الفنانة الشابة' سهير بن عمارة' من الوجوه اللافتة في فيلم المخرج التونسي نوري بوزيد الحاصل علي جائزة أحسن مخرج عربي بمهرجان أبوظبي السينمائي عن فيلمه' مانمتوش', سهير والتي قامت ببطولة الفيلم وجسدت دور عائشة تلك الفتاة المحجبة التي تعاني صراعا داخليا مابين شخصيتها الحقيقية والشخصية الأخري التي قررت أن ترسمها لنفسها وتتقوقع بداخلهاهروبا من تجاربها الشخصية السيئة,, وهي في ذات الوقت تعول أسرتها بعد وفاة الأم وزواج الوالد, وهروب الخطيب بعد أن أقام معها علاقة كاملة, وتعمل بمطبخ أحد الكافيهات. استطاعت النجمة التونسية والتي تملك حضورا وموهبة شديدة أن تمسك بمفاتيح تلك الشخصية التي تحمل تناقضات كثيرة, وتعيش صراعات داخلية وخارجية, وهي في ذات الوقت خريجة معهد السينما قسم الإخراج وقامت بتجارب عديدة ومتنوعة في السينما والتليفزيون ومنها دور فاطمة بمسلسل عاشق السراب وشخصية مليحة مع المخرج عبد القادر الجربي, ودور البطولة مع المخرج التونسي المتميز رضا الباهي في فيلمه' ديما براندو'. في البداية عبرت سهير عن سعادتها بحصول مخرج فيلمها' نوري بوزيد' علي جائزة أحسن مخرج عربي من مهرجان أبوظبي وأكدت ل الأهرام أن' فيلم مانمتوش' يعتبر من أهم التجارب التي شاركت فيها, خصوصا وأنه ليس فقط تجربة مختلفة مع واحد من أهم المخرجين العرب, ولكن لأهمية القضية التي يناقشها الفيلم والتي ترصد واقع تونس بعد الثورة أو فيما يعرف إعلاميا ب' أحداث القصبة' وحجم التناقض الذي بات المجتمع التونسي يعاني منه, وما يحاول المتشددين دينيا فرضه من جانبهم, وهو الواقع الذي يثير مخاوف وقلق الكثيرون الشعب التونسي, والذي يعطي مؤشرات أيضا للكثير من الدول. وأوضحت سهير ل الأهرام أنها تعشق الأدوار المركبة, لأن ذلك يعطيها مساحة كممثلة,كما أنها ترفض تكرارالشخصيات, وهذا ما تؤكده اختياراتي- حسب قولها- سواء في' مكتوب أو عاشق السراب أو مليحة' حيث أبحث عن التجديد, ولا أحب تصنيف نفسي ضمن خانة واحدة, فأحب أدوار الشروالخير والجرأة, ولا أبحث عن أدوار تشبه شخصية سهير الحقيقية, بل أميل دائما للأدوار المركبة والصعبة لأنها تظهر طاقات الممثل أكثر, وهذا ما أعطاه لي دور عائشة مع المخرج نوري بوزيد, فالدور كان مركبا بالنسبة لي وصعبا, إلا أنني تعايشت معه منذ الكتابة الأولي نظرا لمشاركتي في المشروع منذ بداية فكرته. وأضافت: لقد صنعت تاريخا للشخصية حتي أتعايش معها في كل مراحلها,وقد ساهمت هذه المعايشة في امتلاك تفاصيلها ومفاتيحها, فمحرك الشخصية كان الخوف والرغبة والتردد حيث أنها بينها وبين نفسها ترغب في التحرر. أما عن أصعب المشاهد التي أدتها في الفيلم فقالت هناك4 مشاهد ركزت عليهم لأنهم كانوا بمثابة ال' ماستر سين' للشخصية خصوصا وأنها تعكس تناقضات وصراعات الشخصية النفسية وهذه المشاهد هي مشاهد لقائها بحمزة شقيق صديقتها, والذي ارتبطت معه بعلاقة عاطفية قبل دخوله المعتقل وتحوله لمتشدد دينيا, وكذلك المشهد الذي جمعها بمدير' الكافية' الذي تعمل به ومحاولاته إقناعها بضرورة خلع الحجاب والعودة لشخصيتها الحقيقية, والمشهد الثالث عندما قامت زميلاتها في العمل بخلع طرحتها,وقمن بوضع الماكياج علي وجهها, وانهيارها وصراخها كأنها تخشي مواجهة نفسها,والمشهد الرابع محاولة حمزة أن يستعيدعلاقته بها, وتواجده معها في منزلها بمفردها, وهو المشهد الذي ضم مشاعر الرغبة في استعادة الحبيب والشوق إليه والخوف من تحوله وشخصيته التي لم تعد كما كانت. وعن الفارق بين تجربتها مع المخرج رضا الباهي ونوري بوزيد أكدت سهير أن رضا مخرج متميز ويعمل بهدوء شديد, ويكون عنده ملاحظات وتفاصيل عن الشخصية يقولها للممثل ويتركه يعمل, أما نوري فمن المخرجين الذين يقومون بإثراء الشخصية, إضافة إلي حالة الثقة التي يقيمها مع الممثل, ويعطينا مساحة حرية أكثر إضافة للشخصية, وأقصد هنا ان لكل منها ملامحها التي تفرض متعة خاصة. وعن ما إذا كانت تنوي الحضور للعمل بمصر قالت سهير:أنا فنانة وأعرف أهمية الانفتاح علي كافة التجارب, وضرورة تنوعها سواء الغربية أوالعربية,وحاليا لم يعرض علي أي عمل, ولكني بالطبع أرحب وبشدة وأعرف أهمية السينما المصرية فهي بوابة الانتشار في العالم العربي. وفي النهاية أكدت سهير أن هناك قلق علي الإبداع والمبدعين في تونس إلا أنهم سيقاومون ولن نسلم حريتنا لرجال السياسة.