ويبدو أننا وبمناسبة إحتفالنا فى مصر بمناسبة مرور 39 عام على إنتصارنا فى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 سيكون علينا أن نواجه حسد وأحقاد وغل البعض. فلأن نصر أكتوبر 1973 كان نصرا مدويا فإن آثاره مازالت مستمرة بل وتأتى كل عام بالجديد.وفى العام الحالى جاء الجديد من روسيا التى كانت الحليف الرسمى لمصر فى مرحلة الهزيمة عام 1967 وفى مرحلة الإعداد للحرب ثم تراجع دورها عقب بدء حرب التحرير والنصر بشكل واضح ملموس. فمن الطريف والمضحك بل والمثير للتفكير أيضا أن وسائل الإعلام الروسية أقدمت فى مايو 2012 على تناول محتوى ماتقول أنه مذكرة كتبها السفير السوفيتى السابق فلاديمير فينوجرادوف (عمل فى فترة 1970-1974 فى القاهرة)ووجهها الى القيادة السوفيتية عن خفايا حرب اكتوبرعام 1973. ووفق ما تداولته وسائل الإعلام الروسية فإن السفير الروسى أعد مذكرة من أجل تقديمها الى المكتب السياسى للحزب الشيوعى السوفيتى والحكومة السوفيتية فى يناير عام 1975 فور عودته إلى موسكو بعد ترك منصبه كسفير فى مصر.وبقيت هذه الوثيقة فى الارشيف الشخصى لفينوغرادوف وتم الكشف عنها بعد وفاته. ومن الواضح أن السفير الروسى الذى فشل فى مهامه الأساسية بمصر فشلا ساحقا ،أسفر عن إبتعاد مصرى حاد عن السوفيت،وتحولها إلى غريمهم وعدوهم اللدود الولاياتالمتحدة،قدم مذكرة "عجيبة"لإنقاذ رقبته من يد القيادات فى بلاده. فوفق ما أذاعته وسائل الإعلام الروسية،ومن فرط "الصدمة"،لم يصدق السفير المصدوم أن مصر تمكنت من خداع مخابرات روسيا وأمريكا وإسرائيل وبريطانيا معا!وبالتالى أوصله عقله إلى أنه كان من الصعب ألا يلاحظ العملاء السريون الامريكيون والاسرائيليون تحركات قوات مصرية كبيرة ناهيك عن التقارير ذات الطابع الدقيق الآتية من العملاء حول عمل المؤسسة العسكرية وجهاز الدولة فى مصر."!! وظهر مايجول بنفس الرجل أو من يريد بث وثائقه فى عام 2012. فقد نسب للسفير المصدوم كتابة "أشياء"مثل:"نعم ،لا توجد إجابات ولا يمكن ان ننسب عبقرية وتنظيم المصريين..إلى غباء وسهو الأمريكين،وإلى غباء وسهو الإسرائيليين..فالإسرائيليون ليسوا أغبياء،ولديهم مخابرات جيدة على أى حال أفضل مما لدى المصريين هذه حقيقة لا مراء فيها."!!!و"هناك تواطؤ بين السادات والولاياتالمتحدة والقيادة العليا فى إسرائيل."!!! وإلى روح هذا السفير الراحل"المسكين"وإلى من سربوا أنباء تلك الوثائق يمكن الرد بالقول..كل عام ونصر أكتوبر المجيد بخير.و"صح النوم"..فقد إنتصرت مصر وتفاوض الإسرائيليون"للإنسحاب"من الثغرة،ثم تفاوضوا مجددا على "سحب" قواتهم لقلب سيناء أولا،ثم تفاوضوا مجددا من أجل"الإنسحاب"النهائى من سيناء.وعندما ماطلوا فى الإنسحاب من طابا خسروا معركتهم القضائية "لينسحبوا"مجددا بحضور وسائل الإعلام العالمية وفى مقدمتها وسائل الإعلام الروسية "الصديقة"..مرة أخرى كل عام ونحن جميعا بخير خاصة وأن السائحين الروس يسبحون منذ ما يقرب من ربع قرن فى البحر الأحمر بمنتجعات سيناء التى يرفرف عليها العلم"المصرى". وفى النهاية يتحتم التأكيد على أن"نصر أكتوبر" ليس نصر عسكرى مرحلى فقط ،وإنما هو حدث وطنى هائل و"ثروة قومية" مازالت تأتى وستأتى بثمارها لعقود وعقود قادمة.وأن تلك الحقيقة يدركها العدو والمنافق قبل الصديق.وبالتالى يحتم علينا واجبنا ويحتم على الأجيال القادمة أن ندافع عن هذا النصر وأن نحميه من كل يد عابثة أوعقل خرب يريد بمصر وشعبها السوء والهزيمة والخذلان وأن يحرمه كل فرحة وفرصة للثقة بالنفس. المزيد من مقالات طارق الشيخ