وفقا لرؤية عبدالرقيب منصور رئيس تكتل الثورة اليمنية بالقاهرة فإن الانفلات الأمني في اليمن يهدف لخدمة استراتيجيات خارجية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة بما يعمق من تدخلاتها في الشأن اليمني، معتبرا المؤشرات كلها تدل علي أن طرفي الحكم يستعدان لمعركة فاصلة ربما ستحدث في الفترة القريبة المقبلة. ومع ذلك يؤكد منصور أن الأوضاع السياسية في اليمن تسير وفقا لما نصت عليه مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي, وآليتها التنفيذية والتي يفترض أن تنتهي مرحلتها الثانية في فبراير2014, بإنتخابات برلمانية ورئاسية, والتي من المقرر أن تشهد تنظيم مؤتمر للحوار الوطني في منتصف نوفمبر المقبل, ويستمر حتي مايو2013, بمشاركة كل الأطراف السياسية بهدف الوصول إلي صياغة دستور يمني جديد, يوضح شكل النظام السياسي, وطبيعة الدولة اليمنية, وهل ستظل دولة مركزية كما هو الحال أم ستقسم إلي فيدرالية, بمعني أن تكون اليمن وحدة واحدة ولكن في إطار فيدرالي. وكانت المرحلة الأولي من المبادرة الخليجية قد بدأت في نوفمبر2011 وانتهت في فبراير2012, باختيار عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية غير أن هناك محاولات كثيرة من البعض لإعاقة تنفيذ المبادرة وآليتها التنفيذية بطرق شتي, مثل عدم الالتزام بقرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي, وضرب البنية التحتية كالكهرباء وقطع الطرق, وذلك لإفشال حكومة الوفاق الوطني والرئيس هادي الذي جاء الي السلطة في ظل ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد, فكان لزاما عليه أن يكون متوازنا في قراراته بحيث لا يثير هذا الطرف أو ذاك. ولذلك تبدو قرارات هادي في بعض الأوقات كما يقول منصور بطيئة وغير معبرة عن تطلعات الثوار في ميادين الحرية وساحات التغيير, وغير منسجمة مع إحداث التغيير المنشود وفقا للمبادرة وللآلية التي تنص علي الحكم الرشيد والتغيير المنشود, غير أنه يحظي بدعم إقليمي ودولي غير مسبوق نظرا للاهتمام الدولي والإقليمي الكبير باليمن والذي يرجع لأمرين مهمين جدا الأول: الخشية من أن تتفتت اليمن ومن ثم تنتشر الفوضي وتنمو فيها الجماعات الارهابية, كما أن اليمن علي مقربة من منابع النفط في الخليج. والثاني: أن اليمن مشرفة علي مضيق باب المندب الاستراتيجي, وبالتالي حماية هذا الممر مطلب دولي. وعن التواجد الحقيقي ل القاعدة في اليمن يقول منصور: إن هذا التنظيم نبت شيطاني خلقه الغرب والأنظمة العربية لمواجهة الاتحاد السوفيتي( سابقا), تلك كانت البداية, ثم استغلها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في الحروب الداخلية اليمنية التي شنها علي الجنوب, بحجة مقاومة المد الشيعي في الجنوب, فهو استفاد منهم لمحاربة الحزب الاشتراكي في الجنوب وخاصة في عام4991, ثم بدأ يستغلها في الحصول علي الدعم الأمريكي خاصة والغرب بشكل عام, فأخذ يبتز الغرب بحجة مواجهة تنظيم القاعدة وصارت ورقة رابحة بيده. ومما لا شك فيه أن' القاعدة' موجودة في اليمن ولكن ليس بالحجم الذي كان يدعيه النظام السابق, لكن في العامين الآخيرين ونتيجة للفوضي والانفلات الأمني التي شهدت البلاد اتساعا ليس فقط ل القاعدة وإنما لكثير من التنظيمات والأحزاب والخارجين عن القانون, ويعزي ذلك للأحداث الأمنية التي واكبت الثورة, وتركيز أجهزة القوات المسلحة والأمن لتواجدها في العاصمة لحماية النظام, وعدم هيكلة القوات المسلحة والأمن علي أسس وطنية حتي الآن, وعدم توحيدها تحت قيادة واحدة مما مكن' القاعدة' من التوسع في نشاطها. ولذلك وجدنا الطائرات الأمريكية بدون طيار التي قتلت مواطنيين في هذا العام زاد ثلاثة أضعاف ما كان في العام الماضي. وعن دور الأحزاب السياسية ومشاركتها فيما يشهده اليمن من أحداث يلفت منصور الي أن الأحزاب تتباين وتختلف نظرتها للأمور حسب مصالحها وأهدافها السياسية, فالحكومة اليمنية تتكون من34 وزيرا, منهم17 وزيرا من المؤتمر الشعبي العام وحلفائه, و17من أحزاب اللقاء المشترك وشركائه. وبالتالي هناك صراع ظاهري بين طرفي السلطة الذين تناسيا أن الحكومة تكاملية وهو ما يستوجب علي كل طرف الا يسعي إلي إفشال الطرف الآخر, ومن ثم تفشل الحكومة في تحقيق أهدافها. أما فيما يتعلق بقضية الحوار الوطني في اليمن يؤكد رئيس تكتل الثورة اليمنية بالقاهرة أن الحوار الوطني أحد الالتزامات التي نصت عليها الآلية التنفيذية, وأنشأت في البداية لجنة للاتصال بين الأطراف السياسية اليمنية ثم تم الإعلان عن تشكيل اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني من25 شخصية ثم أضيف لها6 شخصيات الأسبوع الماضي, برئاسة الدكتور عبد الكريم الإرياني مستشار رئيس الجمهورية, وهي أوشكت علي أن تنهي أعمالها. وقد اتخذت اللجنة قرارين غاية في الأهمية يتعلقان بتمثيل المرأة في مؤتمر الحوار ب30 بالمائة, وتشكيل لجنة تسييرية للحوار الوطني والتي تم تغيير اسمها إلي( لجنة التوافق) وتضم ممثلين عن الجنوب والشمال مناصفة, وهي خطوة ايجابية لمحاولة احتواء بعض أطراف الحراك الجنوبي. [email protected]