أزاحت هيلارى كلينتون وزيرة خارجية أمريكا طوال فترة حكم أوباما الأولى الستار عن دولة وإمارة سيناء الاسلامية فى كتابها «خيارات صعبة» واعترفت بأنها طافت حول عدد من دول العالم لدفعها للاعتراف بهذه الإمارة بعد اعلان ميلادها. وهذا المشروع المشبوه كان واحدا من أخطر المؤامرات التى أقرها المسئولون الامريكيون ووفد الخيانة الاخوانى خلال مرحلة المفاوضات حول شروط تسليمهم السلطة فى مصر. وعندما تسلم الإخوان مقاليد الحكم، بدأوا فى حشد عشرات الآلاف من الارهابيين الاسلاميين والمقاتلين الجوالين الذين رفضت دولهم استقبالهم بعد أن هدأ الصراع العسكرى فى افغانستان وتوقف القتال فى البوسنة والهرسك وغير ذلك من المناطق التى عمدوا إلى زعزعة استقرارها ونشطوا لهدم دولها. واستقبلت المطارات المصرية معظم هؤلاء ومعظمهم دخلوا دون تأشيرات دخول مسبقة، حيث كانت لجان الترحيب الاخوانية فى استقبالهم لنقلهم مباشرة إلى سيناء. وهناك نسبة كبيرة منهم، وصلوا إلى قطاع غزة ، وانتقلوا منها عبر الانفاق إلى سيناء، كما وصل البعض مباشرة بحرا إلى ميناء العريش. وبالتنسيق ووفقا للتخطيط المسبق بدأ الجميع فى إرساء قواعد الإمارة الجديدة التى كانت حدودها ستمتد من خط الحدود مع اسرائيل وقطاع غزة إلى الشاطئ الشرقى لقناة السويس. وهكذا سيتحقق للحكم الاخوانى بقطاع غزة الحلم الغالى بالحصول على سيناء كلها كمنطقة انتشار ونفوذ، وقاعدة قوة لممارسة الضغوط على هذه القوى أو تلك. وكان من المخطط أن تحصل هذه الامارة الاسلامية المشبوهة على نسبة كبيرة قد تصل إلى النصف من دخل قناة السويس بالتوافق مع الحكم الاخوانى الذى قالوا انه سيستمر لأكثر من 500 عام. وفى خطوة لم يسبق الإخوان اليها أحد، نصوا فى الدستور الذى وضعوه على حق رئيس الجمهورية فى التنازل عن مساحات من أراضى مصر. وكان ذلك اشارة إلى نواياهم فى التنازل عن كل سيناء وعن منطقة حلايب وشلاتين للسودان، وقد أعلن الجاسوس والخائن محمد مرسى ذلك أثناء زيارة له للسودان ، وقد هلل له السودانيون ،وقتها كان البشير الإخوانى على قمة السلطة التى صعد إليها عبر انقلاب اخوانى عام 1989. وعندما سئل مرسى عن ذلك، قال بفخر وتبجح، إن مثل هذا التنازل سوف يعرض على النواب بالمجلس النيابى ليقرر مايراه فى صالح مصر، وكأن مجلس « أهل السمع والطاعة» صاحب قرار. ومن المعروف أن دستور الجماعة الإرهابية يلزم جميع الأعضاء بقسم «السمع والطاعة فى المنشط والمكره» وهكذا يفقد الجميع إرادتهم، ويصبحون أدوات فى يد المرشد أو مكتب الارشاد. وببساطة شديدة، كل الأعضاء لا رأى لهم أو إرادة ، فلا قول أو فعل فى كل مناحى حياتهم إلا بأمر المسئول عن العضو، ابتداء من الخلية إلى أى مستوى من مستويات التنظيم. لقد ولد هذا التنظيم الارهابى من خلال المخابرات الانجليزية على يد حسن البنا. لقد ولدت الجماعة الارهابية من خلال التآمر عام 1928، واستمرت فى النشاط التآمرى طوال الوقت، ومازالت كذلك حتى الآن. لمزيد من مقالات عبده مباشر