منذ سنوات هبطت علي أرض مصر كتيبة مشبوهة لا أحد يعرف أصولها قامت بشراء كل الكتب القديمة والخرائط والوثائق التي تتحدث عن تاريخ مدينة القدس.. يومها وفي ظل العلاقات الحميمة بين العهد البائد والكيان الصهيوني وحالة الإختراق التي شملت كل شئ لم ينتبه أحد إلي هذه القضية..وجمعت إسرائيل الكتب والوثائق وخرجت من مصر بلا استئذان..وفي الأسبوع الماضي اكتشفت مصلحة الجمارك13 حقيبة ضخمة كانت متجهة إلي الأردن وبها عدد رهيب من الوثائق والعقود والأوراق عن الجالية اليهودية التي كانت تعيش في مصر قبل ثورة يوليو..1952 كلنا يعلم ان عدد اليهود في مصر قبل الثورة كان كبيرا و لم يبق منهم الأن غير مئات الأشخاص فقد رحلوا في جماعات ما بين اعوام52 و56 إلي إسرائيل وبعض دول اوروبا..وكانت إسرائيل من وقت لآخر تتحدث عن ممتلكات اليهود في مصر سواء التي تم تأميمها أو مصادرتها بعد ثورة يوليو..كانت في مصر عائلات يهودية غنية تمتعت بكامل حقوق المواطنة وكانت لهم مصانع وعقارات وبيوت وفي أحيان كثيرة كنت تجد في الحكومة المصرية قبل الثورة وزيرا يهوديا مثل قطاوي باشا وكان وزير المالية ثم وزيرا للمواصلات وعضوا في البرلمان وفي الفن كان لليهود تاريخ طويل كمواطنين مصريين منذ عهد إسماعيل امثال يعقوب صنوع ومزراحي وكاميليا وراقية إبراهيم ونجوي سالم ونجمه إبراهيم وليلي مراد والمحلات الشهيرة التي حملت اسماء يهودية مثل شيكوريل وشملا..وعدس..وبنزايون..الجديد في قضية اليهود في مصر ان الصحف الإسرائيلية تتحدث الأن كثيرا عن ممتلكات اليهود وتضع خططا لتطالب الحكومة المصرية بدفع تعويضات عن هذه الممتلكات ولهذا كانت محاولة تهريب هذه الوثائق..وإذا كان حديث التعويضات يفرض نفسه فأين تعويضات الأسري المصريين الذين قتلتهم إسرائيل..واين البترول الذي سرقته ايام إحتلالها لسيناء.. واين تعويضات وقف الملاحة بقناة السويس سنوات طويلة واين الأثار التي سرقها موشيه ديان من سيناء واين الثروات الطبيعية والشواطئ والمواقع الأثرية في سانت كاترين.. واين موارد السياحة والزراعة والأثار.. الغريب انهم يحاولون سرقة الوثائق من بلادنا ونحن نائمون في العسل.. مطلوب التحقيق عن مصدر هذه الوثائق واين كانت ومن سرقها. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة
