لا أعرف بماذا أبدأ، هل أبدأ بالهجوم على الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها فرنسا والتي تسيء لرسولنا الكريم صلوات الله ورضوانه عليه. أم أبدأ بكيفية التصدي لهذه المحاولات في ظل التصعيد الغربي ضد المسلمين ومهمة المسلمين الصعبة في الحفاظ على دينهم وعلى معتقداتهم وعلى رسولهم الكريم صلى الله علية وسلم من الإساءة. لا أعرف لماذا بعد موجة العنف والغضب التي اجتاحت العالم الإسلامي بمشرقه ومغربه جراء عرض بعض المواقع الإليكترونية للمقاطع الحقيرة للفيلم الأمريكي المنحط المسيء لنبينا محمد، والذي أثار ردود فعل مختلفة وعنيفة كما حدث في ليبيا من مقتل السفير الأمريكي، وقد أشرت في المقال السابق، أن هذا السفير لا ذنب له لكي يقتل، ولكن مسلسل الاستفزاز لمشاعر المسلمين يبدو أنه لن ينتهي، أو بالأحرى يبدو أنه قد بدأ، فبعد أقل من أسبوع على نشر الفيلم وما أحدثه من إثارة للفتن والإحتقان، رأينا هذه الرسوم الفرنسية بشكل متعمد لجرح مشاعر المسلمين. لا أعرف لماذا وكنا لم نهدأ بعد، حتى تأتينا هذه الرسوم الفرنسية لتشعل وتؤجج نار الفتنة الطائفية مرة أخرى ومن يعلم من الدولة الغربية التالية التي ستقوم هي الأخرى بذلك، ولن ننسى هولندا والدانمرك من قبل. الغريب في الأمر أن المسلمين يعرفون تماما من خلال دينهم أن لكل دينه، ولا أحد يتعدى منهم باللفظ أو القول على دين الآخر، ومن يفعل كذلك تتمثل في بعض التصرفات الفردية ولا تتعدى كونها كلاما لكنها لم تصل إلى حد إنتاج فيلم أو رسوم مسيئة لدين بعينه، فاحترام المسلمون للأديان الأخرى مأمورون بل ومؤمنون به في الإسلام.. إلا أن الأمر غير ذلك عند كارهي الإسلام والمسلمين من محبي ومثيري الفتن ممن يعيشون في الغرب. لا أعرف لماذا "الإسلاموفوبيا" أو الرعب من فكرة انتشار الدين الإسلامي الحالية، ولا أعتقد أنه يوجد تفسير سوى أنه المحرك وراء كل هذه الأفعال التي لا يمكن حتى أن نصفها "بالصبيانية" ولكنها تذكرنا بأيام ما قبل "الحروب الصليبية" والتي رحمنا الله منها منذ عقود ليست ببعيدة. أعرف أن لدى المسلمين مهمة صعبة الآن تكمن في كيفية إيجاد حلول جادة وعملية للحفاظ على دينهم ومعتقدهم عن طريق وضع مواثيق دولية يوقع عليها جميع دول العالم الغربي، ومن يخالفها يتحمل نتيجة تصرفه الأحمق وعقوبته. أعرف أن هناك مواثيق تجرم معاداة السامية وتحافظ على هويتهم ومعتقداتهم، لذا أعتقد أنه أن الأوان لأن يهتم العالم الإسلامي والذي تمثله الأزهر و منظمة المؤتمر الإسلامي (الجهتين العريقتين) في أن يتخذوا الخطوات الجادة والحقيقية لنصرة دينهم وشعبهم الإسلامي في كل أنحاء العالم، وتكون أولى المهام على أجنداتهم الدولية قبل أي شيء أخر، وإلا يتحملون هم العواقب. وتحية واجبة للإخوان المسلمين في سرعة استجابتهم وتصرفهم الممثل في قرار رئيس الجمهورية السريع بإصدار النائب العام قرارا بالقبض على الثمانية القائمين على الفيلم المسيء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لعلها تكون خطوة رادعة لكل من يفكر في الإساءة لأي رمز من رموز الأديان السماوية. [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن