بحثت وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري اموس الثلاثاء مع عدد من المسؤولين السوريين الوضع الانساني في البلاد التي تشهد اضطرابات دموية منذ 17 شهرا. واشارت اموس في تصريح نقلته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) الى ان الهدف من زيارتها الى سوريا هو "مراجعة الالتزامات حول الوضع الانساني والاطلاع على تقييم السلطات السورية لما يجري على الارض". وعبرت اموس عن ارتياحها للتعاون "الذي تم احرازه بين الجانبين" منذ زيارتها الى دمشق في اذار/مارس، مشيرة الى الى الجهود التي يبذلها مكتبها لحشد أكبر دعم من المساعدات الانسانية لتمكين سوريا من مواجهة هذه الازمة في اطار من الحيادية والاستقلالية، بحسب الوكالة. وتوصلت اموس في اذار/مارس الى اتفاق مع السلطات السورية على تشكيل بعثة تقييم انسانية مشتركة في المناطق التي يحتاج سكانها الى مساعدة عاجلة. ووصلت آموس قبل ظهر الثلاثاء الى دمشق حيث التقت حسب ما افاد المستشار في بعثة الاممالمتحدة خالد المصري وكالة فرانس برس رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد. واكد رئيس الوزراء، بحسب سانا، خلال لقائه آموس "مقدرة سوريا على الصمود وتجاوز الازمة وتحقيق المصالحة بين أبناء شعبنا واعادة الامن والاستقرار لكل المناطق". واشار الحلقي الى "الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لتقديم جميع الخدمات الطبية والخدمية للمواطنين رغم قيام المجموعات الارهابية المسلحة بالاستهداف المباشر للقطاعات التنموية". واكد حيدر من جهته في تصريح لسانا بعد لقائه اموس انه "لا تمكن معالجة اي وضع انساني داخل اي منطقة فى سوريا دون النظر الى الوضع الامني فيها ووقف العنف الدائر بكل الوسائل الممكنة والمتاحة حتى يتم الانتقال الى خطوات اخرى في سبيل تحسين الوضع الانساني بشكل عام". وبين الوزير السوري ان العنف "لا يزال هو العامل الاساس في تعطيل جزء كبير من عمل الوزارة الميداني"، مؤكدا ان وقفه هو "من اولويات" عمل الوزارة. واشار حيدر الى ان اعادة المواطنين السوريين الى اماكن سكنهم الاصلية "هي من خطط الحكومة السورية قبل أن تكون من مهام الاممالمتحدة أو المؤسسات الدولية". وتستمر زيارة اموس الى دمشق ثلاثة ايام تهدف الى لفت الانظار الى تدهور الوضع الانساني في سوريا والى اثر النزاع على السكان سواء من هم في سوريا او من فروا باتجاه دول اخرى وخصوصا لبنان. وتغادر الخميس الى لبنان حسب ما ذكر بيان صدر الاثنين عن الاممالمتحدة. وتعاني مناطق عدة في سوريا، لا سيما تلك التي تشهد عمليات عسكرية واسعة، من نقص في المواد الغذائية والاستهلاكية الاساسية والادوية والعلاجات الطبية. وتقدر الاممالمتحدة بمليوني شخص عدد المتاثرين بالازمة السورية بينهم مليون شخص نزحوا داخل بلادهم. وذكرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في بيان لها الثلاثاء ان عدد السوريين الذين لجأوا الى الاردن وتركيا ولبنان وتسجلوا لديها يبلغ حوالى 158 الفا، مشيرة الى ان هذا العدد لا يعكس العدد اولاقعي اللاجئين.