المظهر مهم.. الجوهر لا.. الزيف يغلف الجميع.. الحقيقة بعيدة عن المشهد.. هكذا هو البيت وهو اسم المسرحية التي شهدتها لك هذا الأسبوع في مسرح الغد. النص مأخوذ عن لوركا يقدمه أي يخرجه سعيد سليمان في رؤية تقدم لنا الزيف والضبابية وعدم التفكير.. هكذا نحن في هذا البيت. إنه هنا بيت كئيب لايسكنه إلا الأم الحزينة المليئة بالسواد من الخارج والداخل وأولادها أي بناتها الخمس العوانس.. هناك مأتم تدور فيه العوانس بملابس الحداد يقدمن القهوة والماء للمعزيين الذين لانراهم فهم افتراضيون. لا يوجد رجل في البيت.. ليس من حق العوانس الحب أو الزواج هذا من الخارج, لكن من الداخل الوضع علي العكس.. العانسات يطلبن الزواج المحرم من خلال الأم التي تمثل الكآبة. مايحدث خلف الجدران.. هو النميمة بين المعزيات.. ماذا حدث لهذه وتلك.. تخلع العوانس الرداء الأسود لنري خلفه أو تحته الألوان المبهجة.. الأحمر والأخضر وغيرهما لتعود الألوان السوداء مرة أخري تظهر علي السطح لتقدم المظهر دون الجوهر. كآبه قدمها المخرج بمنتهي البراعة.. عشنا في البيت بأحزانه ولحظات قليله من غناء أو لنقل نواح. حركة جديدة تماما رسمها المخرج للأبطال.. أقصد البطلات.. موسيقي تتماشي تماما مع الحدث تبدأ بعازفة الكمان التي تقدم الحدث بأنغامها البسيطة الجميلة والتعيسه أيضا.. الملابس كانت هي السواد من خلال رداء يتم خلعه بسهولة لتظهر الأزياء الدالة علي الجوهر.. برغم الحزن ولو أنه الحزن الجميل إلا أن العرض لم يسقط في براثن الإطالة التي تقضي علي أي عرض, وهذا يحسب للمخرج الشاب الذي أعد العرض أيضا إلي جانب الإخراج وهو سعيد سليمان. أقدم تهنئة لمسرح الغد ومديره عبدالرحمن حسن وبالطبع للمخرج ومعه باقة جيدة من الفنانات ترأسهن غناء وتمثيلا عزة بلبع وليلي جمال.