بالتأكيد هناك ثمة خطورة علي حرية الإعلام استشعرتها الفضائيات الخاصة أمس عندما قررت تسويد شاشاتها لبضعة ساعات إحتجاجا علي ضمانات حرية الإعلام في الدستور الجديد . والسؤال هنا هل حقق هذا القرار المردود المطلوب أم أنه مجرد تعبير فقط عن غضبة هذه القنوات مما يحاك بها ويؤثر علي مستقبل حرياتها خاصة أن انتشارها وتأثيرها الفعلي جاء من كونها تمتلك قدرا من الحريات لابأس به أم أن قرار تسويد الشاشة أمس أضر بهذه القنوات وبالمشاهد أيضا هذا مانتطرق اليه في هذا التحقيق يقول الاعلامي حمدي الكنيسي إن تسويد الشاشة لبعض الوقت قد يكون له تأثير محدود وربما يكون تاثيره الخارجي أقوي من الداخلي بمعني أنه يلفت الأنظار والمجتمع الدولي ان هناك ثمة مخاوف في مصر من تقيد الحريات خاصة حرية الإعلام ويضيف أما في الداخل فان هذا القرار أعتبره سلبيا تماما لان توقف برامج هذه القنوات يترك الساحة خالية لقنوات أخري تتبني وجهة النظر المضادة وستجعل المشاهد يرتمي في احضان قنوات أخري تقنعه بوجهة النظر المضادة احتجاب هذه القنوات حرمها من فرصة إجراء حوارات ولقاءات كان من الممكن أن تدعم توجهها وأفكارها فيما يتعلق بحرية الإعلام ومن وجهة نظري كان يمكن تسويد الشاشات لمدة ساعة فقط ليكون مجرد تعبير عن الموقف. وتقول الدكتورة هويدا مصطفي أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة ان فكرة تسويد الشاشة تعتبر من وجهة نظري نوعا من أنواع الاحتجاج السلبي العنيف الذي يحاول من يقومون به توصيل رسائلهم الي صانعي القرار بعدما تكون قد نفدت كل السبل لإقناع المسئولين بوجة النظر المطالبة بالحفاظ علي حرية الإعلام في الدستور الجديد وتضيف ان هناك وجهة نظر أخري بأن يكون موقف الفضائيات التي سودت شاشاتها موقف إيجابي بحيث تواصل إرسالها وبرامجها وتناقش المشكلة بقوة وتطالب وتضغط وتجري اللقاءات مع أطراف المشكلة حتي تصل الي أهدافها وأن تطبق مقولة لايضيع حق وراءه مطالب وأن تحاول كسب الرأي العام في صفها خاصة أن هذه القنوات اصبح لها مكانة لدي المشاهد لايمكن أن يغفلها احد وتضيف ان تسويد الشاشة أوقع بالتأكيد خسائر علي هذه القنوات سواء مالية أو فقدها للمشاهد الذي يتابعها واصبح يحصل علي الكثير من المعرفة بقضايا الوطن من خلالها وتقول ان هذا الاحتجاج غير مثار في الدول الاخري وأعتقد أن الخوف علي مستقبل الحريات كان سببا في سواد الشاشات خاصة أن قوة هذه القنوات ينبع من حريتها ومناقشة كل القضايا بكثير من الحرية وتقول إن هذا الموقف من قبل بعض الفضائيات يجب أن تقابله ردود من المسئولين ولايعتبروه مجرد موقف لايخصهم لأن هذه القنوات كما قلت اصبح لها تأثير كبير في الشارع ومطالبها بمزيد من الحريات هو مطلب مشروع ليس لها فقط وإنما سيعود ذلك علي المواطن والمشاهد في كل ربوع الوطن ويقول الناقد طارق الشناوي ان مثل هذه الوسائل سواء بتسويد الشاشات أو حجب الصحف أو الاحتجاجات تعتبر كلها من وسائل الضغط المشروعة وقد حدث من قبل أن بعض الاعمدة في الصحف نزلت بيضاء وكنت انا واحدا ممن احتجوا علي إحدي القرارات المقيدة لحريات الصحافة منذ سنوات ونزل عمودي دون كتابة ويضيف ان الإحتجاج الصمتي نوع من البلاغة في التعبير وهو حق مشروع للإعلاميين والاحزاب والأفراد ويضيف أن القنوات التي سودت شاشاتها تريد توصيل رسالة فهل يستجاب لهم من الطرف الآخر وأعتقد أنه كان من الأفضل مواصلة البرامج ومناقشة قضايا الحريات من خلال استضافة المهتمين بالشأن الإعلامي خاصة أن هذه القنوات تمتلك مجموعة من المذيعين الذين يستطيعون توصل الرسالة بكل قوة ويضيف أن المشاهد لم يجد في تليفزيون الدولة مايعوضه عن تسويد هذه الساعات في الفضائيات الخاصة ويقول يجب ان تقدم الفضائيات التي سودت شاشاتها أمس تحليلا من خلال برامجها اليوم عن ردود الأفعال جراء هذا الموقف وأن تعلن عن موقفها المستقبلي بخصوص ماذا لو لم يستجب لها أحد؟.