كل مسئول في مصر يجب أن يعلم ويعي أن تعيينه في منصبه هو تكليف وليس تشريفا.. تكليف من الشعب لكي يقوم بمهام منصبه علي أكمل وجه.. بصرف النظر عمن عينه أو من الذي يملك إقالته, ففي كل الأحوال هو مسئول أمام الشعب عن إنجاز مهامه علي أكمل وجه.. وعندما يفشل فيها يجب عليه فورا ومن تلقاء نفسه أن يستقيل من منصبه. والاعتذار للشعب.. أما أن يفشل فشلا ذريعا ويتمسك بالبقاء في المنصب فهذا تحد للشعب مصدر السلطات, كما تنص كل دساتير العالم. نعم الشعب هو مصدر السلطات, وأكررها علي الذين باسم الدستور وإستقلالية القضاء يتكلمون ولكن لهم مقاصد أخري نعلمها جيدا, وهي إجهاض الثورة والحفاظ علي الدولة العميقة الفاسدة أكبر وقت ممكن للخروج من الثورة بأقل خسائر ممكنة.. أين كانوا عندما اغتصب النظام السابق كل شيء بالتزييف والتزوير.. هل كانوا نائمين؟ هل كانوا غافلين؟ لا.. بل كانوا يستمتعون بملذات النظام الفاسد السابق ويشربون نخب الفساد علي أنقاض الشعب البسيط.. والغريب ان نفس الأبواق التي تدافع عن الفاشلين هي التي لبست قناع الثورة, ثم لبست قناع الدفاع عن المجلس العسكري, ثم لبست قناع الهجوم علي تيار الإسلام السياسي والهجوم علي الإخوان بمناسبة وبدون مناسبة, وهي التي تحاول باستماتة إفشال الرئيس محمد مرسي وتشويه كل قرار يتخذه.. ولكن في النهاية ستنتصر الإرادة الشعبية.. فالشعب يفهم ويعي كل شيء.. فهل يفهمون, ويدركون, ويستوعبون, ومن الماضي القريب يتعلمون؟! تلقيت هذه الرسالة من الأستاذ هشام أبوالعينين, وفيها يطرق جانبا مهما من ثقافة الاستقالة التي لا وجود لها عندنا, فالكل يتشبث بكرسيه حتي ولو ثبت فساده, وعدم إدائه عمله كما يجب أن يكون ولو تزيحه عن موقعه إلا الاقالة, وعندئذ تتحول دفة الأبواق المؤيدة له, إلي معارضين, ثم إلي متلونين مع قدوم المسئول الجديد. وهم يعرفون جيدا أنهم مكشوفون, ومع ذلك يمضون فيما هم سائرون فيه! فمتي نتعلم إذن ثقافة الصدق مع النفس؟!