بعيدا عن قيود الدبلوماسية الرسمية تسعي الدول الشقيقة والصديقة لتوثيق العلاقات بينها بوسائل كثيرة منها ما يعرف بالدبلوماسية الشعبية, وتشهد مصر الآن صورة منها يمكن أن نطلق عليها الدبلوماسية الثقافية. تتمثل في الأيام الثقافية العمانية التي تنظمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع سفارة سلطنة عمان بالقاهرة. وتأتي هذه الأيام الثقافية التي تنظم بين القاهرة والاسكندرية واستضافت مؤسسة الأهرام إحدي فعالياتها أمس بمشاركة الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس الجمعية و نخبة من المفكرين والكتاب, في إطار الاهتمام بمواصلة دعم التعاون الفكري والحضاري بين البلدين. ومنذ فجر التاريخ تمثل العلاقات المتميزة بين مصر وسلطنة عمان نموذجا يحتذي به علي صعيد العلاقات العربية العربية, وهو ماعبر عنه السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان منذ نحو 30 عاما عندما شجع جهود عودة العلاقات العربية المصرية, وقال إنه ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي وهي لم تتوان يوما في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والاسلام وأنها لجديرة بكل تقدير. ووقفت السلطنة إلي جانب شعب مصر بعد ثورة يناير, وهو ماأكده يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية, عندما تحدث أخيرا في حوار تليفزيوني عن العلاقات مع مصر فقال: إن السلطنة ستبقي علي الدوام وفية لأشقائها, وأن الرئيس محمد مرسي يدفع بالحفاظ علي متانة العلاقات بما يحقق المنفعة المشتركة للبلدين والشعبين. وفي هذا السياق يمكن فهم أهمية هذه التظاهرة الثقافية, التي تعد واحدة من المبادرات والجهود العديدة والمتنوعة التي يقوم بها السفير الشيخ خليفة بن علي بن عيسي الحارثي سفير سلطنة عمان لدي مصر ومندوب السلطنة الدائم لدي الجامعة العربية, من أجل دعم العلاقات التاريخية بين الاشقاء. المزيد من أعمدة فتحي محمود