البصمة الجينية والخريطة الجينية للإنسان تدشن عصراً جديداً فى الطب، هذا هو ما لخصه لى د. هشام الخياط أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس الذى طلبت منه ملخصاً لمحاضرات مؤتمر بوسطن الأخير فى هذا الموضوع، كتب د. هشام: الطفرة الكبرى التى تم عرض أبحاثها فى المؤتمر السنوى الثالث والستين للجمعية الأمريكية للكبد هى الخاصة بالأبحاث الجينية المسئولة عن أمراض الكبد المكتسبة وتطورها فقد أظهرت الأبحاث الجديدة التى عرضت فى المؤتمر أن هناك 7 جينات بشرية تم تحديدها هى المسئولة عن تطور المرض فى مرضى الكبد الفيروسى «سى» من التهابات مزمنة إلى تليف وأورام.. وهذه الجينات الوراثية إذا تم تحديدها من البداية يمكن السيطرة على المرض فى مهده ومنع تطوره فى هؤلاء المرضى.. كذلك تم الكشف فى هذا المؤتمر عن أكثر من 3 جينات بشرية تحدد تطور مرضى الدهون الكبدية إلى دهون ملتهبة وتليف ويمكن أيضاً عند تحديد هذه الجينات الوراثية تغيير نمط تطور هذا المرض ومنع حدوث الالتهابات المتدهنة والتليف ويمكن أيضاً علاج هؤلاء المرضى بطريقة فعالة وحاسمة لمنع تطور المرض. وأظهرت أيضاً الأبحاث الجديدة أن هناك جينات بشرية مسئولة عن تطور مرضى الكبد الكحولى إلى تليف واستسقاء ودوالى المرىء عن غيرهم من مرضى الكبد الكحولى. وهذا السبق العلمى المهم يتيح للطبيب من البداية بعد إجراء البصمة الجينية للشخص أو المرضى تحديد طالع المرضى ومرضهم من البداية واكتشاف الأشخاص الذين لديهم الجينات الوراثية المسئولة عن المرض وتطوره وتتيح للطبيب عمل الإجراءات الاستباقية اللازمة للحد من ظهور ومنع تطور المرض لدى هؤلاء الأشخاص والمرضى. ويتفق أغلب العلماء الآن أن تحديد البصمة الجينية منذ الولادة يتيح التعرف على مستقبل صحة الأشخاص ويساعد الطبيب من البداية على تحديد خطط استباقية للحد من ظهور وتطور المرض عند وجود جينات وراثية تظهر مرضاً ما عند بعض الناس. وهذا يعد طفرة جديدة تدخل بالطب إلى مرحلة جديدة لشخصنة الطب أو الطب التفصيل لكل مريض ولكل شخص على حدة وأصبح تحديد البصمة الجينية للفرد غير مكلف ويصل إلى أقل من 1000 دولار فى 2012 مقارنة بملايين الدولارات فى سنة 2000 عند الكشف عن الجينوم البشرى فى ذلك الوقت. كذلك تتيح البصمة الجينية الكشف أيضاً عن الأدوية التى تسبب حساسية للأشخاص، وبذلك يمكن تجنبها من البداية واستبدالها بأدوية أكثر أمناً. أيضاً تتيح البصمة الجينية وضع خطة علاج مؤثرة ومثمرة من البداية ليس فقط للأمراض الوراثية بل أيضاً للأمراض المكتسبة. ليس هذا فقط بل تتيح البصمة الجينية للسيدات معرفة الأمراض الخاصة بالحمل للسيدات قبل حدوث الحمل، ومنها مرض الصفراء الكبدية أثناء الحمل وتحديد مثل هذه الأمراض يجعل الطبيب قادراً على التنبؤ بالمرض وقادراً على التشخيص المبكر وإعطاء العلاج المناسب منذ البداية. تحديد البصمة الجينية من البداية يتيح للطبيب ليس فقط الحد من ظهور المرض ومنع المضاعفات وتطور المرض بل أيضاً يساعد على تحديد خطط العلاج الفعالة للسيطرة على الأمراض الوراثية والمكتسبة والتنبؤ بنسب الشفاء من البداية ويتيح أيضاً معرفة مدى الإصابة من عدمه للأورام ومسح المرضى وعمل الفحوصات الدورية للمرضى المعرضين للكشف المبكر عن الأورام مما يتيح فرص شفاء عالية.