أنا مهندسة وزوجة لمهندس ميسور الحال, ونسكن في حي راق, ولي ابنتان درستا بالمدارس الأجنبية, وتخرجتا في الجامعة الأمريكية, وتقدم شاب للكبري طالبا يدها وتمت خطبتها له, لكن الخطبة لم تستمر طويلا. وبعد فترة تمت خطبتها لآخر وتزوجته, وما هي إلا شهور حتي انفصلت عنه. وأنا الآن أعيش في حزن عميق وخوف علي الابنة الصغري, حيث إنني أخشي دائما من كلام الناس, خاصة عائلتي التي تتهمني بالتسيب وعدم تحمل المسئولية, وقد طالبتني بتزويجهما لشابين من العائلة ونسيان الدلع, والعودة إلي تربية أهالينا وعاداتنا وتقاليدنا التي حافظت علي سمعة العائلة ولا أخفيك سرا رفضي هذا الزواج تحسبا لأمراض الوراثة ومشكلات الإرث.. إن القلق يقتلني, فبماذا تشير علي؟ ولكاتبة هذه الرسالة أقول: التكافؤ والقبول شرطان أساسيان لقيام زواج ناجح.. والقبول يعني أن يحدث نوع من التوافق النفسي بين العريس والعروس, أما التكافؤ فيرتبط بالمستوي الاجتماعي والثقافي والمادي بينهما.. فالهزات الزوجية تحدث غالبا من شعور أحد الطرفين بأنه في مستوي أعلي من شريكه, وأنه أخطأ في قرار الزواج وهذا يفسر دائما حالات الطلاق التي يتزايد عددها يوما بعد آخر. والتكافؤ والقبول لا علاقة لهما بالأقارب وغيرهم, وإذا كنت أؤيد دائما عدم زواج الأقارب تحسبا لأمراض الوراثة بالتحديد فإن ذلك لا يعني أنه قاعدة, فما دام هناك توافق بين شاب وفتاة من نفس العائلة, وقد شعرا بأنهما سوف يقيمان زيجة ناجحة فلا مانع من إتمام هذا الزواج. والمؤكد أنه لا توجد شروط بالمقاس لقيام زيجات ناجحة, وأميل دائما إلي دراسة كل حالة علي حدة فإن كان بين شباب العائلة من يصلح لابنتيك وتقدم لهما فيمن تقدم قبولا فيهما فعلي بركة الله, وإن لم تتوافر عوامل الزواج الناجح فلا تقدمي علي هذه الخطوة ولا تلقي بالا لكلام الأهل, فلايشعر بالألم إلا من يكابده, وأرجو لابنتيك حياة سعيدة