لم تكن جمهورية أرمينيا بعيدة عن أزمة الفيلم الامريكي المسئ للرسول عليه الصلاة والسلام, فهي ادانت علي المستوي الرسمي والديني جميع الانشطة التي تسئ للاديان والانبياء والرموز الدينية. وشددت علي ان حرية الابداع لا تعني ابدا التهكم علي الاديان والمعتقدات والثراث الثقافي لاي مجتمع. وكان قداسة بطريرك عموم الأرمنكاريكين الثاني, اقرب لقراءة واقع التطرف عندما طالب بوقف كل الافعال المتطرفة دينيا, واتهم بعض الجماعات بأنها تعمل علي استغلال التطرف الشخصي لأفراد بعينهم لتحقيق اغراضها الدنيئة. ووصف اعمال الاساءة بأنها' تصرفات متطرفة دينيا' ولا تعبر سوي عن تجاوزات فردية. المؤسف ان كل الجهود التي يبذلها رجال الدين لتهدئة الشعوب المسلمة بعد عرض الفيلم فشلت في تحقيق التهدئة بعدما وقع المسلمون في الفخ, والسبب يعود الي عدم التسامح الديني الذي يؤججه بعض المتطرفين من جميع الاديان. ووسط هذا التوتر, اعلن المخرج الإيراني مجيد مجيدي عن عرض فيلمه السينمائي الجديد, الذي يحمل عنوان' محمد صلي الله عليه وسلم' في ديسمبر المقبل. ويشهد الفيلم الإيراني للآسف أول تجسيد للنبي محمد في عمل فني من دولة إسلامية, رغم تحريم علماء الإسلام ظهور الأنبياء في المسلسلات أو الأفلام السينمائية, مما يشير إلي احتمالات نشوب احتجاجات جديدة. وهنا يجب ألا يخدعنا المخرج الايراني بتبريره ان ظهور النبي يهدف لإظهار قيم الإيمان والأخلاق واعتباره رمزا للأخلاق والقيم الروحية الحميدة. واعتقد ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان اكثر تسامحا دينيا عندما هنأ الرئيس الاسرائيلي بعيد رأس السنة العبرية في الوقت الذي تعرض فيه الي انتقادات وشتائم من وزير الخارجية الاسرائيلية أفيجدور ليبرمان الذي وصف ابو مازن بانه' كذاب وجبان'. إنها لعبة' الدين' الذي يجيدها المتطرفون لإشغالنا بما لا يفيدنا. المزيد من أعمدة محمد أمين المصري