يصر حزب برو دويتشلاند اليميني المتطرف علي عرض الفيلم المسيء للرسول في ألمانيا في شهر نوفمبر المقبل, وهو ما أشعل الجدل السياسي والقانوني حول حدود حرية التعبير يصر حزب برو دويتشلاند اليميني المتطرف علي عرض الفيلم المسيء للرسول في ألمانيا في شهر نوفمبر المقبل, وهو ما أشعل الجدل السياسي والقانوني حول حدود حرية التعبير وسبب أرقا كبيرا للسلطات الأمنية في مقدمتها وزير الداخلية الذي أمر علي الفور بالبحث عن اية ثغرات قانونية يمكن بها منع الفيلم. والآن وفي خضم هذا الجدل الدائر فوجئ الجميع بمجلة تيتانيك الألمانية الساخرة تركب موجة الهجوم علي الإسلام وتخصص ملفا في عددها لشهر اكتوبر عن هذا الموضوع يصدر يوم الجمعة القادم, وبدأ رئيس تحريرها ليو فيشر حملة دعاية غير مسبوقة لمجلته بالكشف عن غلاف العدد وعليه صورة محارب عربي ملتح يحمل سيفا ويحمل زوجة الرئيس الألماني السابق بتينا فولف بين يديه اما عنوان الغلاف فهو:' الغرب في إضطراب: بتينا فولف تصور فيلما عن محمد'. رئيس تحرير المجلة المعروفة بتهكمها اللاذع حتي علي بابا الفاتيكان الذي صورته منذ أشهرعلي غلافها وكأنه يتبول علي نفسه, وصل بحرارة النقاش هنا إلي درجة الغليان, فقد رفض الإفصاح عما إذا كان المقصود بصورة المحارب هو شخص الرسول, بل قال أنه بغض النظر عن ذلك فإن المقصود بالنقد هنا هي زوجة الرئيس الألماني السابق والسخرية من حبها للظهور الإعلامي لدرجة انها ربما تستغل الهجوم الحالي علي الإسلام لتصور فيلما عن الرسول تجذب به الأنظار إليها. وقال ايضا إن علي المسلمين أن يتحملوا مثل غيرهم من اصحاب الديانات الأخري النكات حولهم والسخرية منهم فهم ايضا يلقون نكاتا علي المسيحيين وغيرهم, كما اكد فيشر انه لا يتوقع ان يتظاهر المسلمون امام مقر صحيفته وإذا حدث ذلك فسيشرح لهم بهدوءما يقصده. وتسبب الإعلان المبكر عن غلاف مجلة تيتانيك في حالة من التوتر بين جميع المسؤلين في المانيا الذين لم يتوصلوا بعد لحل للتعامل مع تحدي اليمين المتطرف وإصراره علي إستفزاز المسلمين خاصة المتشددين منهم. كما أنه منذ الهجوم علي السفارة الألمانية في الخرطوم والمخاوف كبيرة من إنتقال العنف إلي الشوارع الالمانية وزاد من هذه المخاوف قيام المسلمين في عشرات المدن الألمانية بالتظاهر لأول مرة للتنديد بالفيلم وبالرسوم الفرنسية المسيئة وهي مظاهرات وإن بقيت سلمية إلا ان مخاطر إندساس عناصر متطرفة بها كبيرة, كما صرح بذلك رئيس جهاز حماية الدستور هانس جيورج ماسن الذي لم يخف قلقه من أتباع التيار السلفي في المانيا ممن ينتظرون هذه الإستفزازات, فضلا عن مشاركة انصار حزب الله اللبناني في هذه الإحتجاجات قبل يومين. وظهر هذا التوتر في التصريحات المكثفة لوزير الخارجية فسترفيله في الأيام الأخيرة ورفضه التعليق علي غلاف مجلة تيتانيك او غيرها منددا بإستغلال هذه الرسوم والأفلام لإستخدام العنف ضد السفارات الألمانية في الخارج. ومناشدته المستمرة للمواطنين في ألمانيا وكل من يستند إلي حق حرية التعبير أن يدرك أن لها حدودا تقف عند الإساءة إلي معتقدات الآخرين. وعندما إتصل كاتب هذه السطور بمسئول بارز في الخارجية الألمانية لمعرفة رأيه فيما تعتزم تيتانيك نشره أعرب عن قلقه من ردود الفعل العربية والإسلامية. ويتمحورالنقاش الدائر في المانيا حاليا حول سؤال واحد هو: هل يمكن منع عرض الفيلم المسيء أو منع طبع غلاف عدد قد يسيء للمسلمين ام لا؟ ولكن لا توجد إجابة واضحة حتي الآن, فهناك إدانة واسعة للفيلم المسيء وايضا للرسوم الفرنسية وكشف إستطلاع لمعهد إيمنيد أن70% من الالمان يرفضون هذه الأعمال المسيئة للإسلام والمسلمين. ولكن تتمثل الإشكالية في كيفية التوفيق بين حقين اساسين يكفلهما الدستور الألماني هما حرية التعبير وحرية ممارسة العقيدة. فكما يوضح المحامي اودو فيتر ل الاهرام فإن المادة5 من الدستور الألماني تكفل حرية التعبير بلا حدود مما يعني ان الدولة لايمكن أن تتخذ إجراء مسبقا بمنع اي مطبوعة او عمل فني او غيره والفيلم المسئ مثلا من الناحية القانونية هو عمل فني مهما كان مضمونه.