معنى كلمة عرب فى المعجم هى فصح و بين ، و هم سكان البادية و المتتبعون مساقط المطر و منابت الكلأ ، و العرب البائدة هم عاد و ثمود و طسم و جديس – قبائل أبادها الله بغضبه عليهم . والعرب أمة من الناس سامية الأصل كان منشؤها شبه الجزيرة العربية ، و العرب العرباء صرحاء خلص . - هل حافظنا نحن العرب على هذا المعنى ؟ فلنكن صرحاء مع أنفسنا و نحاول أن نوضح معنى ما نحن فيه الآن و ما وصلنا إليه من هوان فى أنفسنا و إنسانيتنا و تفريط فى حرماتنا و مقدساتنا ، فإننا على شفا حفرة من الهلاك لهويتنا ، فما قيمة أى شئ و كرامتنا تنتهك بهذه الوحشية الفاجرة بأيدى الصهاينة الذين لا يراعون قوانين دولية و لا شرائع سماوية . إلى متى سيظل هذا التهاون فى حقوقنا ، ألم نكن أمة واحدة تحت راية واحدة ، تجمعنا شريعة الله التى تحثنا على الجهاد فى سبيله ؟! " وما لكم لا تقاتلون فى سبيل الله .." سورة النساء 75 . ماذا ننتظر بعد قتل الأطفال فى احضان آبائهم و الرضع على صدور أمهاتهم ، و العزل فى بيوتهم " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و إن الله على نصرهم لقدير . الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله .." سورة الحج 39\ 40 . أين حقوق الإنسان التى يتغنى بها العالم ؟ وكل يوم تنتهك إنسانية الإنسان فى فلسطين على مرأى و مسمع من العالم اجمع ! هل اعتادت الأعين هذه البشاعات فأصبحت لا تؤثر فيها ، أم أصبحت تنتظرها كل يوم كمسلسل ليس له نهاية ؟! أين ضمائر العرب .. أين حميتهم ؟! أين ما توسمه فينا الله و رسوله فى الكتاب والسنة ؟ نحن المؤمنين " والذين آمنوا من بعد و هاجروا و جاهدوا معكم فأولئك منكم و أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله ان الله بكل شئ عليم " سورة الانفال 75 . ووصفنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، و بالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر و الحمى ، أين نحن من هذا الوصف ؟ فبعد المشاهد المؤلمة لشهداء المسلمين و جرحاهم و أطفالهم المذعورة المشوهة و نسائهم الثكالى ، يكون السهر مع الرقص المشين و الغناء المهين ، و الحمى من شدة الجرى وراء الدنيا و مافيها من متع دنيا . إن القران الكريم و السنة المطهرة يحثاننا على الجهاد فى سبيل الله لنحمى دين الله بالحق و العدل و نصون أعراضنا و أموالنا :" كتب عليكم القتال و هو كره لكم و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون " البقرة 216 . إلى متى الانتظار .. هل ثقتنا بالله لم تؤهلنا بعد أن نتوكل عليه ؟ هل هناك ماهو أقوى من تعاليم ديننا حتى نحترمها و ننصاع إليها فلا نواجه الهجمات الصهيونية الغربية الوحشية العمياء ؟ ألم نثق بوعود الها بالمساندة و الإمداد بالقوة الإلهية ؟ "يا أيها النبى حرض المؤمنين على القتال أن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين و إن يكن منكم مائة يغلبوا الفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون " سورة الانفال 65 . هل هذه الدنيا المليئة بالخداع والكذب و الفجور و المعاناة خير أم الحياة الاخرة عند الله سبحانه وتعالى ؟:"و لا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . فرحين بما أتاهم الله من فضله و يستبشرون بالذين لم يلحقوا من خلفهم ألا خوف عليهم و لاهم يحزنون " سورة ال عمران 169\ 170 . إن أى مسلم يؤمن بالله وباليوم الاخر يتمنى الشهادة فى سبيل الله لينال شرف الدنيا و حسن ثواب الاخرة .. فالموت أهون ألف مرة من العيش فى ذل و هوان .. ما قيمة الحياة و نحن لا نملك أن نحفظ كرامتنا ، ونصون أعراضنا ، و نحمى أطفالنا ، أن الموت استشهادا خير من حياة الجبن والذل . أى دين ننتهجه و نحن تاركون فريضة من أهم الفرائض الإسلامية و هى الجهاد فى سبيل الله ، ألا نعلم أن ترك الجهاد فى سبيل الله يرقى إلى مرتبة الكفر " وليعلم الذين نافقوا و قيل لهم تعالوا قاتلوا فى سبيل الله أو ادفهوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم و الله أعلم بما يكتمون " سورة ال عمران 167 . ماذا نقول لله عند الحساب عن فريضته ؟. أنقول شغلتنا أموالنا و أهلونا "قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره و الله لايهدى القوم الفاسقين " سورة التوبة 24 . أم نقول جزعنا من أمريكا و لم نخف عذابك و حسابك فلم نطبق شرعك و تعاليم كتابك العظيم " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم واقيموا الصلاة و أتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية .." سورة النساء 77 . ألسنا مسلمين و مؤمنين بقدرة الله التى هى أقوى و أقدر من كل قدير ، أم وثقنا بقدرات اعدائنا و لم نثق بقدرتك يا إلهى عليهم .. لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا و قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل . فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء و اتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " ال عمران 173\ 174 . مالنا لا نتعلم من قصص القرآن الكريم ما يشد من أزرنا و يقوى إيماننا و ثقتنا بقدرة الله .. هل أمريكا بالنسبة إلى العرب أقوى من فرعون بالنسبة إلى موسى و قومه ، ألم نعتبر من هذا أو ذاك ؟ إن الأيام دول و إن قدرة الله ليس لها حدود . لماذا فقدنا الحمية و الغيرة على ديننا " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها " سورة محمد 24 فلا قيمة لأى شئ و نحن ناسون أو متناسون ما هو أهم من أى شئ .. قرآن ربى العظيم و أحكامه " ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون " الحشر 19 . ان القتال فرض علينا الان لكى نحيا بكرامة أعزاء و نشفى صدورنا مما بها من غيظ يكاد يفتك بها : " قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين " التوبة 14 . ألم نر شجاعة و إقدام أبناء شعب فلسطين الشباب و الأطفال ، ألم تشف قلوبنا إعجابا ببسالتهم و إيمانهم بالله و ثقتهم بحسن ثوابه ، ألم نر الرضا و الهناء على وجوه الشهداء و هم يحملون على الاكتاف معلنين البشرى بالجنة " يستبشرون بنعمة من الله و فضل وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين " ال عمران 171 . ان ما يفعله اليهود المجرمون بالمسلمين فى فلسطين خير تأكيد لما ورد عنهم فى القرآن الكريم ، إذ وصفهم سبحانه بشدة العداوة للمسلمين المؤمنين " و لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا .. " المائدة 82 . إن ما نحن فيه الآن نحن العرب المسلمين إنما هو اختبار من الله " و لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين و نبلو أخباركم " سورة محمد 31 . فهل سننجح و ننجو .. كل ما أخشاه الآن أن يحل علينا غضب من الله فيبيدنا و يحمل علينا إصرا كما حمله على الذين من قبلنا فنصبح كقوم عاد و ثمود و طسم و جديس – العرب البائدة . المزيد من مقالات ايناس عبد القادر