منذ الأزل وسيناء تتمتع بالعديد من المزايا العسكرية والاستراتيجية التي جعلتها دائما مطمعا لهؤلاء الذين أرادوا احتلال مصر واستغلال ثرواتها الهائلة. وكانت خطرا دائما ومستمرا خاصة في عصور الضعف التي مرت بها البلاد, وكانت استعادة مصر يوم25 أبريل قبل28 عاما نقطة الانطلاق الحقيقية نحو ادراك أهمية سيناء وتنميتها وتعزيز الوجود البشري والعمراني فوق أرضها الطيبة, وتواصل القوات المسلحة وبقية أجهزة الدولة مهامها من أجل تحقيق رؤية متكاملة لأمان وتنمية هذا الجزء العزيز من ترابنا الوطني وهو مايتضح في بعض سطور هذين التحقيقين. مع احتفالات شعب مصر والقوات المسلحة بذكري تحرير سيناء ورفع العلم المصري فوق كل شبر فيها, نتذكر أبطال قواتنا المسلحة الذين ساهموا في نصر أكتوبر العظيم, الذين لقنوا العدو درسا قاسيا أعادوا به للعسكرية المصرية مجدها وأثبتوا أنهم بحق خير أجناد الأرض. ولم تكن عودة سيناء وتحرير كل شبر فيها هو نهاية مهام القوات المسلحة, ولكن كانت هناك معركة أخري جديدة هي معركة التنمية وحماية حدودنا والحفاظ علي أرضنا الغالية, وبالطبع كانت قواتنا المسلحة في طليعة الصفوف للمساهمة في تنمية سيناء من خلال إقامة المشروعات العملاقة واستصلاح الأراضي والتصدي للكوارث والأزمات للمساهمة في تخفيف آثارها وعلي رأسها السيول, كذلك مد جسور الحب والود المبني علي الثقة مع أهل سيناء من البدو وتقديم يد العون لهم من حل للمشاكل وتوفير العلاج والدواء من خلال إقامة المستشفيات وارسال القوافل الطبية إليهم, وامدادهم بالدعمين المادي والعيني في الكثير والكثير من المناسبات تقديرا وعرفانا لدورهم الكبير خلال العمليات الحربية التي وقعت علي أرض سيناء والمعلومات التي أرسلوها للقوات المسلحة قبل حرب أكتوبر, وهو ما كان لها من أثر في تحقيق النصر. الجيش الثاني الميداني إحدي قلاع القوات المسلحة الشامخة ساهم بدور كبير في تحقيق النصر, ويستمر في الزود عن مقدسات مصر وترابها وسيادتها لا يكف عن التدريب من منطلق مقولة المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي السلام لا يعني الاسترخاء والعرق في التدريب يوفر الدم في المعركة, والاستعداد للحرب يمنع وقوع الحرب, ويدرك تماما أن مهمته الأساسية هي التدريب الدائم والمستمر والوصول لأعلي درجات الكفاءة والاستعداد القتالي, ومن خلال فائض الامكانات وبكوادر من خارج الوعاء التجنيدي المخصص للمهمة القتالية يساهم بالكثير من دعم القطاع المدني ومعاونة أجهزة الدولة في المشروعات وأيضا بالمشاركة الفعالة في التنمية الشاملة للدولة. اللواء أركان حرب جمال إمبابي قائد الجيش الثاني الميداني يقول إن الجيش الثاني الميداني يدرك أهمية سيناء, خاصة أنه خاض وشارك في معركة الكرامة ضمن القوات المسلحة في1973 لتحرير أرض الفيروز لذلك فهو العين الساهرة علي حماية وصون هذه الأرض الطاهرة بما وصل إليه من كفاءة قتالية عالية واحترافية في تنفيذ المهام القتالية من خلال التدريب المستمر, وحرص المشير حسين طنطاوي القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربي علي تزويد القوات المسلحة بكل ما هو جديد وبما يناسب مهام القوات المسلحة ويحققها بأعلي درجات الكفاءة. يضيف اللواء جمال إمبابي أن القوات المسلحة تدرك تماما أهمية سيناء, لذلك تتحرك في محورين الأول: هو التدريب المستمر للوصول إلي أعلي درجات الكفاءة القتالية والاحترافية في تنفيذ المهام, والمحور الثاني يتمثل في المشاركة في عملية التنمية الشاملة وبسط المشروعات العملاقة بأرض الفيروز. يستطرد اللواء جمال إمبابي أن القوات المسلحة تهتم بالمشاركة في خطة التنمية الشاملة لسيناء في شتي المجالات الطبية والرعاية الصحية والمشروعات الانتاجية والزراعية والساحات الرياضية والتأهيل العلمي وصيانة واصلاح الطرق وتطهير مخلفات الحروب والقضاء علي الانفاق والزراعات المخدرة, اضافة إلي جانب معنوي يتجسد في عقد اللقاءات مع سكان سيناء وتوزيع الهدايا المادية والعينية عليهم, كذلك المعاونة في إزالة آثار الكوارث. تتجسد مشاركة الجيش الثاني في عملية التنمية ودعم التنمية ودعم القطاع المدني في سيناء من خلال6 قوافل طبية سنويا لعلاج أهالي البدو في شمال سيناء, وتقديم العلاج الطبي ل4500 فرد سنويا, ثم قافلتين طبيتين اضافيتين لعلاج أهالي البدو بمنطقة الحزبة وجبل المغارة باجمالي310 حالات وتم علاج العديد من الحالات النادرة من أبناء سيناء أبرزها علاج حالتين بالمستشفيات العسكرية علي نفقة القوات المسلحة وتم عرضهما علي الخبراء بمستشفي الحلمية العسكري وتم إجراء الجراحات اللازمة لهما, كما أنشأ الجيش الثاني نقطة اسعاف الميدان علي الطريق الشمالي للمساهمة في علاج أهالي القرية وتقديم المعاونة الطبية علي الطريق الشمالي, مع وجود خمسة مستشفيات عسكرية تخدم العسكريين والمدنيين علي حد سواء, وآخرها مستشفي مبارك العسكري ببورسعيد, بالاضافة إلي نقطة اسعاف رابعة علي الطريق الشمالي للمساهمة في علاج أهالي القرية. يشير اللواء جمال إمبابي إلي أن الجيش الثاني الميداني أقام العديد من منافذ للبيع لمنتجات الجيش بأسعار في متناول المواطنين, وقد حققت التجربة نجاحا كبيرا في تلبية احتياجات المواطن من المنتجات الغذائية, وقد وصلت إلي57 منفذا وهناك العديد من الجهات والمحافظات طلبت إنشاء منافذ لديها لبيع منتجات الجيش الثاني الميداني والقوات المسلحة. كما يحرص قائد الجيش الثاني الميداني علي عقد لقاءات مع مشايخ وعواقل سيناء, وذلك للتعرف علي احتياجاتهم ومد جسور الود والثقة معهم وهناك علاقة وطيدة للقوات المسلحة مع البدو, وهي علاقة ليست وليدة اليوم ولكن منذ زمن بعيد. يضيف قائد الجيش الثاني الميداني أنه تمت زيادة المساحات الخضراء لمحافظة شمال سيناء بزراعة ألفي شجرة نخلة مثمرة والكثير من النباتات والأشجار, كذلك زراعة1650 فدانا شرق القناة بالزيتون والبرتقال والرمان والتين وتنفيذ أعمال التسوية واستصلاح الأراضي وإنشاء شبكة من المدقات بطول10 كيلو مترات, كذلك إنشاء مزرعة المليز للمساهمة في انتاج متطلبات المنطقة من المحاصيل الزراعية وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة, كما يساهم الجيش الثاني الميداني في تأهيل المجتمع المدني في مركز نظم المعلومات بالعريش, حيث تم عقد دورتين ل50 دارسا من ذوي الاحتياجات الخاصة بمعمل نظم المعلومات بالعريش. إزالة آثار الكوارث يستطرد اللواء جمال إمبابي: الجيش الثاني حريص علي المشاركة في تخفيف آثار الكوارث عن المتضررين خاصة في مجال السيول, حيث تم إنشاء معسكر إيواء بطاقة600 فرد وتأمينه إداريا بالتعيينات لمدة شهر مزود بطاقمين طبيين, بالاضافة إلي امكانات مستشفي مبارك العسكري بالعريش وتم إيواء97 أسرة باجمالي373 فردا و69 رجلا و93 من النساء و211 طفلا, كما تم توزيع ترفيه عيني ومادي علي34 أسرة, كذلك إنشاء خط صرف مياه بطول800 متر لمنع ارتداد المياه للمناطق المنخفضة بعد الكسح بطول3 كيلو مترات من منطقة الكسح وحتي اتجاه مجري السيول في اتجاه البحر, كما قام الجيش باستعادة كفاءة الطرق المتأثرة بالسيول بواسطة معداته من اللوادر وبلدوزرات وقلابات. الزراعات المخدرة يقوم الجيش الثاني الميداني بدور كبير في التصدي للزراعات المخدرة من الخشخاش والبانجو من خلال12 دورية سنويا, بالاضافة إلي حملات مكبرة للقضاء علي هذه الزراعات بشمال سيناء. يشير اللواء جمال إمبابي إلي دور آخر للجيش الثاني من دعم المجتمع المدني, حيث تم ارسال6 قوافل لمواجهة مرض إنفلونزا الطيور من خلال صرف الأدوية والمطهرات الطبية ومعدات تطهير ومهمات وقائية ونقل الاحتياجات بواسطة عربات نقل الجيش لعلاج بدو سيناء. كما يساهم الجيش الثاني الميداني في تنفيذ أعمال المعاونة في التطهير الدوري لطرق التحرك, كذلك إنشاء محطتي وقود خدمة وطنية شرق القناة والقنطرة وراموسمارة والمعاونة في القضاء علي الانفاق وتطهير مخلفات الحروب. أسواق وقاعات يحرص الجيش الثاني الميداني علي إنشاء الأسواق التي تناسب طبائع وعادات وتقاليد البدو وأبرزها سوق رفح الأسبوعي ويضم مناطق لبيع الأغنام ومحلات تجارية وخضراوات وفاكهة وثلاجة للحفظ, كذلك قاعة الجلاء برفح وتضم قاعة احتفالات وأخري لكبار الزوار بأسعار مخفضة. كما تتضمن الخدمات التي يقدمها الجيش الثاني الميداني تأهيل وتشغيل أبناء البدو في المنافذ والمزارع ومشاركتهم الفعالة في توزيع وبيع منتجات المشروعات علي أرض سيناء, كذلك تشغيلهم كخفراء علي التجهيزات الهندسية بسيناء والمساهمة في تأهيل وتشغيل شباب الخريجين من أبناء البدو. كما أنشأ الجيش الثاني الميداني مجموعة من الساحات الرياضية أبرزها ساحة العريش الرياضية وتشتمل علي4 ملاعب كرة قدم خماسي وملعب سلة وآخر للطائرة ومبني رئيسي إدارة وكافيتريا ويمكن ممارسة كل الألعاب الرياضية لتكون متنفسا للشباب لممارسة هواياتهم, كذلك إنشاء ساحة الشيخ زويد الرياضية. تأهيل أبناء البدو للالتحاق بالكليات العسكرية كما قام الجيش الثاني الميداني بدور كبير في تأهيل أبناء بدو سيناء للقبول بالكليات العسكرية, حيث يتم إجراء الكشف الطبي عليهم وتسليمهم شنطة رياضية وتأهيل رياضي لاجتياز القبول والتدريب علي قفزة الثقة والسباحة ونقلهم من العريش إلي القاهرة والعكس لإجراء الاختبارات. كما تم في هذا المجال تأهيل أبناء بدو سيناء للتطوع بالقوات المسلحة, حيث تم تجميعهم بقيادة الجيش الثاني وتنفيذ جميع إجراءات التطوع وإجراء الكشف الطبي, كما قام الجيش الثاني الميداني بالعديد من الجهود في مجال تخفيف آثار السيول, حيث تم استعادة كفاءة المواصلات بمدينة العريش بنسبة100% ونقل الأفراد المتضررين بوسائل نقل الجيش وتوفير الملابس لهم وعلاج(102) حالة بمستشفي مبارك العسكري. كما قدم الجيش الثاني العديد من المساهمات بمدن القناة أبرزها إنشاء3 مزارات سياحية عسكرية مثل مزار تبة الشجرة والنصب التذكاري ومزار تل سلام وتخصيص قطعة أرض بمساحة30 فدانا علي ساحة البحر المتوسط من شرق التفريعة حتي رمانة لإنشاء المدينة المليونية وسيتم إنشاء مخبزين بطاقة خطي انتاج خبز لتوفير الخبز لأبناء سيناء بكل من قريتي رابعة والجفجافة. كما نالت الاسماعيلية حظها من مساهمات الجيش الثاني الميداني في عملية التنمية من خلال إنشاء3 ساحات رياضية بالاضافة لحديقة النصر التي تضم جميع الخدمات لأهالي الاسماعيلية من قاعات أفراح ومركز ثقافي وترفيهي وركن للأطفال, كذلك مشتل للنباتات وتطوير الجزيرة الوسطي لطريق الاسماعيلية بورسعيد وإنشاء صالة إعداد بدني بالمدرسة الرياضية وإنشاء صالة بولينج بنادي التجديف ومجزرين آليين وتجميل شاطئ قناة السويس بمنطقة المعدية6 وإنشاء32 منفذا لبيع منتجات الجيش الثاني. كما استفادت بورسعيد من مساهمات الجيش الثاني في التنمية من خلال إنشاء مستشفي مبارك العسكري وعيادة خارجية وساحتين رياضيتين شاطئية ومنفذ لبيع منتجات الجيش, كما تم تطوير مدخل مدينة القنطرة غرب وإنشاء3 منافذ لبيع منتجات الجيش. ويؤكد اللواء جمال إمبابي أن مشاركة الجيش الثاني في عملية التنمية لا تؤثر مطلقا علي المهمة القتالية وكفاءة القوات والتدريب المستمر خاصة أن العناصر المخصصة بغرض التنمية من خارج الوعاء التجنيدي المخصص للمهام القتالية, مشيرا إلي أن الجيش الثاني لا يتوقف عن التدريب.