بعد التغير الذي احدثته ثورة25 يناير في تاريخ مصر السياسي عقد الجميع أملا أن تعم نتائجها بالايجاب علي المستويات كافة. ولاشك ان اول تلك القطاعات التي كنا نأمل ان يطرأ عليها هذا التغير هو قطاع السينما الذي أصابه الكساد والتدني في الفترة الاخيرة لما يقدم من أفلاما مبتذلة وغير جيدة باستثناء قلة تعد علي أصابع اليد. ورغم توقع الكثيرين ان يشهد القطاع تطورا علي المستوي الفكري حدث العكس وخير دليل علي ذلك أفلام عيد الاضحي التي بدت في ظاهرها أفلاما خاوية المضمون بل إن بعضها قد يسمي بأفلام المقاولات رغم اننا اعتدنا في هذا الموسم علي استقبال أفلام لكبار النجوم وأفلام ذات موضوعات جيدة, ولكن عدوي أفلام عيد الفطر انتقلت إلي موسم عيد الاضحي مع ضرورة التأكيد ان افلام موسم عيد الفطر جاءت خارج التوقعات وكانت الافلام لنجوم كبار فما الذي يحدث؟ أين المنتج الذي يغامر ويقدم أفلاما جيدة ولماذا عزف المنتجون الكبار عن انتاج أفلام لكبار النجوم؟ وهل الوضع الراهن للبلاد وراء ذلك ام ان الجمهور عايز كده كما يردد البعض؟ تساؤلات طرحناها علي نقاد السينما فماذا قالوا؟ تؤكد ماجدة خير الله أنه ليس بالضرورة أن تكون أفلام النجوم الكبار جادة المضمون ولكنها في الوقت نفسه لاتصل إلي مستوي الافلام التي نشاهدها الآن فمثلا فيلم فيفي عبده التي كان وجود تجاري منذ20 عاما لم يعدلها الآن هذا الوجود, واعتقد ان غياب الشركات الكبيرة عن الانتاج شجع علي غزارة هذه الافلام وأعتقد أنها الآن في حالة تأمل من الظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها البلاد. وتضيف ماجدة ان من مجموعة الافلام المعروضة ما يحقق أعلي الايرادات, ولكن هل المستوي الفني جيدا.. لا اعلم؟ طارق الشناوي يقول: ان هناك ترددا انتاجيا من الشركات الانتاجية الكبيرة وهي الآن في مرحلة توقف وأعتقد انه يحسب لأحمد ومحمد السبكي استمراريتهما في تقديم الافلام حتي اذا لم تكن جيدة المستوي ورغم الهجوم الذي يتعرضان له فإنهما لم يوفقا. وبالنسبة لذوق الجمهور وذهابه لمشاهدة هذه الافلام فينبغي أن نعلم ان جمهور العيد جمهور استثنائي.. ليس جمهور السينما فهو يذهب للسينما من اجل الضحك والفرفشة لذلك تجد افلام دينا وسعد الصغير مثلا تحقق أعلي الايرادات ولكن اجد بارقة ضوء في هذا النفق المظلم من خلال بعض المشروعات المستقلة المتواضعة الانتاج علي الخريطة السينمائية مثل فيلم الخروج إلي النهار لهالة خليل الذي عرض في مهرجان أبوظبي السينمائي وفيلم آخر شتاء الذي عرض في مهرجان فينسيا فهما فيلمان انتاجهما محدود ولكن بمستوي فني جيد. رءوف توفيق يري أن الكسل والخوف من المغامرة وراء ما وصلنا اليه الآن من موضوعات بعيدة عما يحدث في الشارع المصري واقتصر الامر علي مجموعة افيهات ومشاهد مفبركة واذا نظرت لافلام العيد ستجدي أن3 أفلام من انتاج السبكي وبعض النجوم قاسم مشترك في تلك الافلام التي لاتخرج عن أغان شعبية ورقص عليها واصبح ذلك سمة معظم الافلام الآن. ويضيف: لابد من اللعب علي نوعيات مختلفة: الكوميدي والسياسي والاكشن ولكن للأسف يريد الجميع اللعب علي المضمون. ويؤكد الناقد رفيق الصبان الكلام السابق ويضيف: إننا زهقنا من وجود النجوم الكبار ولا ضرر من وجودهم لانهم ببساطة استنفدوا جميع طاقاتهم في السينما والتليفزيون ولكن المشكلة في المستوي الفني الهابط الذي وصلت إليه الافلام, ففي العيد الصغير اندهشت من مستوي الافلام التي عرضت ولكن ارجعت السبب إلي اتجاه السينمائيين إلي التليفزيون ولكن ان تكون افلام العيد الكبير بهذا الشكل فهذا يعد جرس انذار للسينما المصرية خصوصا مع ظهور تجارب مهمة في السينما العربية عامة ومنها المغربية والتونسية, وقد شاهدت ذلك في العديد من المهرجانات العربية, والحقيقية انها قدمت قضايا في غاية الخطورة فهل يعقل ان تتفوق علينا الآن في حين انها لم يكن بها سينما منذ15 عاما, ولكنني أعقد آمالي علي السينمائيين الشباب الذين قدموا أفلاما مستقلة تكاد أن تكون فقيرة انتاجيا ولكن تعبر عن أوجاعنا, تلك هي السينما التي نريدها.