حضارة وتاريخ, اصاله وتسابيح, ثقافة وتواشيح, تراث واثار, مدن عتيقه ومواقع فريدة وخطوات عملية وجادة للمحافظة علي الاماكن الاثرية العربية المدرجه علي قائمة التراث العالمي. تلك كانت اجواء المؤتمر الخامس عشر لاتحاد الاثاريين العرب والذي اختتم فعالياته مؤخرا في مدينة وجده المغربية والذي نظمته جامعة محمد الاول واتحاد الاثاريين العرب بالتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الكسو وشارك في هذا الملتقي اكثر من250 باحثا ومتخصصا ودارسا. ناقش المؤتمر, الذي استمر يومين عدة محاور لعل اهمها, الاثار في عدد من البلدان العربية وكذلك دراسات فنية للاثار الاسلامية وترميم الآثار الاسلامية غير ان الحدث الابرز والذي هيمن علي جلسات المؤتمر هو الاعتداءات الجسيمه علي التراث السوري وهذا ما اوضحه د. محمد العزيز ابن عاشور مدير عام منظمة الكسو حيث اعرب عن عميق الاسف للاضرار الجسيمه التي لحقت بالاثار السورية وتحديدا سوق المدينة القديمة في حلب واوضح ان المدينة تحتضن بعضا من اهم الشواهد المعمارية التاريخية العائدة الي حضارات كثيرة بدءا من عصور ما قبل الميلاد الي العصور الاسلامية ففي حلب نحو150 معلما اثريا من الطراز الأول مما يجعلها من اكثر مدن العالم احتواء علي الشواهد التاريخية. واضاف قائلا: أن من أبرز هذه الشواهد قلعه حلب التي تعد اضخم واقدم قلعة في المنطقة اذ يعود تاريخها الي نحو الف سنة قبل الميلاد وتحتضن مدينة حلب مجموعة من الاسواق الاثريه تتجمع في اكبر سوق مسقوف في العالم بطول نحو16 كلم وهي السوق التي تعرضت للحريق اثر الاشتباكات التي حدثت مؤخرا كما تحتوي حلب علي اثر اسلامي كبير هو الجامع الاموي الكبير الذي بني في عام715 م ويتميز باحتوائه علي4 واجهات مختلفة في الشكل والتصميم. ودعا ابن عاشور الي ضرورة وقف القتال فورا من اجل المحافظة علي التراث. واكد حرص منظمة الكسو واستعدادها للمساهمة في جميع البرامج والمبادرات التي تسعي إلي صون وترميم وحماية وتنبيه الجميع الي قيمة وأهمية الآثار والتراث الحضاري العربي. وأكد علي أن توصيات هذا المؤتمر وكذلك مؤتمر التراث والاثار المنعقد في الجزائر في مارس الماضي سوف يعرض علي مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي سينعقد في المنامه عاصمة البحرين خلال الايام القليلة القادمة وذلك من اجل اتخاذ خطوات عملية وفعلية جاده لمزيد من التواصل والتضامن لحماية ممتلكاتنا الاثرية ومن جهته فقد تناغمت رؤيه د. علي رضوان رئيس الاتحاد العام للاثاريين العرب مع ما طرحة مدير عام الالكسو حول الاحداث المؤسفه والخطيرة والصراعات الداخلية التي تحدث في سوريا والتي تنعكس سلبيا علي التراث والاثار السورية واوضح انه في عام1986 ادرجت اليونيسكو مدينة حلب علي لائحة مواقع التراث العالمي ووضعت اشارات علي صفحتها العقارية تثبيتا لعدم جواز هدمها او تغيير معالمها او مواصفاتها حتي من قبل بلديتها الا بعد اخذ موافقة الجهات الاثرية العالمية سجلت علي رائحة التراث العالمي. واضاف رضوان ان الحرب الدائرة في حلب اصابت انطاكيه في اسواق حلب, وكذلك باب القناة ومآذن جوامع حلب العتيقة التي دمرت مثل مئذنة جامع الاطروش وجامع الحاج سليمان وجامع الميداني وكذلك سوق المدينة الذي يضم1550 متجرا ويرجع تاريخها الي العصور الوسطي. من جهته فقد اكد د. محمد محمد الكحلاوي امين عام اتحاد الاثاريين العرب أن هذا التعاون أوجد لغة بحثية مشتركة وأشار إلي أن اتحاد الاثاريين يبحث مع منظة الإلكسو ايجاد آلية عمل عرب مشترك لحماية التراث والاثار وقت الازمات وقبل الازمات, وقال ان المؤتمر في توصياته النهائية يناشد اعضاء المنظمات الدولية والمجتمع الدولي التدخل لدي طرفي الصراع في سوريا من أجل الوقف الفوري لكل أنواع القتال من اجل حماية التراث السوري من الدمار. وطالب المؤتمر بضرورة التصدي لكافة الاعمال التخريبية التي تقوم بها اسرائيل في مدينة القدس وكذلك الاعتداءات المستمرة علي المقدسات الاسلامية والمسيحية ومحاولات تهويد القدس الشريف.