حبس العالم أنفاسه فجر الأمس وهو يتابع أول مناظرة مباشرة بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني التي استغرقت نحو90 دقيقة . سيطر عليها بجدارة المرشح الجمهوري والذي انتهج سياسة هجومية طوال الوقت وهو ما دفع أوباما إلي الاكتفاء بالدفاع عن سجله الرئاسي طوال السنوات الأربع الماضية وتصدرت القضايا الاقتصادية والرعاية الصحية والاجتماعية بجانب الشئون الدولية المبارزة الكلامية العنيفة التي شهدتها أولي جولات المناظرات التليفزيونية الثلاث المباشرة في المعركة الانتخابية. وعلي الرغم من أن المناظرات تهدف لرسم صورة واضحة لشخصية المرشحين بهدف استمالة الناخبين, فإن أوباما لم يظهر في الصورة المناسبة, في حين اعتبر المراقبون أن رومني كان قويا ونشيطا وعنيفا في طرح حججه أو في هجومه علي الرئيس المنتهية ولايته في حين بدا أوباما أقل هجوما وأضعف من التوقعات, وهو ما دفع المراقبين إلي التأكيد أن رومني نجح عن جدارة في قلب ميزان الانتخابات قبل شهر تقريبا من انطلاق معركة الرئاسة الأمريكية في6 نوفمبر المقبل. وسعي كلا المرشحين إلي وصف رؤيته الاقتصادية للولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة علي أنها الأفضل للمستقبل. ففي الوقت الذي شكك فيه رومني في مدي فاعلية سياسات الرئيس أوباما الاقتصادية, مؤكدا أنه سيأخذ البلاد في اتجاه مختلف تماما. إلا أن الرئيس الأمريكي سارع لتوجيه اتهام مباشر لرومني بمحاباة الأثرياء علي حساب الطبقة الوسطي. وفي رده علي سؤال بشأن توفير فرص العمل, أكد أوباما أن هناك الكثير من العمل لإنجاز المهمة مشيرا إلي أن السؤال يجب أن يكون إلي أين نتجه وليس أين نقف. أما رومني فقد سلط الضوء علي خطة من خمس نقاط لتشجيع الاستثمار وتوفير فرص العمل. كما انتقد المرشح الجمهوري قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية الذي يدعمه أوباما بشدة مؤكدا أن ذلك سيؤدي إلي خسارة وظائف. ولكن أوباما دافع عن خطته بشدة وأحرج رومني عندما أكد أنه استند في النظام الجديد إلي نموذج وضعه رومني وأثبت نجاحه الكبير في ولاية ماساتشوستس عندما كان حاكما لها. إلا أن أوباما أثار دهشة الجميع عندما تجاهل الإشارة إلي نقاط ضعف رومني الرئيسية أو إلي تصريحاته السابقة التي أفقدته الكثير من الأصوات. فعلي مدي ساعة ونصف الساعة من المبارزة الكلامية في جامعة دنفر بولاية كولورادو لم يشر أوباما الي عمل رومني في( بين كابيتال) شركة الاستثمار المباشر والتي كانت مهمتها إرسال آلاف الأمريكيين للعمل في الخارج والتي استندت إليها حملة أوباما باعتبار أن رومني يقضي علي فرص العمل في الداخل. وتجاهل أوباما حقيقة عزوف رومني الحاكم السابق لماساتشوستس عن الإعلان عن سجله الضريبي طوال عامين. حيث يتساءل الديمقراطيون عما إذا كان رومني الذي يدعي أن ثروته لا تتجاوز250 مليون دولار يخفي شيئا بشأن ثروته ولماذا يحتفظ بملايين الدولارات في حسابات خارج البلاد. لكن أكثر ما أثار الدهشة فيما تجنب أوباما التحدث عنه هو عدم نطق عبارة ظلت تهيمن علي الحملة الانتخابية علي مدي الاسبوعين الماضيين وهي عبارة47%. وهي نسبة الأمريكيين الذين تحدث عنهم رومني خلال مناسبة خاصة لجمع التبرعات والتي تم تصويرها بالفيديو سرا في مايو الماضي, حيث وصفهم بأنهم ضحايا ويعتمدون علي اعانات الحكومة ومن غير المرجح أن ينتخبوه. الأمر الذي أثر بشكل مباشر علي شعبيته التي تراجعت بشدة في استطلاعات الرأي. ولم يشر الرئيس الأمريكي أيضا إلي- الإنجاز الذي قال نائبه جو بايدن إنه يجب أن يكون من بين الأسباب الرئيسية لإعادة انتخابه- وهو المهمة الناجحة التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن. ومن ناحية لغة الجسد, قالت جانين درايفر خبيرة لغة الجسد ومؤلفة كتاب( لن تستطيع أن تكذب علي) فإن ميت رومني هو المتقدم.وفي رد فعل شعبي مباشر, كشف أول استطلاع للرأي, أجرته شبكة سي إن إن الأمريكية عقب المناظرة, عن أن رومني حقق تفوقا كاسحا بلغ67% في مقابل25% فقط لأوباما. وفي ختام المناظرة تجنب أوباما مرة أخري التطرق لانتقاد رومني في نقاط محددة كانت من النقاط الرئيسية التي ارتكزت عليها حملته. وبدلا من ذلك أقر أوباما بأنه كانت هناك مجالات كان مقصرا بها خلال فترة الرئاسة. وقال أوباما كما تعلمون قبل أربع سنوات قلت أنني لست رجلا كاملا وأنني لن أكون رئيسا كاملا... وربما يكون هذا وعدا يعتقد الحاكم رومني أنني نفذته. الرئيس الأمريكي يحتفل بعيد زواجه ال20 علي منصة المناظرة واشنطن- وكالات الأنباء: في واقعة طريفة, صادفت أول مناظرة للرئيس الأمريكي باراك أوباما مع منافسه الجمهوري ميت رومني العيد العشرين لزواجه من ميشيل أوباما, حيث أكدت السيدة الأولي في الولاياتالمتحدة أنها لم تكن تتخيل أبدا لدي زفافها علي أوباما أنها ستحتفل بالذكري ال20 لزواجهما علي منصة ستشهد واحدة من أكثر الأحداث سخونة ضمن سباق انتخابات الرئاسة. وصرحت ميشيل بذلك في رسالة إلكترونية أرسلتها إلي المؤيدين قبل ساعات من المناظرة.