بدت مصر، تحت حكم الإخوان، كوكبا مقفرا فقد فضاءه، وظللتها سماء معدنية صماء تمطر صدأ وعفنا فى كل نهار، وراح الإخوانيون يزهون برجعيتهم، ويستعرضون أفكار رءوسهم الحليقة التى احتلت مكانها فوق أكتافهم كثمار الدوم، وقدموا لمصر ثقافاتهم ووثائقهم المتدنية حين صارت طبعتهم الشعبية المزيدة والمنقحة للتخلف.. وارتكبوا حماقة تصور اختطاف البلد واقتياده إلى الحجز فى مكان غير آمن، وقدموا أنفسهم إلى الناس وطاويطا هجرت أوكارها ليلا لاغتيال الثمار المدلاة من غصون الأشجار، على حين تحالف معهم ولخدمتهم هؤلاء الجالسون على (الكى بورد) الذين راحوا يعزفون عليه ألحان كونشترو الشر وهدم المؤسسات، فيما قادهم المايسترو الأمريكى أوباما الكريه عبر البحار، وتبعهم فى انكسار ومذلة بعض رجال الأعمال الذين تمرغوا تحت أقدامهم وأطلقوا وفاضوا فى نفاقهم وتملقهم، وبعض المديوكراتية وأنصاف الموهوبين الذين عينهم الرئيس الإخوانى مستشارين له فراحوا يختالون علينا ويستقوون بصلاتهم الإخوانية، والذين مازالوا يعيشون بيننا وبراءة الأطفال فى عيونهم وكأن شيئا لم يكن، امتلأت مصر وقتها بغثاء يتكلم عن المحاكم الشرعية ودفع النصارى للجزية والإعلان الدستورى وبيع جزء من سيناء والتنازل عن حلايب، ومضى الإخوان بإنسانية وورع افتراضيين وبعقول هى مثل قبض سراب يندمجون، بانشغال وتهتك، فى تعليم المصريين التمتمة بكلام غير مفهوم وبالذات وسط جمهرة والدخول إلى دورات المياه بالقدم اليسرى والهمس فى الطلعة والنازلة بدعاء ركوب الأسانسير، وبدت نفوسهم وكأنها صيغت من خواء، وفاضوا بعكارتهم على رءوس الناس، وعربد فى نفوسهم طرب الإشراف على تعذيب متظاهرين أوقعهم حظهم التعس فى أياديهم فكهربوهم وسحلوهم ومزقوا وجوههم من فرط الشد واللكم تحت أسوار الاتحادية، صنع الخونة قوانينهم وصاغوها فى تمرين سياسى مشهور، فى حين أراد بكل ما أوتى من قوة ومن تاريخ أن يطلق البلد عقيرته بموشح من مقام الصبا المصرى ينادى على الحرية مستدعيا فى ناسه كل ذكريات الفجر والطهر والعشق، وصور الهرم والسد العالى والنصب التذكارى لشهداء الحرب... وكانت ثورة 30 يونيو العظمى التى انعكس ضياؤها على وجوه الناس وأبراج دبابات الجيش. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع