أكتب هذه الكلمات عن أحد رفقاء موكب الإبداع الأدبي تذكيرا لدوره المتميز حتي لا يضيع في زوايا النسيان, إنه مجيد طوبيا. ولد مجيد طوبيا في25 مارس1938 بالمنيا في صعيد مصر وحصل علي بكالوريوس رياضة وتربية من كلية المعلمين بالقاهرة عام1960, فدبلوم معهد السينما قسم السيناريو(1972), فدبلوم الدراسات العليا من معهد السينما, قسم الإخراج(1972). وعلي جائزة الدولة التشجيعية في القصة(1979). نوقشت رسائل علمية عن أعماله بأكثر من لغة في جامعات: المنيا والجامعة الأمريكية بالقاهرة والسوربون وإكس أن بروفانس وروما ونابولي ووارسو. كما كتب قصص ثلاثة أفلام روائية:' أبناء الصمت' إخراج محمد راضي,' حكاية من بلدنا' إخراج حلمي حليم,' قفص الحريم' إخراج حسين كمال. نشر سبع مجموعات قصصية:' فوستوك يصل إلي القمر'(1967). و'خمس جرائد لم تقرأ'(1970), و'الأيام التالية'(1972). و'الوليف'(1978). و'الحادثة التي جرت'(1987), و'مؤامرات الحريم وحكايات أخري'(1997), و'23 قصة قصيرة'(2001), كذلك نشر سبع روايات:' دوائر عدم الإمكان'(1972), و'الهؤلاء'(1973), و'أبناء الصمت'(1974), و'غرفة المصادفة الأرضية'(1978), و'حنان'(1984), و'عذراء الغروب'(1986), و'تغريبة بني حتحوت'( إلي بلاد الشمال1987 وإلي بلاد الجنوب1992, وإلي بلاد البحيرات وإلي بلاد سعد), وصدرت الأجزاء الأربعة عام.2005 له قصتان للأطفال:' مغامرات عجيبة,' وكشك الموسيقي'(1980), ومسرحية هزلية:' بنك الضحك الدولي'(2001), ودراسات:' غرائب الملوك ودسائس البنوك'(1976), و'التاريخ العريق للحمير'(1996), و'ديانا ومونيكا', و'عصر القناديل' عن يحيي حقي وعصره(1999). روايته' تغريبة بني حتحوت' تقع في أربعة أجزاء, استغرقت كتابتها ستة أعوام سبقها عام لتجميع مادتها العلمية, تدور أحداثها في نهاية القرن الثامن عشر, ثم القرن التاسع عشر في محاولة لاستنباط شكل روائي جديد مستلهما التراث المصري الحكائي في سرد الأحداث كما في كتب التاريخ والسير الشعبية وألف ليلة: إذ يسير السرد في خط مستمر دون التفات إلي الخلف مصورا أحوال مصر في فترة التحول الحاسمة من أيام المماليك حتي قيام دولة محمد علي عبر ثلاثة أجيال من أسرة حتحوت, لكنها تتخطي الفترة التاريخية وتصبح واقعا أدبيا لأبناء الحاضر يعيشونه باعتباره جزءا من ماضيهم. أما هيكل الرواية فيعتمد علي فكرة الرحلة المقترنة بالنبوءة. أما قصصه القصيرة فتتميز بمحاولة استيعاب اللحظة والسيطرة عليها من خلال عشرات اللقطات المتحركة في أكثر من زمان ومكان محطما وسيلة السرد العادية لأن الحاضر عنده ليس إلا نتيجة لتراكمات الماضي, وهذا التضافر الزماني ليس في صالح الإنسان بل إنه ضد حياته ولحساب موته وعجزه وضآلته, لأن الماضي ليس إلا سلسلة الفقد الذي أفضي إلي تلك النهاية أو الحاضر. ويتميز الأسلوب بالجمل القصيرة التي ليس من الضروري أن ترتبط بسابقتها بحرف عطف أو اسم وصل. ورغم قتامة اللحظة فإنها تتكون من مجموع متناقضاتها فتسبغ عليها لونا من السخرية. تحية لمشواره الإبداعي ولن ينساك أبناء جيلك ولا قراؤك مطالبين بإعادة نشر إبداعاتك.