تصدر الشأن السوري الاهتمام في المحافل الدولية, وطالب الجميع بالعمل علي إيجاد حل سلمي لهذا الصراع ووقف العنف في سوريا, الذي يزداد سوءا كل يوم ويهدد بكارثة إقليمية سوف تؤدي إلي تداعيات دولية. وقد رصدت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فرار أكثر من700 ألف شخص من سوريا هذا العام, وصرح انطونيو جوتيريس مفوض الأممالمتحدة السامي لشئون اللاجئين بأن عدد اللاجئين في أنحاء العالم سيتجاوز أي عدد سجل هذا القرن, وأن إمكانات المفوضية لم تعد تسمح بالمزيد في تصديها لهذا الوضع. وقد وجهت فاليري أموس منسقة الشئون الإنسانية بالأممالمتحدة انتقادات حادة للعالم لسكوته عن المأساة الإنسانية التي يعيشها السوريون في الداخل والخارج كلاجئين, مشيرة إلي الصعوبات التي تواجه جهود إغاثة اللاجئين مع تصاعد وتيرة العنف واقتراب فصل الشتاء. ولم ينج الأطفال من فظائع النظام السوري, فقد حذرت منظمة إنقذوا الأطفال, وهي منظمة دولية معنية بالدفاع عن حقوق الأطفال, ومقرها بريطانيا من الصدمة التي يعانيها العديد من الأطفال السوريين الشهود علي الجرائم والتعذيب وغيرها من فظائع النزاع الدائر في البلاد منذ أكثر من18 شهرا, ونقلت شهادة لأحد الأطفال عن وجود أشلاء الموتي منتشرة في الشوارع والكلاب تنهش فيها. ومع بداية الدراسة, لم تفتح مدارس أبوابها في سوريا, حيث تعرض الكثير منها للتدمير بسبب القصف حين اتخذها مقاتلو المعارضة مراكز لهم, بينما تحولت مدارس أخري إلي ملاجئ لإيواء النازحين. واستخدم النظام البعض الآخر كثكنات عسكرية في المناطق المدنية. وفي انتهاك صريح لكل القيم الأخلاقية قام الجيش السوري الحر ومن قبله قامت أيضا الحكومة السورية باستخدام الأطفال كدروع بشرية, وقد ناشدت ليلي زروقي الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشئون الأطفال كل أطراف النزاع في سوريا بوضع حد لهذه الانتهاكات التي ترتكب بحق الأطفال. فهل يتصور الأسد أن عدم الرغبة الدولية في تدخل عسكري بمثابة العجز عن فرض عقوبات عليه, ورخصة لكي يستمر في مجازره غير الإنسانية التي لم ترحم حتي الأطفال؟!. المزيد من أعمدة مها النحاس