كتبت:* ماري يعقوب: الحالة التي وصلت إليها البحيرات في مصر من تلوث وملوحة وتعديات تلقي بعبء ثقيل علي وزارة الدولة لشئون البيئة باعتبارها المسئولة عن اعادة التوازن البيئي لهذه البحيرات. وبالفعل بدأت الوزارة رحلة الألف ميل لأنقاذ البحيرات بخطة استراتيجية متكاملة تشمل بحيرات البردويل والمنزلة والبرلس وادكو ومريوط. وعن هذه الاستراتيجية يقول مهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة بعد رصد تلك التجاوزات تجاه بحيرات مصر وتعرضها للتقلص في المساحة بسبب التعديلات المتكررة عليها بالتجفيف والتلوث.. كان علينا وضع خطة للحد من هذه التجاوزات وتهدف إلي تحقيق تنمية مستدامة للبحيرات والحفاظ عليها من التلوث وذلك من خلال برنامج يختص بالمتابعة الدورية للوضع البيئي لنوعية المياه والرواسب القاعية والهائمات النباتية والحيوانية والاسماك..حيث تم البدء في تنفيذ هذا البرنامج في أغسطس من العام الماضي وذلك بالتعاون مع المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد, وقد تم بالفعل الانتهاء من الرحلة الحقلية الاولي والتي استهدفت رصد عدة قياسات للعينات المائية والرواسب القاعية باستخدام الطرق القياسية طبقا لمقياس المجموعة الأوروبية, ومقياس وزارة الصحة المصرية لمياه الشواطيء والاستحمام. ويضيف الوزير ان النتائج أشارت إلي ان بحيرة المنزلة هي أقل البحيرات في العد البكتيري للبكيتريا الكروية السبحية, وبكتيريا القولون النموذجية الكلية, يليها بحيرة ادكو ثم البرلس, كما أشارت النتائج أيضا إلي ان بحيرة ادكو الأقل في العد البكتيري في بكتيريا الايشيرشياكولاي ثم يليها البرلس فالمنزلة. كذلك اثبتت نتائج البحوث ان كلا من بحيرة ادكو والمنزلة والبرلس وجد بها تفاوت في تركيز الحديد, حيث كانت أقل نسبة بحيرة ادكو يليها بحيرة البرلس ثم المنزلة, أما عن تركيز المبيدات الكلية والمغذيات فوجد ان بحيرة البرلس هي الأقل تركيزا يليها المنزلة ثم ادكو, أما عن بحيرة مريوط فوجد انها الأعلي في بعض القياسات خاصة المعادن الثقيلة والسامة. ويضيف انه بناء علي هذه النتائج فان الوزارة تولي اهتماما كبيرا باعادة تأهيل المناطق الملوثة ببحيرة مريوط والحد من مصادر التلوث عليها وذلك بتنفيذ عدد من المشروعات ذات المردود البيئي المباشر من خلال مشروع التحكم في التلوث الصناعي بمرحلتيه الأولي والثانية. ومن هذه المشروعات مشروع الادارة المتكاملة للمناطق الساحلية بالاسكندرية, ومشروع التحكم في التلوث الصناعي المرحلة الثانية والذي يساعد بعض الانشطة الصناعية التي تصرف علي بحيرة مريوط في توفيق أوضاعها البيئية. وعن أهداف البرنامج.. يقول مهندس ماجد جورج.. هناك هدف قصير المدي وآخر علي المدي الطويل. ففي البداية نهدف إلي ايجاد قاعدة معلوماتية جغرافية ومائية وايكولوجية وبيولوجية وبيانات عمليات الردم والتجفيف التي تمت في الماضي. وكذلك تقييم الانشطة البشرية والعمرانية الموجودة حول البحيرات المصرية وتحديد مصادر التلوث, واقتراح الاجراءات التصحيحية المطلوبة للحفاظ علي البحيرات. واعداد واصدار معايير قومية لنوعية وحالة المياه والرواسب في البحيرات المصرية للاسترشاد بها عند وضع القرارات الخاصة بتحسين حالة البحيرات عند وضع برامج التنمية حولها أما الأهداف طويلة المدي.. فتنظر إلي تحسين حالة المياه بالبحيرات مما يترتب عليه زيادة وتنمية الثروة السمكية بها بالاضافة لزيادة معدلات التنمية للمجتمعات المحيطة بها. وعن التحديات التي تواجه البحيرات الشمالية والتي تم رصدها بالنسبة لبحيرة المنزلة, تقلصت مساحتها من750 ألف فدان إلي100 ألف فدان نتيجة التجفيف وتآكل التربة والاعتداءات كما تستقبل البحيرة كميات هائلة من مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي والتي تلقي فيها سنويا دون معالجة ويأتي مصرف بحر البقر علي رأس قائمة المصارف والترع التي تلقي مخلفاتها حيث يلقي حوالي650 مليون متر مكعب مياه صرف صحي بالاضافة إلي1,7 مليون متر مكعب من مصرف حادوس. وبالنسبة لبحيرة البرلس تقلصت مساحتها من165 ألف فدان إلي70 ألف فدان بعد استقطاع60 ألفا بينما يغطي البوص والحشائش25 ألفا أخري بالاضافة إلي تكون الطمي لعدد من الجزر مما يزيد من ارتفاع منسوب البحيرة عن البحر المتوسط و35 سم بما يعيق انسياب المياه المالحة اليها فضلا عن القاء30 مليار متر مكعب سنويا من مياه الصرف الصحي والزراعي والمزارع السمكية. أما بحيرة مريوط فتستقبل كما هائلا من الملوثات التي تأتيها من المنطقة الصناعية بالاسكندرية, حيث يصب صرف القلعة750 ألف متر مكعب صرف صحي كما يصب مصرف الشرقية706 آلاف متر ومصرف الغربية264 ألف متر..