احتفالاً بذكرى انتصارات أكتوبر.. فتح جميع المتاحف والمسارح مجانًا للجمهور    رئيس جامعة الزقازيق يتفقد سير العملية التعليمية بالجامعة الأهلية    وزير الإسكان يتابع موقف تشغيل مشروع "The Zen" للسياحة العلاجية    محافظ بنى سويف يشارك فى افتتاح معرض منتجات النباتات بالفيوم    محافظ المنوفية يتابع آخر مستجدات منظومة التصالح على مخالفات البناء    وزير المالية: زيادة مساهمة دور القطاع الخاص يتصدر أولويات الإصلاح المالى والاقتصادى    محافظ الأقصر يبحث شكاوى المواطنين فى اليوم المفتوح    ارتفاع القيمة السوقية للبورصة 14 مليار جنيه ختام تداولات اليوم    انتخابات أمريكا.. "CBS" تكشف كواليس استعداد والز وفانس لمناظرة نواب الرئيس    فصائل فلسطينية: دمرنا ناقلتى جند للاحتلال وأوقعنا طواقم الآليات    رئيس الوزراء الروسى يصل طهران فى زيارة رسمية    اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    أبو الغيط: انتهاك السيادة اللبنانية قد يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع    ناصر منسي: توقعت التسجيل في السوبر الأفريقي.. وبكيت قبل المباراة    وزير الرياضة يستعرض ملامح الرؤية المستقبلية للإعداد لأولمبياد 2028    ناصر منسي: إمام عاشور صديقي.. وأتمنى اللعب مع أفشة    إصابة 4 أشخاص فى انفجار أنبوبة غاز بقرية ميت الخولى بالدقهلية    غدا.. انخفاض طفيف بالحرارة وفرص أمطار ببعض المناطق والعظمى بالقاهرة 30 درجة    مصرع شخص دهسته سيارة أثناء عبوره الطريق بمدينة نصر    إحباط تهريب 71 هاتف محمول وأجهزة تابلت بمطار الغردقة الدولي    سرق 2000 جنيه.. ضبط أب عذب نجله حتى الموت بالمطرية    انطلاق الدورة السابعة من مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما غدا    «هَنو» يجتمع بأعضاء المجلس الأعلى للثقافة لبحث آليات تطوير منظومة العمل    وزارة الثقافة تعلن فتح باب التقديم لجائزة الدولة للمبدع الصغير غدا    عن الاستشراق والاستغراب: أيام وليالى عام 1530    صحة المنوفية: الانتهاء من فحص 13434 طالب في اليوم الثاني لمبادرة الأنيميا    لا تهمل صحتك.. عادات يومية تمنع الإصابة بالنوبات القلبية    صحة سوهاج: تقديم خدمات طبية مجانية ل7000 مواطن ضمن مبادرة "حياة كريمة"    حملة 100 يوم صحة قدمت أكثر من 95 مليونا و681 ألف خدمة مجانية خلال 60 يوما    القنوات الناقلة لمباراة النصر والريان في دوري أبطال آسيا 2024-2025 اليوم    تسييم شماسا جديدا في مطرانية القدس الأنچليكانية الأسقفية    معهد البحوث: الإكزيما تصيب من 15 إلى 20% من الأطفال عالميا    ريفر بليت يسقط على أرضه أمام تاليريس كوردوبا    يحتل المركز الأول.. تعرف على إيرادات فيلم "عاشق" لأحمد حاتم أمس في السينمات    جالانت: الجيش سيستخدم كل قدراته العسكرية في مناورة برية وهدفنا إعادة سكان شمال غزة لمنازلهم    جريزمان يلاحق ميسي بإنجاز تاريخي في الليجا    النيابة تواجه متهمى واقعة السحر لمؤمن زكريا بالمقاطع المتداولة    وكيل تعليم دمياط يتفقد سير اليوم الدراسي بعدة مدارس    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمحطة تنقية مياه الشرب بمدينة أسوان الجديدة    إحلال وتجديد مدخل المنطقة الصناعية بالطرانة بحوش عيسى في البحيرة    المؤتمر: تحويل الدعم العيني لنقدي نقلة نوعية لتخفيف العبء عن المواطن    نبيل علي ماهر ل "الفجر الفني": رفضت عمل عشان كنت هتضرب فيه بالقلم.. وإيمان العاصي تستحق بطولة "برغم القانون"    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    بعد واقعة مؤمن زكريا.. داعية: لا تجعلوا السحر شماعة.. ولا أحد يستطيع معرفة المتسبب فيه    انطلاق أولى جلسات دور الانعقاد الخامس لمجلس النواب.. غداً    حرب كلامية بين ترامب وهاريس.. اتهمته بالعمل للأثرياء ووصفها ب«المختلة»    ضبط 1100 كرتونة تمور منتهية الصلاحية بأسواق البحيرة    نتائج جهود الأجهزة الأمنية بالقاهرة لمكافحة جرائم السرقات    «المالية»: إطلاق مبادرات لدعم النشاط الاقتصادي وتيسيرات لتحفيز الاستثمار    نائب الأمين العام لحزب الله يعزي المرشد الإيراني برحيل "نصر الله"    بالصور.. محافظ أسيوط يجلس على "ديسك" مع طالبات في مدرسة المطيعة الثانوية المشتركة    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 30-9-2024 في محافظة قنا    أمين الفتوى: كل قطرة ماء نسرف فيها سنحاسب عليها    بعد خسارة السوبر الأفريقي.. الأهلي يُعيد فتح ملف الصفقات الجديدة قبل غلق باب القيد المحلي    «القاهرة الإخبارية»: أنباء تتردد عن اغتيال أحد قادة الجماعة الإسلامية بلبنان    «الإفتاء» توضح حكم تناول مأكولات أو مشروبات بعد الوضوء.. هل يبطلها؟ (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في ندوة الأهرام عن القضية السورية‏:‏
سوريا‏..‏ رصاص ودمار ودم
نشر في الأهرام اليومي يوم 19 - 10 - 2012

المبادرة المصرية لا تتعارض مع أي مبادرات إقليمية أو دولية‏..‏ ومصر تعمل بجدية لتوحيد المعارضة السورية بجميع أطيافها داخليا وخارجيا في ظل تصاعد الأحداث في سوريا‏..‏ لايقاس الوقت هناك بالساعات والأيام‏,‏ وإنما بالرصاص والدمار والدم‏. ومنذ اندلاع الثورة السورية في 15 مارس 2011 قتل نظام بشار الأسد حتي الآن مايزيد علي 27 ألف مواطن سوري, فقط لانهم خرجوا يطالبون بحقوقهم المشروعة في الحرية وحقوق الانسان واقامة مجتمع ديمقراطي متعدد. وتعبيرا عن معاناة الشعب السوري قالت فاليري آموس منسقة الشئون الانسانية بالأمم المتحدة لصحيفة التايمز البريطانية.. سوريا في مأساة انسانية.. ونحن نكتفي بالمشاهدة.. وحتي لا تطول فترة الفرجة. وأملا في حقن الدماء, وعودة الاستقرار في الوطن السوري الشقيق, وتحقيق أهداف الثورة الشعبية السورية, تأتي أهمية ندوتنا في محاولة للبحث عن مخرج في ظل انقسام مجلس الأمن حول سبل التعامل مع الازمة, وفي ظل مواقف عربية متباينة. خاصة ونحن نعيش أجواء المبادرة المصرية التي طرحها الرئيس محمد مرسي لحل القضية السورية من خلال اللجنة الرباعية التي تضم مصر والسعودية وتركيا وايران. بدأت بالفعل مشاورات بخصوصها, في ظل مهمة المبعوث الأمني والعربي الأخضر الإبراهيمي ومن أجل الخروج بورقة عمل أو مقترحات للحل كانت هذه الندوة التي جمعت الطرف المصري ووفدا من المعارضة السورية واساتذة القانون الدولي.
الأهرام: في البداية نسأل السفير شوقي اسماعيل مساعد وزير الخارجية المصري للشئون العربية ان يقدم لنا عرضا للجهود المصرية لحل الازمة السورية؟
سوريا دولة لها خصوصية خاصة عند مصر, والوضع في سوريا هو وضع شعب يناضل من أجل حقه في الحرية والكرامة والديمقراطية امام نظام مايزال يحكم بعقلية الخمسينيات والستينيات, ويرفض منذ البداية الانصياع لأي دعوات أو مناشدات أو حلول تحقن دماء لسوريين, وتحقق آمالهم المشروعة في الحرية وحقوق الإنسان وإقامة مجتمع ديمقراطي متعدد, والوضع الانساني في سوريا وضع مأساوي سواء من حيث حجم الدمار الذي لحق بالمدن. والبلدات السورية حتي في اطراف العاصمة دمشق, لم تخل منطقة او مكان في محافظة من محافظات سوريا إلا وطالها الدمار, حجم الدمار كبير, حجم الضحايا الذين فقدوا ارواحهم واستشهدوا في سبيل قضيتهم العادلة بالآلاف حجم المعتقلين بالالاف حجم المفقودين بالآلاف.. حجم المشردين داخل سوريا فوق ال2 مليون حجم اللاجئين السوريين في دول الجوار وغيرها من دول المنطقة ودول العالم وصل الي الملايين, هناك نقص في المواد الغذائية.. نقص في المواد الدوائية, فالوضع الانساني في سوريا بالغ السوء ومازال النظام السوري مصرا علي المضي فيما يسميه الحل الامني باستخدام الطائرات والاسلحة الثقيلة في مواجهة شعب. وكما تعلمون الكثير من المبادرات والمحاولات الاقليمية والدولية بذلت منذ اندلاع الازمة في 15 مارس 2011 في سوريا, سواء بشكل جماعي أو علي المستوي الثنائي, وقد قامت مصر بالاتصال بالنظام السوري وطلبنا منهم ان يكون لديهم من الرشد ومن الحكمة ما يكفي وعليهم التجاوب فورا ودون ابطاء لمطالب الشعب السوري وضرورة القيام بتغيير سريع يتوافق ويلبي مطالب السوريين, وكان النظام يستمع جيدا ولايقوم بتنفيذ أي شيء. مصر أيضا كانت طرفا أساسيا في مبادرة جامعة الدول العربية وبذلنا جهدا كبيرا في اقناع النظام السوري في ذلك الوقت بقبول المبادرة وباستقبال بعثة مراقبي الجامعة.
وطالبنا النظام السوري وقتها بضرورة الالتزام الدقيق والتنفيذ بحسن نيه لكل ما جاء في المبادرة من حيث وقف اطلاق النار وسحب الاسلحة الثقيلة من المدن والتجمعات السكانية والافراج عن المعتقلين السياسيين, وبدء حوار وطني شامل بمشاركة مختلف أطياف ومكونات الشعب السوري, والانتقال الي عملية سياسية تتيح القيام بالتغييرات المطلوبه, وبما يلبي طموحات ومطالب الشعب السوري, وثبت بعد ذلك ان النظام السوري كان يقبل ثم يستخدم هذا القبول كذريعة لكسب المزيد من الوقت للمزيد من القتل والتدمير والالتفاف والتسويف والمماطلة الي ان فشلت مهمة المراقبين العرب.
كما التزمت مصر بقرارات الجامعة العربية يفرض في مجال الطيران وعقوبات علي استقبال او سفر المسئولين السوريين وتخفيض البعثات الدبلوماسية.
وكانت مصر أيضا من الدول الداعمة لمهمة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي أنان وقدمنا له كل دعم ممكن لانجاح مهمته وتنفيذ خطة النقاط الست التي كان يسعي لتحقيقها, وعندما تأكد عنان من أن النظام السوري لايتجاوب وان العمل الدبلوماسي في اطار مجلس الأمن أمامه الكثير من العقبات التي تحول دون قيام المجلس أو المنظمة الدولية بممارسة مسئوليتها نتيجة التعنت الروسي والصيني واستخدام حق الفيتو ضد أي قرار ضد النظام السوري استقال عنان وتم تكليف الاخضر الابراهيمي بهذه المهمة واعلنا دعمنا الكامل للابراهيمي في كل ما قد يساعده في اتمام هذه المهمة بنجاح.
ونتيجة احساس مصر أن هذه المبادرات الدولية تصطدم في كثير من الأحيان أو في كل الاحيان بتعنت نظام الأسد وأن هناك ارادات دولية في منظمات دولية تعوق دون تشديد العقوبات علي النظام السوري او اتخاذ اجراءات حاسمه تحت الفصل السابع ضده. رأت مصر أن تكون هناك مبادرات أخري خلاقه خارج الاطار التقليدي وهو عمل المنظمات الاقليمية أو الدولية لمحاولة ايجاد حل ينهي المعاناة والمآساه الانسانية للشعب السوري ويحقق طموحاته المشروعة في الديمقراطية والتغيير في سوريا, ومن ثم كانت مبادرة مصر التي طرحها السيد الرئيس في قمة مكة المكرمة ثم في قمة عدم الانحياز ثم اخيرا في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب عندما قال: انتهي وقت الاصلاح وحان وقت التغيير في سوريا.. وكان الرئيس واضحا وحازما وحاسما في كلماته من أن النظام السوري نظام غير شرعي ولابد أن يكون هناك تغيير في سوريا. الأهرام.. يقول البعض أن وجود إيران سيضعف المبادرة؟
وجود إيران ليس بهدف التفاوض أو المساومة معها, وإنما أولا لأنها طرف إقليمي وطرف داعم بشدة أو بقوة للنظام السوري, وطرف موجود علي الأرض أيضا في العمليات التي تتم ضد الشعب السوري, وكان الهدف هو كشف السلوك الإيراني وممارسة الضغوط علي إيران من خلال3 دول كبري في الأقليم وهي مصر وتركيا والسعودية, وافهامها بشكل لا لبس فيه ان استمرار موقفها علي ما هو عليه في دعم النظام السوري ضد ثورة الشعب السوري سوف يترتب عليه ان تخسر كل مصالحها في المنطقة العربية, وأن ذلك سيؤثر حتي علي علاقاتها الثنائية مع الدول الإقليمية, وأن علي إيران اذا ارادت ان تكون جزء من المنظومة الإقليمية أن تفهم تماما أن ما يحدث في سوريا ثورة وإن ما يحدث في سوريا ارادة شعب, وأن عليها أن تنحاز إلي إرادة الشعب السوري, وأن تقنع النظام السوري الصديق أو الحليف لها بضرورة الموافقة علي الانتقال السلمي للسلطة.
الأهرام.. ما مدي التنسيق بين المبادرة المصرية وغيرها من الجهود؟
المبادرة المصرية لا تتعارض ولا تتناقض مع أي مبادرات إقليمية أو دولية, بل العكس هناك رغبة أبدتها أطراف كثيرة في التنسيق مع المبادرة المصرية الرباعية, ونحن ايضا اعلنا ونعلن دعمنا الكامل لمهمة الأخضر الابراهيمي, وهو أيضا رحب بالتنسيق معنا في هذا الشأن.
الأهرام... بعد هذا العرض الوافي لموقف مصر.. ماذا تقول المعارضة السورية؟
هيثم المالح: هذه العصابة الحاكمة في سوريا منذ مجيئها إلي السلطة وحتي الآن تقوم بقتل الشعب السوري, وبعد مجيئ بشار تعاطف الناس معه كرئيس دولة, وقد ارسلت له بعد خمسة أشهر من اعتلائه سدة الحكم عدة مذكرات بمجموعة مطالب منها أن يستمع إلي المعارضة السورية وطالبنا في تلك الفترة بعمل مؤتمر وطني ومطاالحة وطنية, رد علينا وليد المعلم وزير الخارجية: نحن مختلفون حتي نتصالح, ونحن الآن في ظل هذا النظام الذي يرأسه بشار اذا صح ان يكون نظاما فقدنا حتي الان اكثر من30 الف شهيد و 70 ألف مفقود, ربع مليون معتقل,1600 حالة اغتصاب نساء ورجال,2600 طفل دون 12 سنة مقتول.
هذه السلطة في خلال هذه الممارسات سيطرت بشار الأسد نفسه اعترف في ال6أشهر الأولي ان المظاهرات والاحتجاجات سلمية 100 % إلي أن بدأوا هم باطلاق الرصاص قتلوا في تلك الفترة أكثر من خمسة آلاف شهيد.. ما هو الحل بالنسبة لنا كسوريين الآن يحتج علينا البعض عن التسليح والثورة المسلحة وغير المسلحة أريد أن أسأل كل هذا المجتمع العربي والدولي, ما هو الحل؟ أين يكمن مصير السوريين في ظل هذا النظام المجرم؟ الذي ليس لديه سوي القتل؟ لقد استعمل في مواجهة المتظاهرين6 آلاف دبابة وطائرات عمودة وطائرات حربية وصواريخ ومدافع الهاون وبوارج حربية ماذا بقي.. تجولت في أوروبا كلها بعد خروجي من سوريا في الشهر السابع من العام الماضي وطلبت مطلبين أساسيين سحب السفراء من دمشق وطرد السفراء السوريين لأنهم مخابرات, وكذلك اغلاق القنوات الفضائية الدائمة لها.. كنت أريد محاصرة هذا النظام محاصرة سياسية, وجئت إلي القاهرة فطالبت السياسيين والإعلاميين بمثل ما طلبت في أوروبا, وفي معظم العواصم العربية حدثت بنفس المنطق كنت أريد محاصرة هذا النظام لكيلا يزداد اجراما لكن لم يسمع إلي أحد.. تحدثت مع الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية أول مجيئي للقاهرة قلت له بصريح العبارة إذا انفلت الوضع في سوريا لا تستطيع قوة في العالم ضبطه, نحن نريد حلا سريعا وحل عربيا لا تضطرونا إلي اللجوء إلي الخارج, لكن مع الأسف لم يحصل شيء, مبادرات تلو مبادرات والقتل يزداد ونحن هنا الآن.. نرجو أن نصل إلي حل.. التقيت بالأخضر الإبراهيمي قبل ندوتكم وتحدثنا مليا حول كل الموضوعات ونرجو من الاخوة العرب وبخاصة نحن هنا في مصر, مصر أكبر دولة عربية وهي الحاضنة لهذه الأمة نريد من مصر دعما قويا وحاسما من أجل انقاذ الشعب السوري.
الأهرام.. بعد كلمة السيد هيثم المالح.. ما تقييم السفير هاني خلاف للأزمة السورية؟
السفير هاني حلاف: يتفق الجميع علي فكرة أن الثورة في سوريا حقيقة وليست مجرد أزمة, وأن الشعب السوري محق في طلباته للتغيير, وأن الحل العسكري قد لا يكون هو الحل الوحيد لتحقيق مطالب الشعب السوري وفق الظروف والمعطيات المقدمة حاليا, أن التسويات السياسية التي تقدم ولا أحب أن اسميها تسويات حتي لا تضعف فكرة تحقيق مطالب الشعب السوري وهنا أقول ان تحقيق مطالب الشعب السوري بطريقة يتفق عليها كل الأطراف الاقليمية والدولية والأطراف السورية مسألة يلزم لها توافر عدد من العناصر منها أولا أن تكون معبرة عن توازن مصالح مختلف الفئات وليس مصلحة فئة دون أخري, ثانيا.. ألا تكون ذات طابع مؤقت أو مرحلي تنتهي بمجرد انتهاء الظرف الزمني الحالي, ثالثا.. ان تكون مؤدية إلي علاقات سورية لاحقة في المراحل اللاحقة للتسوية أو إنهاء الأزمة تسمح لها باستعادة دورها الطبيعي وسط الحياة العربية والدولية ولابد أن نقدم في طروحاتنا جميعا ما يسمي بالجزرة أمام كل من يتعثر في معالجة الأمور حتي يري بعينه, ويري بأفقه ما يمكن أن ينتظره لو أنه تجاوب مع مفردات خطاب التسوية العادل المحقق لمطالب الشعب السوري في تغيير حقيقي وبالضرورة شامل لكل أطياف المجتمع ويحقق العدالة, وفي نفس الوقت يحافظ علي توازنات المنطقة لأن عملية اللعب في التوازنات الاقليمية في المنطقة يمكن ان يخسر بسبب السوريين كما يخسر غيرهم.. يخسر السوريين أولا ثم يخسر المصريين والسعوديين والإيرانيين والأتراك وغيرهم.
الاهرام ما نتائج الاجتماعات التي تمت مؤخرا؟
السفير شوقي اسماعيل القاسم المشترك الذي وصلنا إليه الدول الاربع اكدت علي ضرورة الحفاظ علي وحدة سوريا وسيادتها وسلامتها الاقليمية ولم يكن مطلوب التوصل الي تفاهمات وانما كان مطلوب ان نستمع الي مختلف الاراء.. كيف ينظر كل طرف الي الازمة السورية وبالتالي يعرف كل طرف ماهي ابعاد ومواقف ومحددات والخطوط الحمراء للطرف الآخر ونرفع هذا الاستعراض لهذه المواقف الي وزراء الخارجية, لكن كان من الضروري أن يكون هناك اختلافات في وجهات النطر بين اطراف المبادرة لكن هذا أمر وارد ومع ديناميكية الحوار تتسع مساحات الاتفاق والتفاهم ويتفهم كل طرف مطالب الطرف الآخر, ويتعرف كل طرفا علي مواقف الطرف الآخر وعلينا ألا نتوفع أنه منذ اللحظة الاولي ان طرف من الأطراف يقول انا مقر تماما وانا عملت رئيس للبعثة الدبلوماسية المصرية في طهران ولدي من 2001 2005 ولدي خبرة بالعقلية الايرانية وهي عقلية مساومة حتي النزع الاخير ولايعني هذا انهم يأملون أن نوافق علي مطالبهم, ونحن نعلم مانريد ومايريده الشعب السوري ولن نتزحزح عن ذلك.
الأهرام: نريد من السيد جابر الشوفي أن يتحدث عن توقعات المعارضة السورية للمبادرة المصرية ومايريدونه منها؟
جبر الشوفي: نري أن وجود إيران هو بحد ذاته عامل معطل لهذه المبادرة, فإيران في حلف استراتيجي مع نظام بشار, وهي راعية له, وتقدم له كل عوامل الاستقرار, وعوامل قتل الشعب السوري, تمده بالتكنولوجيا وحتي بالخبرات والمقاتلين أحيانا, والكل يعلم أن النظام الحاكم في سوريا هو الآن حليف فعلا لإيران, ونقلة من نقاطها الهامة التي لن تتخلي عنها في استراتيجيتها. التي تجمع بين طموحات امبراطورية فارسية علي عقيدة دينية تتبع لولاية الفقيه.. برأيي ان المبادرة تحمل عرقلتها وعدم نجاحها وهو وجود إيران لان إيران لن تمرر أي مشروع يطالب بتنحي الأسد وهناك حالة واحدة يمكن لإيران ان تتغير اذا ضمنت مصالحها مع التغيير وهذه اعتقد من الصعوبة بمكان ان تضمن مصالح إيران مع عملية التغيير القادمة أي تستعيد دورها كما هو مع النظام الحالي وهذا صعب وبعيد جدا.
أما ما نريده من الشعب المصري, فقد قدمت مصر مساعدات كثيرة في الاغاثة الطبية وتالمعيشية والمساعدات العينية ويمكن أيضا ان يقدم أكثر من ذلك بكثير فكل المعونة للشعب السوري مقبولة في هذه الايام أمام محنته القائمة معونة دبلوماسية علي المستوي العربي والدولي, معونة سياسية, معونة الدعم بانواعه بالأسلحة للوقف في وجه هذا النظام المجرم اذا لم تكم هناك قوة قادرة لوقف هذا العنف فعلي الأقل نريد من مصر ان تدعم الجيش الحر, بدعم المجالس العسكرية وقوي الحرس الثوري لتقف في وجه أسلحة غير تقليدية تدمر وتنتهك بنية البلاد.
الأهرام: هل هناك عناصر خارجية تقاتل مع نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري؟
نجاتي طيارة: نعم هناك بالفعل عناصر خارجية من إيران وحزب الله, وقد القي الجيش السوري الحر القبض علي 40 عنصرا إيرانيا, ولدينا الكثير من التسجيلات لمحادثات فارسية وليس خاصة بالحرس السوري, أما عن جنود أو عناصر حزب الله فهم ونظام بشار يرفرون لهم حماية لكاملة ولايتركون خلفهم أدلة.
الأهرام: وهل هناك من يساعد المعارضة السورية من مقاتلين عرب أو الأجانب؟
هذه ثورة شعبية ينظر اليها العالم كله علي انها تحتاج إلي الدعم والمناصرة ولايمكن منع من يأتي مجاهدا ومتطوعا, ولكنهم ليسوا بالعدد الكبير أو الضخم ومنهم أفغان وألبان وليبيون ومصريون, أما غالبية المقاتلين فهم من السوريين المطالبين بالعدل والحرية واسقاط نظام بشار الأسد, وهم من الجيش السوري الحر والجيش الوطني وكتائب الثوار من المدنيين.
عودة موفقة
الأهرام: السيد أحمد ياسين غنام يريد أن يعلق علي وجود إيران كطرف في المبادرة المصرية؟
كانت عودة مصر إلي الساحة الإقليمية والدولية بفعل سياسة د. مرسي عودة موفقة, وهذا ما احدث ارباكا لدي الطرف الإيراني, ويجب ان يؤخذ هذا الأمر بعين الاهتمام.
وهنا اشير إلي أن إيران ستكون سعيدة لكونها طرفا في هذه المبادرة لعدة اسباب: الأول أنها علي قناعة تامة بان عنصر الوقت يعمل لصالح النظام السوري وليس لصالح المعارضة وهي ستسير علي المهلات الزمنية الطويلة وستعمد علي الدخول في كثير من التفاصيل التي ستتم لمنح النظام مزيدا من الوقت.
الأهرام: وما الذي يمكن ان يعجل بسقوط بشار الأسد؟
السيد لؤي الزعبي: أول ما يؤدي إلي ذلك هو الدفع باتجاه توحيد المعارضة إضافة إلي ما قيل عن الدعم الداخلي والدعم الدبلوماسي ولابد ان انبه الي ان الدعم الإيراني لن ينفك عن نظام الاسد, كما ان النظام الايراني يلعب أيضا بملفه النووي علي موضوع الأمن ويظن انه يستطيع ان يفعل هذا في الحالة السوريةو وهو يلعب فقط علي الوقت ونحن علي يقين ان سقط بشار الاسد فيه خطر علي الزمن الايراني ولذلك فهم سيفادمون ذلك.
الأهرام: نعود الي الوضع داخل سوريا نريد تقييما له؟
د. ايمن هاروش: المبادرة المصرية جيدة وهي خطوة لابراز دور مصر مع تحفظنا علي وجود ايران بسبب عامل الزمن.
الأهرام: ماذا عن اللاجئين السوريين في مصر؟
لدينا احصائية دقيقة جدا عن العوائل السورية التي جاءت إلي مصر بعد الثورة وعن حاجياتها, ونقترح أن تكون الاغاثة من خلال هيئة مستقلة تشرف علي هذه الاغاثة.
وأريد أن أصحح ما يقال عن توحيد المعارضة, فدائما يقال المعارضة متفرقة متشرذمة مع انني قد لا اتفق تماما مع هذه المقولة, المعارضة الآن كلها المجلس الوطني بمجلس أمناء الثورة.. الهيئة العامة للثورة السورية, لجان التنسيق المحلية, كلها تريد اسقاط النظام ومحاسبته وبناء سوريا الحرة الديمقراطية.. إذن هناك اتفاق علي وحدة المطالب لكن إذا ارادوا توحيد برنامج وتوحيد شخصيات أيضا نحن بصدد اعداد خطة لتوحيد المعارضة نستطيع نقدمها لكم لتساعدونا فيها ولدينا بوادر من بعض اخواننا العرب لمساعدتنا في ذلك أيضا, وأيضا هناك مشروع تشكيل حكومة انتقالية ونحن نراها الآن من أهم الضروريات في هذه المرحلة لقيادة المرحلة القادمة لكن الحكومة الانتقالية تحتاج إلي دعم دولي ومساندتها سياسيا وماديا, فنتمني من مصر أن تكون الرائدة في ذلك.
الإطار القانوني للحل
الأهرام: هناك وجود ومبادرات كثيرة لحل الأزمة السورية أهمها المبادرة المصرية.. فما هو الإطار القانوني الذي يحكم هذه المبادرات؟
د.حسام هنداوي: المبادرة المصرية من أهم المبادرات المطروحة علي ضفاف البحث هذه الأيام.. واعتقد أن تفصيل هذه المبادرة ينبغي أن يتم علي صعيدين: أحدهما سياسي والآخر قانوني, أن أعرض لهذين الاختيارين, أؤكد علي أن هناك مجموعة من المباديء الحاكمة التي ينبغي الالتزام بها والاحتكام إليها عند العمل علي أي من الصعيدين.
المبدأ الأول هو ضرورة الوقف الفوري والشامل لأعمال القتل والعنف في سوريا, والأمر الثاني هو ضرورة الحفاظ علي وحدة وسلامة الأراضي السورية. والمبدأ الثالث هو ضرورة رحيل بشار الأسد وأركان نظامه القمعي الطائفي عن المشهد السياسي في سوريا, فرحيل بشار يجب أن يكون مبدأ حاكما وينبغي الا نقايض عليه بحال من الأحوال, وحسنا فعل السيد الرئيس محمد مرسي عندما عبر عن ضرورة رحيل نظام بشار عن المشهد السياسي.
وإذا ما تمت الاستجابة إلي هذه المباديء سوف يكون من الضروري التأكيد علي مبدأين آخرين المبدأ الأول رفض التدخل العسكري الخارجي بشرط الالتزام أو قبول المباديء الأولي, أما إذا تم رفض المباديء أو الضوابط الأولي فعندها سوف يكون التدخل العسكري الخارجي أمرا ضروريا لأنه عار علي المجتمع الدولي الذي نسميه الحديث أو المعاصر أن يشاهد شعبا يقتل ويذبح دون أن يتخذ أي موقف ودون أن يمد له يد العون والمساعدة فإذا لم يقبل بشار الأسد وإيران بالمباديء الأولي عندها يكون التدخل العسكري الأجنبي الخارجي أمرا لا مفر منه, أيضا إذا تم الاستجابة فانه سوف يكون من الضروري اطلاق عملية سياسية تشارك فيها مختلف فصائل الشعب السوري من أجل تحقيق آماله في تأسيس نظام حر وديمقراطي.
المشاركون في الندوة
من الجانب المصري:
السفير شوقي إسماعيل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية
السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية السابق
من المعارضة السورية:
هيثم المالح رئيس مجلس الأمناء الثوري السوري
د. أيمن هاروش نائب رئيس مجلس الأمناء الثوري السوري
لؤي الزعبي المستشار السياسي في مجلس الأمناء الثوري السوري
جبر الشوقي عضو الأمانة العامة بالمجلس الوطني السوري
أحمد رياض غنام رئيس كتلة أحرار الشام
نجاتي طيارة باحث ومفكر سوري وعضو الأمانة العامة للمجلس الوطني
رئيس اتحاد الثوار العرب: ياسين السمالوسي
د. حسام هنداوي وكيل كلية الحقوق جامعة بني سويف أستاذ القانون الدولي
أدار الندوة:
د. إسماعيل إبراهيم
محمد السيد
أعدها للنشر: العزب الطيب الطاهر
نبيل السجيني
المشاركون من الأهرام:
عاطف صقر محمود النوبي
سامح الكاشف محمد محسن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.