كشف أكبر تجمع لعلماء البصمة الوراثية شاركوا في المؤتمر السنوي الثالث والستين للجمعية الأمريكية للكبد عن7 جينات بشرية مسؤولة عن تطور الالتهاب الكبدي الفيروسي سي من التهابات مزمنة الي تليف وأورام, ومن الممكن السيطرة علي المرض في مهده ومنع تطوره إذا تم تحديد هذه الجينات من البداية, كما اكتشف العلماء والباحثون أكثر من ثلاثة جينات بشرية تحدد تطور مرض الدهون الكبدية الي دهون ملتهبة وتليف, وعند تحديد هذه الجينات يمكن أيضا تغيير نمط نطور هذا المرض ومنع حدوث الالتهابات والتليف ويمكن أيضا علاج هؤلاء المرضي بطريقة فعالة وحاسمة لمنع تطور المرض. أما المفاجأة الكبري في المؤتمر فكانت اكتشاف الجينات المسئولة عن أمراض الكبد المكتسبة وتطورها فقد أظهرت الأبحاث الجديدة التي قدمت في المؤتمر أن هناك جينات بشرية مسئولة عن تطور مرض الكبد الكحولي إلي تليف واستسقاء ودوالي المريء عند بعض المرضي دون غيرهم. يتيح هذا السبق العلمي الهام للطبيب من البداية بعد إجراء البصمة الجينية للشخص أو المرضي تحديد طالع المرضي ومرضهم من البداية واكتشاف الأشخاص الذين لديهم الجينات الوراثية المسئولة عن المرض وتطوره وتتيح للطبيب عمل الإجراءات الاستباقية اللازمة للحد من ظهور ومنع تطور المرض لدي هؤلاء الأشخاص والمرضي. يتيح تحديد البصمة الجينية من البداية للطبيب ليس فقط الحد من ظهور المرض ومنع المضاعفات وتطور المرض بل أيضا يساعد علي تحديد خطط العلاج الفعالة للسيطرة علي الأمراض الوراثية والمكتسبة والتنبؤ بنسب الشفاء من البداية.ويقول الدكتور هشام الخياط أستاذ ورئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بالهارس إن تحديد البصمة الجينية منذ الولادة يتيح التعرف علي مستقبل صحة الأشخاص, ويساعد الطبيب من البداية علي تحديد خطط استباقية للحد من ظهور وتطور المرض عند وجود جينات وراثية تظهر مرضا ما عند بعض الناس. ويعد هذا الأمر طفرة جديدة تدخل بالطب إلي مرحلة جديدة لشخصنة الطب أو الطب التفصيلي لكل مريض ولكل شخص علي حدة, مشيرا إلي أن تحديد البصمة الجينية للفرد أصبح أمرا غير مكلف ويصل الي أقل من1000 دولار في2012 مقارنة بملايين الدولارات في سنة2000 عندما تم كشف الجينوم البشري في ذلك الوقت. ويضيف الدكتور هشام الخياط أن فك الشفرة الجينية للإنسان يتيح ليس فقط معرفة الامراض الوراثية بل يتيح أيضا التنبؤ بالأمراض المكتسبة مثل الضغط والسكر وجلطات القلب والشرايين والمخ. كما تتيح البصمة الجينية الكشف أيضا عن الأدوية التي تسبب حساسية للأشخاص وبذلك يمكن تجنبها من البداية واستبدالها بأدوية أكثر أمنا. تتيح أيضا البصمة الجينية وضع خطة علاج مؤثرة ومثمرة من البداية ليس فقط للأمراض الوراثية بل أيضا للأمراض المكتسبة. ليس هذا فقط بل تتيح البصمة الجينية للسيدات معرفة الأمراض الخاصة بالحمل للسيدات قبل حدوث الحمل ومنها مرض الصفراء الكبدية أثناء الحمل, وتحديد مثل هذه الامراض يجعل الطبيب قادرا علي التنبؤ بالمرض وقادرا علي التشخيص المبكر واعطاء العلاج الأمثل منذ البداية.