفاقه حيث تعود ثرواتهم الي سيرتها الأولي. لم يكتف الثنائي جيتس وبافيت بذلك ولكنهما سعيا لإقناع نظرائهما من أصحاب المليارات والملايين بالتبرع بنصف ثرواتهم للأعمال الخيرية, وانضم بالفعل أكثر من92 ملياردير. مظاهر الحياة البسيطة جدا التي يعيشها بيل جيتس معروفة, ولا يختلف عنه في هذا النهج وارن بافيت ابن البقال المولود في عام1930 حيث لا يزال يعيش في منزل اشتراه سنه.1958 ولايؤمن بافيت بما ينفقه في سبيل الخير, فهو يري أن المجتمع مسئول وبنسبة كبيرة عما حققه من ثروة ولا يتهرب من الضرائب بل يطالب بزيادتها. ويقول ان الأثرياء يدفعون ضرائب أقل مما يدفعه أصحاب الدخل المتوسط كضرائب فيدرالية, نظرا لأن الضرائب المفروضة علي الأرباح التي يحققونها من الاستثمار أقل من تلك المفروضة علي الأجور. رجال الأعمال المصريون الذين زاروا قري أسيوط التي فجعت في أبنائها في حادث القطار وأبدوا رغبتهم في التبرع لتلبية احتياجات تلك القري يقدمون نموذجا مختلفا عن هؤلاء الذين رأوا أن يخدموا مصر بالمزيد من القنوات الفضائية التي تطعم الناس علقما وتغطيهم باليأس.