عام ونصف عام مضت علي اندلاع شرارة الثورة السورية التي حملتها رياح الربيع العربي, لم تهدأ فيها المدافع والطائرات والدبابات من قصف المدن والقري, وتدمير البنية التحتية والمنازل, وارتفاع أعداد القتلي لتصل لنحو27 ألف شخص. وتشريد الملايين في الداخل والخارج, وتدفق أكثر من ربع مليون لاجئ سوري من الفارين من نيران قوات النظام إلي دول الجوار في تركيا والعراق ولبنان والأردن, ليعيشوا في ظروف مزرية, ويشكلوا عبئا اقتصاديا واجتماعيا هائلا بما يفوق قدرة هذه البلدان الاستيعابية. لقد بكت انجلينا جولي, نجمة هوليوود والمبعوثة الخاصة للمفوضية العليا لشئون اللاجئين حين زارت مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن بسبب الوضع الذي يعيشون فيه, ودعت المجتمع الدولي إلي أن يتدخل لإنهاء معاناتهم وجمع المزيد من التبرعات لهم. وكان بان كي مون السكرتير العام للأمم المتحدة قد أشار إلي الوضع الإنساني المتدهور في سوريا والدول المجاورة التي طالتها الأزمة, مبينا أن ضعف التمويل يعرقل جهود المنظمة الدولية لإغاثة المتضررين, حيث لم تتلق الأممالمتحدة إلا50% من مبلغ180 مليون دولار طلبتها عاجلا لمساعدة النازحين واللاجئين السوريين. كما كشفت اثيرين كيزين مديرة برنامج الغذاء العالمي عن أن أعداد السوريين الذين يواجهون شبح الجوع ارتفعت إلي مليون ونصف مليون شخص, وأن البرنامج العالمي لا يمكنه سد حاجة هذه الأعداد, وهو في حاجة إلي ستين مليون دولار لمواجهة هذه الزيادة المطردة. أنهار من الدماء تسيل, ودمار للمدن والقري, وآلاف النازحين واللاجئين واستمرار تدهور الأوضاع في سوريا مع تصاعد وتيرة العنف ما ينعكس بدوره علي المنطقة بأسرها. لقد أصبح الأمر حتميا لتضافر الجهود الدولية لوضع حد لهذه المجزرة الإنسانية, حيث وصلت المعركة إلي طريق مسدود بعد أن عزم الأسد علي اتخاذ طريق واحد, الله وحده يعلم نهايته!!. المزيد من أعمدة مها النحاس