خيمت الأزمة المالية والديون علي احتفالات اليونان أمس بعيدها الوطني, فلم تشارك العربات المصفحة التي تحمل الصواريخ والدبابات والطائرات في العرض العسكري كما جرت العادة,وتم الاكتفاء بعروض عسكرية لقوات الجيش المختلفة و الشرطة و الدفاع المدني. في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة شبيجل الأسبوعية الألمانية أن الترويكا الدولية تعتزم مطالبة اليونان بإجراء150 إصلاحا اقتصاديا جديدا. وأكد رئيس الوزراء اليوناني أندونيس سامراس- في كلمته بهذه المناسبة- أن الوقت قد حان كي تتطلع اليونان إلي الأمام وأن تسعي لإقامة كافة أوجه التعاون الضروري لضمان التخلص من الأوضاع المتأزمة والديون الضخمة التي تثقل كاهلها وتضع المسئولين في وضع مخز ومذل.كما أكد علي ضرورة أن يؤمن المواطنين بقدراتهم للخروج من المأزق الراهن. وأجريت الاحتفالات وسط إجراءات أمنية مشددة, حيث دفعت وزارة الأمن العام بألفي شرطي لحماية العرض من المواطنين الغاضبين. وتزامنت المساعي الرسمية اليونانية لتهدئة الجماهير المحتقنة مع نشر صحيفةشبيجل الأسبوعية الألمانية مقتطفات من تقرير الترويكا الدولية حول الأوضاع المالية في اليونان, حيث أكد أن اليونان لم تف حتي الآن بأكثر من60% من التزاماتها. وحذر التقرير من أن تمديد المهلة الممنوحة لها للوفاء بتعهداتها سيكلف أوروبا مليارات اليورو, وذلك وسط توقعات بأن تصل الخسائر الناجمة عن عامين من التمديد إلي30 ملياريورو, بينما توقع صندوق النقد وصولها إلي38 مليار يورو. وفي الوقت ذاته, بدأت الحكومة اليونانية سلسلة من الاجتماعات المكثفة لبحث أفضل الاقتراحات المطروحة لمواجهة أزمتها الراهنة, قبل اجتماع وزراء مالية مجموعة اليورو لبحث الأزمة اليونانية يوم الأربعاء المقبل. ويبدو أن الغضب الشعب الأوروبي في تصاعد مستمر, فقد نظم عشرات الآلاف من الإيطاليين مسيرة في روما احتجاجا علي إجراءات التقشف التي طرحتها حكومة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي أمس الأول, وقام بعضهم بإلقاء البيض علي البنوك واستخدام الطلاء في الكتابة والرسم علي الجدران. وأكد أحد المتظاهرين أن هذه الاحتجاجات ضد مونتي وسياساته, وأنها نفس السياسات المتبعة في جميع أنحاء أوروبا والتي أذلت اليونان وتدمر نصف أوروبا والمدارس الحكومية والرعاية الصحية. وفي مدريد, نظم المئات من ضباط الشرطة الإسبان مظاهرة أمام مبني وزارة الداخلية احتجاجا علي خفض الميزانية وإلغاء بعض المزايا المالية المقررة لهم. وأطلق المتظاهرون مفرقعات نارية في الهواء لدي احتجاجهم أمام مبني وزارة الداخلية في العاصمة الإسبانية, كما حملوا اللافتات التي تندد بإجراءات التقشف الحكومية والتي من شأنها خفض المرتبات خلال الإجازات المرضية. وكانت البطالة في إسبانيا قد وصلت الي معدلات قياسية غير مسبوقة تقدر بنحو25% في ظل اقتصاد يعاني من الركود, فيما تطالب دول منطقة اليورو حكومة إسبانيا بضرورة اعادة هيكلة الاقتصاد وخفض العجز في الميزانية.